تطور مفهوم النقود كثيرًا على مدى آلاف السنوات، لكن التطور كان أسرع وأعمق خلال العقود القليلة الماضية، وأصبح الكثيرون يعملون بشكل يومي تقريبًا على إعادة تعريف وصياغة الطريقة التي يفكر بها البشر إزاء الأموال.
وطبعًا كانت شركات التكنولوجيا المالية "فينتك" أبرز قادة هذا التطوير، لكن تبقى تقنية "بلوك شين" التي يقوم عليها تداول العملات الرقمية شعلة لثورة محتملة في القطاع المالي، ما قد يتبع ذلك ابتكارات لا حصر لها.
وبحسب تقرير لـ"فورتشن"، ستأتي أغلب هذه الابتكارات من "وول ستريت" نظرًا لحجم أعماله الكبير والمتنوع، والذي يشمل صناديق للاستثمار المشترك، وصناديق تحوط، وشركات استثمارية، وشركات تجارية وبورصات وكيانات ناشئة عدة.
لا مركزية جاذبة
- يهدد قدوم التقنيات القادرة على إحداث تحول وتغيير حقيقي مثل "بلوك شين"، بتعطيل السوق والأرباح التي تحصل عليها الأطراف المشاركة فيه.
- الاعتماد المتزايد على التشفير الذي توفره "بلوك شين" هو محاولة للتخلص من مركزية الثروة والسلطة وإعادة توزيعها على الجماهير، وهو السبب الرئيسي وراء الصعوبة المحتملة التي تواجه الشركات في سبيل تبني هذه التكنولوجيا.
- التكنولوجيا الموزعة مثل "بلوك شين" لديها العديد من التطبيقات في الصناعات المالية، وبغض النظر عن وضعها ومدى الاعتماد عليها في الوقت الراهن، لكن من المتوقع التوسع في استخدامها مستقبلًا.
- نظرًا لطبيعتها الموزعة واحتمال سلبها للقوة من السلطات المركزية، من المرجح اعتماد العديد من القطاعات في "وول ستريت" على هذه التكنولوجيا بوتيرة متقلبة.
- يرى الرئيس التنفيذي لشركة "Trade.io" وأحد رواد "وول ستريت" المخضرمين "جيم بريسلر"، أنه رغم اختلاف الدوافع بين مجتمع "بلوك شين" و"وول ستريت" فإن الضرورة ستعمل على توحيد الوجهات.
منافع وتساؤلات
- الأمر الذي لا يمكن للتكنولوجيا تغييره بسهولة هو المعرفة والخبرة التي يحظى بها الناس في صناعة ما، ورغم تطبيق "بلوك شين" في بعض الجوانب دون تنظيم، يبدو أن جوانب أخرى ستخضع للتنظيم.
- هناك حاجة للمعرفة والإلمام بشأن العمليات والبنية التحتية، ليس فقط لتطبيق "بلوك شين" بنجاح، ولكن أيضًا لتغيير نماذج الأعمال بما يضمن أفضل استخدام للتكنولوجيا الجديدة.
- حاليًا، تتوافر التكنولوجيا المحدثة للتغيير، وينتاب رواد "وول ستريت" رغبة قوية لإحداث تغيير حقيقي، لكن ذلك سيتتطلب توافر منصة تجمعهم معًا وإلا فلن يحدث أي تغيير.
- يقول "جيم": تتيح لنا تكنولوجيا "بلوك شين" إنجاز الرؤية المتعلقة بالثروة الموزعة والمنصات الديمقراطية من خلال منصتنا لمشاركة السيولة بطريقة الند للند، ما يزيد من كفاءة عمليات جمع التمويل والاكتتاب العام الأولي.
- وفقًا لوتيرة تبني التقنية الجديدة، يرى "جيم" أن التوقيت أصبح مناسبًا لنشر "بلوك شين" على نطاق واسع بما فيه الكفاية لإحداث نقلة نوعية في القطاع المالي بأكمله.
المخاوف ستظل قائمة
- تتميز "بلوك شين" ببساطة تشغيلها، وهو الدافع الرئيسي وراء تزايد استخدام الشركات (حتى غير المالية) لها، ويقول "جيم" إنها ساعدت "تريد دوت آي أو" على خفض التكاليف العامة وتحسين المعاملات وتعزيز مستوى الأمان.
- الأهم من ذلك هو القدرة على إنشاء أصول جديدة، ومعالجة المعاملات والمحافظ بأي عملة تريدها الشركة والتحكم بالأمور من أي مكان، وبشكل عام تضمن ديمقراطية "بلوك شين" تحقيق أعلى درجة من النفع للطرفين المتعاملين.
- جرت مؤخرًا محاولات للحد من انتشار تكنولوجيا "بلوك شين"، حيث يخشى البعض قدرتها على تجاوز الحدود والاختباء بعيدًا عن أعين السلطات المركزية.
- من الصعب جدًا فرض قيود كاملة على مثل هذا النوع من التكنولوجيا، لكن أولئك الذين يريدون الالتفاف على الأنظمة يجدون دومًا وسائل تساعدهم، ومع ذلك فإن التنظيم والامتثال يزدادان ما يعد ظاهرة صحية.
- تحتاج الحكومات والبنوك المركزية والشركات والعديد من المؤسسات معرفة كيفية التعامل مع التكنولوجيا الجديدة والتوافق معها، وفي النهاية ستكون جهود مثل التي يقوم بها "جيم" وفريقه هي الدواء ليقف الجميع على أرض مشتركة.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}