كيف تُحول الرقمنة صناعة الطاقة حول العالم بمشاركة تكنولوجيا "بلوك تشين"؟

يسير العالم بقوة نحو التحول الرقمي بداية من خدمات توصيل الطعام إلى الأدوات المنزلية التي تتصل جميعها بالجوالات، فغيرت الرقمنة حياة البشر بشكل عميق، ووصل الأمر إلى التحول في جميع الصناعات وطرق تفاعل مصنعي المنتجات ومقدمي الخدمات والمستهلكين مع بعضهم.

وأوضح تقرير لـ "أويل برايس" أن قطاع الطاقة غير بعيد عن هذا التحول، حيث يشهد تغيرات في الإنتاج والتوزيع بفضل تحليلات البيانات والحوسبة السحابية والحوسبة الفائقة والحفارات الذكية والعدادات الذكية.

أهمية الرقمنة في قطاع الطاقة



- نشرت وكالة الطاقة الدولية تقريرها الشامل الأول مؤخرا عن الرقمنة في مجال الطاقة وتحليل كيفية تحويل التكنولوجيا الرقمية لأنظمة الطاقة.

- أضافت الوكالة أن عملية التحويل الرقمي تعمل بالفعل على تحسين سلامة نظم الطاقة وإنتاجيتها وإمكانية الوصول إليها واستدامتها، لكنها حذرت من إثارة الرقمنة أيضاً لمخاطر أمنية جديدة وأخرى متعلقة بالخصوصية.

- لذا ينبغي على واضعي السياسات لعب دور حاسم لتوجيه العالم نحو مستقبل أكثر أماناً واستدامة وذكاء في قطاع الطاقة، فالزيادة في عدد مستخدمي الإنترنت وعدد الأجهزة المتصلة به إلى جانب التقدم المذهل في التكنولوجيا تخلق نماذج أعمال جديدة في هذا القطاع.

كيف سيتغير إنتاج الكهرباء وصناعة الطاقة والغاز؟



- يأتي قطاع الكهرباء في قلب التحول الرقمي، حيث تضعف التكنولوجيات التمييز بين التوليد والاستهلاك، وتكمن فرص التحول في الاستجابة الذكية للطلب، الذي يشمل دمج مصادر الطاقة المتجددة المتعددة، وتطبيق الشحن الذكي للمركبات الكهربائية، وظهور موارد كهربائية موزعة على نطاق صغير مثل الطاقة الشمسية الكهروضوئية المنزلية.

- وفقاً لوكالة الطاقة الدولية، يمكن لاستجابة الطلب الذكي توفير 185 جيجاوات بسبب مرونة النظام، أي ما يعادل تقريباً الطاقة الإنتاجية الحالية لإمدادات الكهرباء في أستراليا وإيطاليا مجتمعة، كما يمكنها توفير 270 مليار دولار من الاستثمارات المطلوبة في البنية التحتية الجديدة للكهرباء.

- يعد التحول الرقمي وسيلة لدمج مصادر الطاقة المتجددة المتعددة في الشبكة من خلال تمكينها من تلبية الطلب على الطاقة بشكل أفضل في الأوقات التي تسطع فيها الشمس وتهب الرياح.

- بحلول عام 2040 يمكن أن تؤدي زيادة التخزين والطلب الرقمي في الاتحاد الأوروبي وحده إلى تقليص الكهرباء المولدة من الشمس والرياح إلى 1.6% مقابل 7% حالياً، وكذلك تجنب 30 مليون طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في عام 2040.

- في مجال النفط والغاز، يمكن أن تؤدي عملية التحويل الرقمي إلى خفض تكاليف الإنتاج بنسبة تتراوح بين 10 - 20%، وفقاً لتقديرات وكالة الطاقة الدولية.

- تستخدم الشركات العاملة في تلك الصناعة بالفعل تحليلات متقدمة وتكنولوجيات متطورة، فعلى سبيل المثال تستخدم "شلمبرجيه" الحوسبة السحابية لتحسين أداء معالجة البيانات في مجال التنقيب والإنتاج، وتحلل "بي بي" كميات كبيرة من البيانات الخاصة بالزلازل في مركز الحوسبة عالية الأداء في "هيوستن".

"بلوك تشين" ليست للعملات الرقمية فقط



- تدخل "بلوك تشين" - التكنولوجيا الشهيرة الخاصة  التي برزت مع العملات الرقمية مثل "بتكوين" - أيضاً قطاع الطاقة، فيعمل تحالف يضم "شل" و"بي بي" و"ستات أويل" على تطوير منصة تجارة لسلع الطاقة على "بلوك تشين"، جنباً إلى جنب مع تجار السلع الثلاث الكبرى "جانفور" و"كوك" و"ميركوريا".

- أشار تقرير لـ"بلومبرج" إلى أنه من المتوقع نمو سوق الرقمنة في قطاع الطاقة إلى 64 مليار دولار في عام 2025 مقابل 52 مليار دولار في عام 2017.

- وأضاف التقرير أن أكبر استخدام للتكنولوجيات الرقمية اليوم من خلال أجهزة الاستشعار وجمع البيانات والتحليلات في قطاع الطاقة يقتصر على تحسين مولدات الوقود الأحفوري.

- تشير التقديرات إلى أن إيرادات الخدمات الرقمية لتشغيل وصيانة عمليات الوقود الأحفوري تقدر بنحو 24 مليار دولار في عام 2017، أي ما يعادل 44٪ من إجمالي حجم سوق الرقمنة الذي أوضحه التقرير.

- مع ذلك بحلول عام 2025، سوف تتقلص فرص الأعمال الرقمية الجديدة في الوقود الأحفوري لصالح نموها في خدمات الطاقة المتجددة الموزعة والمنازل المتصلة.

- ستشكل تكنولوجيات إدارة الطاقة المنزلية أهم تغير في الإيرادات الرقمية، حيث سترتفع من مليار دولار في عام 2017 إلى 11 مليار دولار في عام 2025، وسيكون المحرك الأكبر لهذه الإيرادات هو العدادات الذكية التي ستنمو بنسبة 44٪ من الآن وحتى عام 2025 إلى 26 مليار دولار.

- وستقابل هذه الزيادة في الإيرادات انخفاض الإيرادات الرقمية من الوقود الأحفوري بنسبة 46% خلال تلك الفترة الزمنية.

- ليس هناك شك في أن الرقمنة ستواصل تغيير قطاع الطاقة ولكن يبقى السؤال حول سرعة هذا التغير ومداه الزمني؟