يصعب دومًا على رواد صناعة النفط الإجابة بشكل مباشر عن سؤال "أي الخامات أغلى؟"، لأن في حقيقة الأمر لا توجد طريقة سهلة للرد على هذا الاستفهام.
ويتحدد سعر النفط الخام وفقًا للخصائص الفيزيائية (عادة تكون الخامات منخفضة الكثافة والكبريت أعلى سعرًا، لكن هناك استثناءات عدة لهذه القاعدة) بجانب الظروف التقليدية مثل الطلب وبعد منافذ التسويق والمخاطر المحتملة ومعتقدات السوق بشكل عام.
لكن المضاربة تلعب دورًا رئيسيًا في تحديد الأسعار، ما يجعل الأمر أكثر تعقيدًا، فحجم تداولات العقود الآجلة حاليًا يتجاوز نظيره بالسوق المادي، ورغم ذلك يظل تحديد أغلى خام في العالم ممكنًا، وفقًا لتقرير لـ"أويل برايس".
الخام الأرخص
- في البداية، سيكون من المنطقي تحديد أرخص أسعار النفط الخام حاليًا، فهناك فئات من الخام غير معروفة تعرض على التجار لكن بطبيعة الحال هم يفضلون التركيز على الأنواع المعمول بها حيث يسهل تتبع أسعارها.
- "غرب كندا الممتاز" هو سلة من النفط الرملي الثقيل المستخرج من منطقة ألبرتا، وجرى تداوله عند مستوى أقل بنحو 30 دولارًا عن خام "نايمكس" في ديسمبر/ كانون الأول.
- الاختناقات التي تعرضت لها خطوط الأنابيب كانت أهم عامل وراء هذا الفارق السعري الكبير، ومن أبرز هذه الاختناقات إغلاق نظام "كيستون" الرابط بين ألبرتا وأوكلاهوما بسبب التسرب الذي حدث في جنوب داكوتا.
- هذه الاختناقات لم تؤثر فقط على الخام الكندي وإنما حتى الفارق السعري بين "نايمكس" و"برنت" اتسع لصالح الأخير، ويدلل ذلك على أن الوفرة وسهولة الضخ يلعبان دورًا مهمًا في تحديد قيمة درجات النفط المختلفة.
- بشكل عام، كلما قلت الحاجة لتكرير درجة الخام كان سعره أعلى، أي أن النفط الخفيف (وزنه النوعي 38 درجة أو أكثر) والحلو (يحتوي على كبريت أقل من 0.5%) ينبغي أن يكون أكثر تكلفة.
التقييم وفقًا للفروق السعرية
- تشكل ممارسات السعودية نموذجًا مثاليًا لتسعير درجات الخام الأحلى، حيث تعلن شركة "أرامكو" سعر البيع الرسمي للشحنات قبلها بشهر، وفقًا لفروق سعرية مع خامات عمان ودبي وعقود "برنت".
- يتداول الخام العربي الثقيل (وزنه النوعي 27.5 درجة ونسبة الكبريت 2.8%) عند مستويات أقل من خامي عمان ودبي، في حين يتداول العربي فائق الخفة (وزنه النوعي 38.4 درجة ونسبة الكبريت 1.2%) عند مستويات أعلى.
- بينما تباع الدرجة الممتازة الأكثر خفة من الخام العربي (يبلغ وزنها النوعي 49 درجة، وتحتوي على نسبة 0.1% فقط كبريت) للمشترين الآسيويين مقابل سعر أعلى بنحو 3 إلى 4 دولارات للبرميل الواحد.
الخام الأغلى في العالم
- مع أخذ الحقائق المذكورة أعلاه في الاعتبار، لا ينبغي أن يندهش أحد عندما يعلم أن النفط الماليزي مثل خام "تابيس" المتداول في سنغافورة هو الأغلى في العالم.
- يتراوح الوزن النوعي لخام "تابيس" بين 43 و45 درجة، ويحتوي على نسبة ضئيلة للغاية من الكبريت تصل إلى 0.04 %، فهو خفيف جدًا وحلو، وقد تخطى سعره حاجز السبعين دولارًا بدايات هذا العام.
- بدأ إنتاج "تابيس" عام 1979، لكن إمداداته بدأت في التراجع منذ عام 1998، والآن يضخ الحقل 200 ألف برميل يوميًا، وهي نصف الكمية التي اعتاد عليها قبل عشرين عامًا.
- من الخامات الماليزية التي تعد الأغلى في العالم، خام "كايكه" و"كيمانيس" و"ميري" الخفيف (تتراوح أوزانهم بين 35 و38.6 درجة، ونسبة الكبريت بين 0.1% و0.06%)، وتتداول حاليًا أعلى سعر "برنت" بأكثر من 4 دولارات.
- يرجع هذا التميز الذي يتمتع به الخام الماليزي للطلب القوي من المصافي في أستراليا وجنوب شرق آسيا، التي تبدو مستعدة لدفع المزيد مقابل الحصول على النفط عاجلًا، وبدلًا من انتظار الشحنات من مناطق أخرى.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}