يعتقد أغلب متابعي "تسلا" أنها تنفق مليارات الدولارات دون عائد ومع إنتاج السيارات ستعاني لتعويض نفقاتها السابقة، ولكن يبدو أن الأمر لن يكون كذلك وعائداتها هي ومالكو سياراتها ستفوق التوقعات.
وكشف تقرير لـ "أويل برايس" أن مالكي السيارات الكهربائية "تسلا" لديهم فرصة كبيرة لكسب المزيد من المال بفضل سياراتهم التي ستمكنهم من تعدين العملات الرقمية، الأمر الذي أثار تساؤلات عدة حول العلاقة بين النشاطين ومدى أخلاقية ذلك السلوك.
كيفية تعدين "بتكوين"
- تعمل العملات الافتراضية من خلال شبكة من الحوسبة الموزعة التي تعالج المعاملات، وتعطي العملات الرقمية أجزاء من "بتكوين" جديدة لأولئك الذين قاموا بتشغيل الشبكة، ويشار إلى ذلك باسم تعدين "بتكوين" وغيرها من العملات الرقمية الأخرى، وهي مهمة مُكلفة وعالية القوة تستهلك مكونات الحاسب بأسرع بكثير من المعتاد.
- في البداية، يقوم البعض بذلك مستخدمين وحدات معالجة "جرافيك" راقية، ولكن كلما انخفض المال المكتسب لكل جهاز تحوَّلوا إلى استخدام وحدات حاسب متخصصة تسمى "ASICs" للقيام بهذه المهمة بشكل أسرع مع كهرباء أقل.
- لكن الوحدات أيضاً تستهلك كهرباء كبيرة لتعدين القليل من العملات الرقمية، ولخفض التكلفة الإجمالية لتشغيل حواسب التعدين لجأ البعض إلى وضعها في جميع أنحاء منازلهم لتعمل كمدافئ صغيرة ليقللوا من فاتورة التدفئة، فيما قام آخرون بتشغيلها اعتماداً على ألواح توليد الطاقة الشمسية.
- لذلك يعتبر أي مصدر يوفر كهرباء بمقابل مادي منخفض أو شبه مجاني هو فرصة للقائمين على عملية التعدين لزيادة أرباحهم القليلة بالفعل.
- تملك سيارات "تسلا" وغيرها من المركبات الكهربائية حرية الوصول إلى الطاقة في العديد من محطات الشحن، لذا لم يستغرق أحد أصحاب تلك السيارات وقتاً كبيراً ليقرر توصيل أجهزة حواسب التعدين بها.
- اقترح أحد أعضاء ملاك "تسلا" في جميع أنحاء العالم هذه الفكرة في "فيسبوك" ربما كمزحة، ليعجب بها مالك آخر وينفذها وبالفعل نشر صورة من هذا التوصيل.
- رأى بعض الأعضاء أن توصيله يمكنه سحب ما يصل إلى ثلاثة كيلووات من الطاقة، وربما يتطلب تشغيل مكيف السيارة لتبريدها، فيما أثار أعضاء آخرون أسئلة أخلاقية بهذا الشأن.
هل استخدام محطات الشحن لغرض آخر غير القيادة يعد سرقة؟
- من ناحية، قد يكون هذا وسيلة جيدة لتعويض تكلفة امتلاك سيارة كهربائية، ولكنه يقلل من كفاءة السيارة ويزيد من التأثير البيئي، ليبقى السؤال حول مدى توسع أصحاب تلك السيارات في استخدامها لأغراض تعدين "بتكوين" وأخواتها وكيفية تعامل أصحاب محطات الشحن في المقابل.
- لا ينبغي أن تعنى هذه الأسئلة فقط بتعدين "بتكوين" فسيرتفع الطلب على طاقة الحوسبة بشكل كبير مستقبلاً، فالسيارات ذاتية القيادة تعمل بالفعل على وحدات معالجة "الجرافيك" مثل التي تستهلكها عمليات التعدين.
- تزداد قوة أنظمة المعلومات والترفيه التي تحتاج إلى كهرباء متوفرة من أي مصدر، فالجوالات المستخدمة من قبل الركاب ستتطلب المزيد والمزيد من الطاقة للشحن.
- كما توجد نظم "V2H" التي يمكنها تشغيل منزل بواسطة بطارية السيارة الكهربائية، والتي تتجاوز الطاقة اللازمة لتشغيل عدد قليل من أجهزة الحواسب للتعدين.
- يتجاوز استهلاك الطاقة المرتفع السيارات الكهربائية فهو يطال أيضاً السیارات الھجینة والعاملة بالبنزين ومركبات الدیزل العادیة، فالمولدات - الأجزاء التي تشحن معظم بطاريات السيارات البالغة 12 فولتا - هي بالفعل جزء كبير من استهلاك الوقود في السيارة.
- عند النظر بنطاق أوسع فإن مشكلات الطاقة تتعدى استهلاك تعدين "بتكوين" حتى مع استخدام مالكي السيارات الكهربائية، فهي لا تزال لا تمثل شيئاً بالمقارنة مع ما ستستهلكه غيرها من السيارات المحوسبة في المستقبل.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}