تولي أسواق النفط العالمية اهتمامًا بالغًا لتعطل خط أنابيب "فورتيس" في بحر الشمال بعد اكتشاف شقوق بجسد الأنابيب، في واقعة تحظى بتركيز المشاركين في الأسواق بشكل لم تشهده حوادث مماثلة.
وبحسب "بلومبرج"، ارتفع سعر النفط الخام المستخرج من هذه المنطقة والذي يعد مقياسًا لقوة سوق خام "برنت" بعد إيقاف العمل بالخط، كما تراجعت هوامش المصافي لمعالجة نفط بحر الشمال.
ما نظام "فورتيس"؟
- هي شبكة من خطوط الأنابيب ومحطات النفط والغاز البرية والبحرية، قادرة على نقل 575 ألف برميل من الخام يوميًا من 85 حقلًا في بحر الشمال، بعضها يتبع النرويج وليس المملكة المتحدة فقط.
- يتم نقل النفط الخام عبر محطة في خليج كرودن على الساحل الأسكتلندي إلى مصفاة ومصنع البتروكيماويات في غرانجموث، وكذلك محطة تصدير "هاوند بوينت" قرب مدينة أدنبره.
- بلغ متوسط الإنتاجية اليومية منذ عام 2016 نحو 445 ألف برميل، وفقًا لشركة "إينوس" التي استحوذت على "فورتيس" من "بي بي" نهاية أكتوبر/ تشرين الأول.
- موقع إصابة الأنابيب بالشقوق والتصدعات في جنوب مدينة أبردين الأسكتلندية، وبطبيعة الحال كان من المتوقع تأثر جميع الحقول المتصلة به، ولم تعلق "بي بي" إلى الآن حول آخر مرة تفقدت بها الموقع.
ما أهميته للعالم؟
- تتجاوز أهمية نظام "فورتيس" كونه ينقل 50% من إنتاج النفط في المملكة المتحدة، فهو أحد معايير قياس قيمة العقود الآجلة لخام "برنت" والذي يؤثر بدوره على تسعير النفط الخام في جميع أنحاء العالم.
- ارتفاع أسعار "برنت" له تأثير على صادرات الخام من الشرق الأوسط وغرب إفريقيا، إذ يعتد بالخام القياسي كمعيار لتسعير نفط البلدان في هاتين المنطقتين.
- غياب دور "فورتيس" قد يتسبب في زيادة تقدير خام "برنت"، علمًا بأن الخام القياسي يستند إلى السوق المادي التقليدي والذي يمثل "فورتيس" أكبر مكوناته.
- يرتبط السوق المادي وخام "برنت" عبر بورصة العقود الآجلة المادية، والتي تسمح للمشاركين بها بتبادل المراكز الآجلة مقابل أخرى مادية، يتم تحديد قيمتها وفقًا لأدنى درجة من المكونات وهي خام "فورتيس".
الأثر المترتب على المنتجين
- قد يؤدي ارتفاع أسعار "برنت" مقارنة بالخامات القياسية الأخرى مثل "نايمكس" أو "دبي" إلى جعل خامات بحر الشمال وغرب إفريقيا أقل تنافسية في آسيا مقارنة بإمدادات الشرق الأوسط التي تسعر نسبة إلى "دبي" و"العماني".
- يمكن أيضًا أن يجعل نفط أمريكا الشمالية والجنوبية الذي يسعر نسبة لخام "نايمكس"، أكثر قدرة على المنافسة في أوروبا وآسيا ضد الفئات الأخرى التي تسعر نسبة لخام "برنت".
- سيؤدي تعطل إمدادات تقدر بنحو 400 ألف برميل يوميًا من خام "فورتيس" إلى زيادة أسعار الفئات المماثلة له، حيث سيبحث مشترو الشحنات المادية عن بدائل لتلبية احتياجاتهم.
ماذا يعني ذلك للتجار؟
- قالت شركة "إنيوس" إن هذا الوضع يعد حالة قاهرة رغم عدم إعلانها ذلك على الفور، مع أن هذا الإعلان يسمح لها بعدم الوفاء ببعض الالتزامات التعاقدية.
- سوف يتوقف تدفق النفط عبر "فورتيس" لمدة أسبوعين، وسيسبب ذلك مشاكل للتجار الذين لن يتمكنوا من الحصول على العدد المتوقع من براميل الخام لتزويد المصافي باحتياجاتها.
- سيتعين أيضًا على الكثيرين دفع المزيد من الأموال مقابل الحصول على فئات معيارية أخرى في بحر الشمال، وسيسعون على وجه السرعة لاستيراد شحنات من خارج المنطقة وربما يشترون بعض المخزونات.
- قد تضطر مصافي التكرير إلى خفض معدلات الإنتاج، وبالنسبة لتجار النفط سيكون أمامهم كميات محدودة من النفط الخام التي يمكن استخدامها كفئات قياسية مادية لمدة أسبوعين على الأقل.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}