تساءل البعض قبل سنوات قليلة حول إمكانية استبدال سوق صرف العملات التقليدية بسوق العملات الرقمية، وفقط قبل أيام كشف موقع "بزنس إنسايدر" عن ارتفاع حجم التداولات بالأخير إلى مستوى قابل للمقارنة مع نظيره المسجل في بورصة نيويورك.
وتظهر البيانات بلوغ متوسط حجم التداول في بورصة نيويورك خلال الجلسات التقليدية 41 مليار دولار، بينما ترتفع في بعض الأيام أعلى 100 مليار دولار وتهبط في أخرى دون 25 مليارًا.
من ناحية أخرى، شهد سوق العملات الرقمية تطورًا ملحوظًا هذا العام، حيث تجاوز حجم التداولات بها 30 مليار دولار بعدما سجل بالكاد 120 مليون دولار في الأول من يناير/ كانون الثاني هذا العام، بحسب تقرير لموقع "هاكد".
الأسواق التقليدية
- قدم "وول ستريت" أداءً هزيلًا عقب عطلة "الكريسماس" وهو أمر شائع، حيث تستهدف صناديق التحوط عادة إغلاق مراكزها وتحقيق بعض الأرباح بحلول نهاية العام، إذ ينعكس ذلك إيجابًا على تقارير الأعمال فيما بعد.
- انخفض سهم "آبل" خلال التداولات بنحو 2.5%، لكن التصحيح يبدو منطقيًا بعدما قفز 53% هذا العام، ورغم محدودية الخسائر إلا أنه أثر في المؤشرات الرئيسية.
- انتقلت المعنويات السلبية إلى المستثمرين في الأسواق الآسيوية، وأغلقت الأسهم اليابانية والصينية منخفضة، أما الأسواق الأوروبية فقد كانت أكثر تماسكًا مع عودتها اليوم.
- من ناحية أخرى استفادت السلع على غرار الذهب والنفط من تدني مستوى السيولة خلال موسم العطلات وضعف الدولار، وحققت مكاسب كبيرة خلال الأيام القليلة الماضية.
- في الواقع تراجع الذهب في بداية الشهر الجاري لكنه بدأ خلال هذه الفترة التعافي من خسائره، فيما بلغ النفط أعلى مستوياته منذ منتصف عام 2015.
صحوة "الريبل"
- خلال الوقت الذي سارت فيه الأسواق التقليدية في طريقها المعهود كانت العملات الرقمية تواصل صحوتها وتعافيها من موجة التصحيح التي تعرضت لها مؤخرًا.
- رغم أن "بتكوين" عوضت الكثير من خسائرها المسجلة نهاية الأسبوع الماضي، إلا أن "الريبل" لعبت دور الحصان الأسود في ثورة العملات الرقمية وينبغي أن تكون في صدارة الصحف والمواقع الإخبارية.
- تختلف شبكة "ريبل" قليلًا عن معظم الشبكات القائمة على تكنولوجيا "بلوك شين"، حتى إنها ليست مفتوحة المصدر بشكل كامل مثل غيرها، لكنها تصنف ضمن الأصول المعروفة بـ"العملات المشفرة" لأنها تقوم على تقنية الدفاتر الموزعة.
- هدف "ريبل" هو استبدال شبكة "سويفت" المستخدمة حاليًا في تحويل الأموال بين البنوك، فمثل هذه التحويلات تستغرق عادة ما بين يومين إلى خمسة أيام عمل، وتفرض عليها رسوم تبلغ 25 دولارًا للمعاملة، بينما "ريبل" يمكنها القيام بالمهمة خلال ثوان ومقابل سنتات.
- مع كل معاملة عبر شبكة "ريبل" يتم استهلاك بعض الوحدات منها كثمن نظير إتمام العملية، وتختفي هذه الوحدات للأبد، ما يعني أن المعروض منها يتضاءل مع الوقت بما يضمن ارتفاع أسعارها.
- لذلك قررت الشركة المصدرة طرح عدد هائل من العملة يبلغ 100 مليار "ريبل"، ورغم أن الإصدار الكامل سيتم على المدى الطويل، لكن العدد المتداول حاليًا يقترب من 39 مليار وحدة.
- بدأت "الريبل" عام 2017 عند أقل من واحد سنت، وواصلت مكاسبها بثبات، لكن بحلول ديسمبر/ كانون الأول، قفزت العملة الرقمية من 23 سنتًا لتبلغ 1.28 دولار خلال تعاملات اليوم الأربعاء، معززة مكاسبها هذا الشهر فقط إلى أكثر من 400%.
- مع ذلك وبشكل عام، لا يزال الطريق طويلًا كي تتمكن العملات الرقمية من مضاهاة سوق صرف العملات التقليدية من حيث حجم التداول اليومي الذي يتجاوز 5 تريليونات دولار على الصعيد العالمي.
- لكن بعد الأداء الذي قدمته خلال 2017 فإن هذا الهدف قد يكون ممكنًا بطريقة أو بأخرى خلال العام القادم.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}