أنفقت ألمانيا 200 مليار دولار خلال العقدين الماضيين لتعزيز منظومتها لإنتاج الكهرباء النظيفة، ما أثمر الآن نتائج غير متوقعة، حيث يحصل المستهلكون في بعض الأوقات على الأموال مقابل استهلاكهم للطاقة كما حدث الأسبوع الماضي، بحسب تقرير لـ"نيويورك تايمز".
وانخفضت أسعار الطاقة إلى ما دون الصفر خلال أغلب ساعات الأحد الماضي وبداية اليوم التالي، وفقًا لمنصة "إبيكس سبوت" وهي أكبر بورصة لتداول الطاقة في أوروبا، ويرجع ذلك إلى انخفاض الطلب وارتفاع درجات الحرارة تزامنًا مع تزايد الإمدادات.
ورغم أن تحول أسعار الكهرباء إلى النطاق السالب ليس أمرًا طبيعيًا في ألمانيا، إلا أنه يتكرر من وقت لآخر بفضل جهود الحكومة في تشجيع الاستثمار بمصادر الطاقة الخضراء.
انخفاض أسعار الكهرباء في ألمانيا إلى ما دون الصفر بما يعني أن الشركات تدفع للعملاء مقابل استهلاكهم للطاقة، تكرر أكثر من 100 مرة هذا العام فقط، وفقًا لـ"إبيكس سبوت".
وخلال الأحد الماضي حصل ملاك المصانع والمستهلكون الرئيسيون الآخرون في بعض الأوقات على 50 يورو (نحو 60 دولارًا) مقابل كل ميجاوات/ ساعة استهلكوها.
لم تتحول الأسعار إلى النطاق السالب؟
- يحدث ذلك كلما فاقت إمدادات الطاقة حجم الطلب، وعادة ما ينخفض الطلب خلال عطلة نهاية الأسبوع وفي الأعياد، حيث تتوقف المصانع والمكاتب عن العمل، لكن من الضروري هنا الإشارة إلى أن إمكانية التنبؤ بإنتاج ألمانيا من الكهرباء أصبحت أقل مما كانت عليه في الماضي.
- تعتمد طاقة الرياح بشكل خاص على التغيرات في أحوال الطقس، وتوفر التوربينات العملاقة في المتوسط نحو 12% من إمدادات الكهرباء في البلاد، بيد أن هذه الإمدادات تتضاعف عدة مرات في أيام الرياح العاتية.
- في الوقت نفسه، لا يمكن للجهات الرئيسية الأخرى المزودة للطاقة خاصة المحطات النووية وتلك التي تعمل بالفحم تخفيض إنتاجها سريعًا ما يشجع تحرك الأسعار صوب النطاق السالب.
في أي الدول الأخرى يحدث ذلك؟
- شهدت بلدان أوروبية عدة انخفاضًا في أسعار الطاقة إلى ما دون الصفر، منها بلجيكا وبريطانيا وفرنسا وهولندا وسويسرا.
- خلافًا عن جميع البلدان فأسعار الطاقة السالبة أكثر شيوعًا في ألمانيا، التي تصدر فوائض إنتاجها من الكهرباء إلى البلدان المجاورة لتساعد على تحقيق التوازن بالسوق، ورغم ذلك يظل هبوط الأسعار إلى ما دون الصفر أكثر تكرارًا وامتداداً مقارنة بالدول الأخرى.
- في واحد من أبرز الأمثلة، استمرت أسعار الطاقة ضمن النطاق السالب لمدة 31 ساعة خلال عطلة نهاية الأسبوع الأخير من أكتوبر/ تشرين الأول، ولفترة محدود هبطت حتى النطاق سالب 83 يورو (سالب 98 دولارًا) لكل ميجاوات/ الساعة.
- بعبارة أخرى، كل من كان قادرًا على استهلاك هذا القدر من الطاقة حصل على مبلغ 98 دولارًا.
هل يستفيد المستهلكون من هذا الانخفاض؟
- لا تكون الاستفادة مباشرة، حيث تشكل تكلفة بيع الطاقة حوالي خُمس متوسط فاتورة الكهرباء المنزلية في ألمانيا، أما باقي التكاليف فهي رسوم ضريبية وأخرى لتمويل استثمارات الطاقة المتجددة ومقابل استخدام للشبكة.
- هذا يعني في النهاية أن فواتير الكهرباء ستكون أقل مما هي عليه عند هبوط الأسعار إلى ما دون الصفر، لكن لا تودع الشركات أموالًا في الحسابات المصرفية للعملاء، وهو على أي حال وضع يسعى المنتجون للتكيف معه.
- تستخدم شركة "آر دبليو إي" وهي واحدة من أكبر مشغلي مرافق الطاقة في ألمانيا، تقنيات للتنبؤ بحالة الطقس للمساعدة في التحضر للارتفاع المحتمل بإمدادات توربيانات الرياح.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}