يوجد في أي مدينة صينية مواقف سيارات كاملة تملئها الشاحنات المركونة وانبعاثات الديزل الخانقة، وقد تمتد تلك المواقف في المدن الكبرى مثل شنغهاي إلى مساحات تبلغ عشرات الأفدنة، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى شل الحركة المرورية إذا تحرك عدد كبير من الشاحنات في وقت واحد.
وحتى مع تبني الصين خدمات لتشارك ركوب وتسليم البضائع من خلال الطائرات التي تعمل دون طيار "درون" وبناء شبكات واسعة من المطارات والسكك الحديدية عالية السرعة، إلا أنها لا تزال تعتمد على شاحنات المسافات الطويلة في نقل 80% من بضائعها، ويناقش تقرير "بلومبرج" إمكانية إعادة تشكيل هذا القطاع من خلال التقدم التكنولوجي.
التكنولوجيا وقطاع النقل بالشاحنات
- يعد قطاع النقل بالشاحنات في الصين غير نظيف ومنخفض التقنية وغير فعال، ولكن مع بلوغ قيمته السوقية المقدرة إلى نحو 750 مليار دولار فمن غير المتوقع أن يتوقف عن العمل، وبدلًا من ذلك يمكن استخدام التكنولوجيا لتغيير أنظمته البدائية.
- اندمج أكبر تطبيقين لتقديم الخدمات الإلكترونية لأصحاب الشاحنات والبضائع –على نفس نهج "أوبر" - في الصين هذا الأسبوع، ومن المرجح أن يؤدي ذلك إلى خفض معدلات التأخير والحد من التلوث وتحسين حياة سائقي الشاحنات البالغ عددهم 30 مليونًا، لتكون تلك هي الخطوة الأولى في إنشاء نظام نقل جديد تمامًا.
- رغم أن التطبيقات لا يمكنها إحداث فرق كبير غالبًا، إلا أن هناك عدد قليل من الصناعات الكبيرة التي لا تزال غير منظمة وتعمل بمنأى عن التكنولوجيا مثل قطاع النقل بالشاحنات في الصين، وذلك منذ أن قررت الحكومة حل شركات النقل بالشاحنات المملوكة للدولة خلال السنوات الأولى من التحول الاقتصادي في الصين.
- حل محل تلك الشركات الملايين من أصحاب المشاريع المستقلة الذين اشتروا شاحنات ودخلوا القطاع، ليصل عدد شركات نقل الشاحنات في الصين إلى 9 ملايين شركة بحلول عام 2012، منهم 6 ملايين تمتلك شاحنة واحدة فقط، واليوم يمثل أصحاب الشاحنات المستقلون نحو 90% من الشاحنات التجارية.
اّليات نقل البضائع في الصين
- يكافح أولئك السائقين لإيجاد طلبات لنقل البضائع، وعادة ما ينضمون إلى شركات أكبر أو يذهبوا إلى سوق الشحن حيث يتم كتابة الطلبات المتاحة على السبورات بواسطة صغار السماسرة، وقد يستغرق السائقين ساعات حتى يجدون صفقة مناسبة بسعر مربح بعد العديد من المفاوضات المجهدة.
- يضطر السائق بعد ذلك إلى القيادة وسط شوارع الصين المزدحمة لأخذ البضاعة، ويستغرق الأمر انتظار ساعات حتى يتم تحميلها، ومن ثم يقود الشاحنة مرة أخرى لإيصالها، الأمر الذي يؤدي إلى خسارة السائقين لأن الشاحنة التي لا تنقل البضائع تخسر المال وبحسب التقديرات تقضي الشاحنات الصينية 40% من وقتها فارغة.
- يمثل هذا الأمر ضربة قاسية للسائقين المنتظرين، كما يولد كميات هائلة من التلوث، بينما تقول شركة "ترك أليانس" المعروفة أيضًا باسم "هوشيبناغ" وهي صاحبة أكبر تطبيق لتشارك النقل بالشاحنات في الصين أن نظامها وفر أكثر من 9 مليارات دولار في تكاليف الوقود عام 2016، كما منع أكثر من 33 مليون طن من انبعاثات الكربون.
مستقبل القطاع
- تكلف كل تلك الشاحنات الفارغة والمركونة خسائر في الاقتصاد الصيني الذي يكرس 14.9% من الناتج المحلي الإجمالي لتكاليف النقل والإمداد عام 2016، مقارنة ب 7.5% فقط في الولايات المتحدة، لتحتل المرتبة الـ 27 على مؤشر أداء الخدمات اللوجستية للبنك الدولي.
- تحسين هذا المعدل من الأولويات الرئيسية للحكومة الصينية، على أن يساعد اندماج "هوشيبانغ" مع منافستها "يونمانمان" في ذلك، ليكون مشروعهم المشترك قادر على توفيق السائقين مع الطلبات بشكل أكثر كفاءة بكثير وعلى نطاق أوسع، حيث كان لدى "هوشيبانغ" 4.5 مليون شاحنة مسجلة و 880 ألف من مالكي البضائع.
- سوف يفتح الاندماج الباب أمام تطور القطاع عبر الإنترنت لتتمكن الشاحنات من تحديد موقعها وتلقى البيانات المتعلقة بمواقع الشاحنات الأخرى، مما سيقلل من الازدحام، ويحسن السلامة ويبسط سلاسل التوريد، وهي خطوة حاسمة لمستقبل تطوير السيارات ذاتية القيادة في المستقبل.
- ستحسن الشركة الناتجة من الاندماج كفاءة قطاع الشاحنات غير الفعال الذي تعمه الفوضى، وهو ما يعطي الحكومة وكيل يمكن دمجه لاحقًا في خططها الأوسع نطاقا، لتكون تلك هي الخطوة الأولى نحو إنشاء شبكة نقل وطنية متطورة يمكنها أن تدفع الشاحنات الصينية بطيئة الحركة بشكل أسرع نحو المستقبل.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}