تستخدم عبارة "مشروع فيل أبيض" للإشارة إلى مغامرة مالية فشلت في الارتقاء إلى مستوى التوقعات، ويمكن أن تشير إلى مشروع مكتمل أو مشروع لا يزال قيد الإنشاء.
أوضح موقع (وورلد أطلس) أن العبارة تنحدر من جنوب شرق آسيا موطن الفيلة البيضاء الشهيرة بلونها غير المألوف.
أصل المصطلح
- يعود أصل مصطلح "الفيل الأبيض" إلى شرق آسيا حيث عاشت قطعان من الفيلة الآسيوية قرب مستوطنات بشرية لمئات السنين.
- الممالك القديمة في شرق آسيا وخاصة في ميانمار وكمبوديا وتايلاند ولاوس اعتبرت الفيلة البيضاء "حيوانات مقدسة" وفرضت قوانين لحمايتها، ولم يكن يقتنيها سوى الأثرياء.
- بينما كان امتلاك فيل أبيض مصدرا للاحترام داخل المملكة إلا أنه كان يتعين على ملاكها إنفاق الكثير على رعايتها خاصة وأنها تحتاج كميات كبيرة من العلف.
- لهذا كان امتلاك فيل أبيض "هبة" و"ابتلاء" في آن واحد. كانت هبة بسبب تقديسها، وابتلاء بسبب تكاليف رعايتها الباهظة وعدم استفادة المالك بشيء منها.
الأصل التاريخي للمصطلح
- أوروبا كانت أول من استخدم مصطلح الفيل الأبيض للإشارة إلى مشروع متوقف في القرن السابع عشر، ويرجع بعض المؤرخين استخدام المصطلح إلى "بي.تي بارنوم" الذي عاش في أواخر القرن التاسع عشر.
- كان بارنوم منظما لعروض "سيرك" واشتهر بالخدع وكان من بين عروضه "الفيل الأبيض تونج تالونج" الذي أطلق عليه اسم "فيل بورما الأبيض المقدس".
- حصل بارنوم على الفيل من ملك سيام بسعر باهظ لكنه أصيب بإحباط شديد حين فوجئ أنه لم يكن أبيض اللون، وكان لونه الحقيقي رماديا منقطا ببقع وردية.
أمثلة شهيرة
فندق ريوغيونغ – كوريا الشمالية
- يقول البعض إن فندق "ريوغيونغ" أشهر مشروع "فيل أبيض" في كوريا الشمالية، وهو ناطحة سحاب على هيئة هرم بالعاصمة بيونج يانغ وأطول مبنى في المدينة بارتفاع يزيد على 320 متر.
- بدأ تشييد المشروع في عام 1987 لكنه لم يكتمل حتى اليوم، وتتولى حكومة بيونج يانج تمويله لكنه واجه صعابا مالية حتى اشتهر بأنه أعلى مبنى "غير مكتمل" في العالم.
ديترويت بيبول موفر – الولايات المتحدة
- أشهر "فيل أبيض" في ديترويت هو "شبكة ترام ديترويت بيبول موفر" التي تخدم وسط المدينة وتعود فكرتها إلى الستينيات من القرن الماضي حين بحثت إدارة المدينة عن وسيلة آمنة وسريعة للنقل بدلا من الطرق البرية.
- عانى تشييد المشروع من نكسات مالية من جانب الحكومة الاتحادية واكتمل المشروع في عام 1987 وكان من المتوقع أن ينقل 65 ألف راكب في اليوم.
- لكن شبكة "ديترويت بيبول موفر" أصبحت في النهاية "مشروع فيل أبيض" باقتصار عدد الركاب على ستة آلاف فرد يوميا.
- تبين أن المشروع لم يكن ناجحا من حيث تكلفة النقل إذ كانت تساوي نحو ثلاثة دولارات على الميل الواحد وهي تعريفة مرتفعة بالمقارنة بحافلات ديترويت التي تقتصر على 0.82 دولار فقط.
جسر روسكي – روسيا
- روسكي جسر معلق طويل يربط جزيرة روسكي بالبر الروسي الرئيسي. ويحمل الجسر لقب أطول جسر معلق في العالم بامتداده لمسافة تزيد على ثلاثة آلاف متر.
- شيدت الحكومة الروسية الجسر بتكلفة زادت على مليار دولار لخدمة مؤتمر منظمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ الذي عقد في فلاديفوستوك عام 2012.
- كانت الحكومة تأمل أن يجعل الجسر جزيرة روسكي وجهة سياحية لكن التقدم باتجاه تحقيق هذا الهدف كان بطيئا.
- كان الجسر مصمما لخدمة نحو 50 ألف مركبة في اليوم وهو عدد أكبر من إجمالي عدد المركبات الموجودة في روسكي برمتها.
- اعتبر خبراء جسر روسكي مشروع فيل أبيض وقال منتقدوه إنه من غير الملائم بناء جسر بمليار دولار لربط جزيرة يسكنها خمسة آلاف فرد فقط.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}