سيشهد قطاع الطاقة بضعة تحولات هيكلية كبيرة خلال العقود القليلة المقبلة، مع نمو التحديات التكنولوجية والبيئية، ويتركز أول هذه التحديات في الطلب على الفحم والغاز الطبيعي لتوليد الكهرباء، بحسب تقرير لموقع "أويل برايس".
أما التحدي الثاني فيتمثل في التغيرات التي يمر بها قطاع النقل، حيث يميل للتحول بعيدًا عن استخدام محركات الاحتراق الداخلي لصالح الأنظمة الكهربائية، وهو اتجاه مرجح أن يؤثر في الطلب على النفط.
نمو الطلب على الكهرباء
- لا شك أن الكهرباء هي أهم مصدر طاقة داعم للاقتصاد العالمي، فهناك علاقة بين استهلاك هذا المورد والنمو، بغض النظر عما إذا كان يتم توليده من الفحم أو النفط أو الغاز أو غيرهم.
- هناك حاجة إلى الكهرباء لتشغيل المصانع، والإضاءة، وإعداد الطعام، والتدفئة والتبريد، ودعم حركة التجارة والنقل، ما يعني توقف الحياة كاملة وإحساس البشر بالعجز عند انقطاع الكهرباء الذي يعني تعطل نظم الاتصالات أيضًا.
- من المتوقع نمو الطلب على الكهرباء بقوة بسبب انتعاش الاقتصاد العالمي والازدهار السكاني، علمًا بأن أكثر من مليار شخص حاليًا لا يحصلون على الكهرباء، فيما يحصل المليارات عليه لكن لبضع ساعات يوميًا.
- بما أن اقتصادات البلدان الناشئة والنامية مهيأة للنمو، فمن المتوقع تزايد الطلب على الكهرباء، وعلاوة على ذلك يرجح أن يتسبب هذا الطلب المتنامي في تحول هيكلي بقطاع النقل.
الفحم
- تاريخيًا كان الفحم هو المصدر الرئيسي لتوليد الكهرباء، وفي 2015 شكل نحو 40% من إجمالي الطاقة الإنتاجية، لكن نظرًا للتحديات البيئية واتفاق باريس للمناخ، من المرجح أن تتغير الطرق الشائعة لتوليد الكهرباء.
- وفقًا لإدارة معلومات الطاقة، فإن مصادر الطاقة المتجددة (بما في ذلك الطاقة الكهرومائية) ستصبح أسرع المصادر نموًا في توليد الكهرباء خلال الفترة من عام 2015 إلى عام 2040.
- من المتوقع أن ينمو إجمالي الطاقة المتجددة بمعدل سنوي قدره 2.8% سنويًا (يتوقع زيادة حصتها على حساب مصادر الفحم) مقابل 2.1% لمصادر الغاز الطبيعي و1.5% للطاقة النووية خلال الفترة من عام 2015 حتى 2040.
- مع ذلك من المتوقع انخفاض مساهمة المصادر الكهرومائية في الطاقة المتجددة من 71% خلال 2015 إلى 53% في عام 2040، بسبب المخاوف البيئية، لذلك يرجح نمو طاقة الرياح والشمس والغاز الطبيعي بشكل كبير.
- تشير التوقعات أيضًا إلى انخفاض حصة الفحم في توليد الكهرباء من 40% إلى 31% وربما أقل من ذلك، مقابل ارتفاع حصة الطاقة المتجددة من 19% إلى 31% مع إتاحة طاقة الاندماج النووي للاستخدام التجاري.
النفط
- يعد النفط حاليًا المصدر الأكثر أهمية للطاقة المستخدمة في قطاع النقل البري والجوي والبحري وحتى السكك الحديدية، ومنذ اختراع محركات الاحتراق الداخلي في أوائل القرن العشرين والطلب آخذ في الارتفاع.
- بحلول نهاية عام 2016، استهلك أكثر من 96 مليون برميل يوميًا من النفط، وخصصت 64% من هذه الكمية لقطاع النقل فقط.
- بسبب زيادة كفاءة محركات الاحتراق الداخلي والارتفاع السريع في استخدام السيارات الكهربائية والهجينة وتلك التي تعمل بالغاز الطبيعي المضغوط ومركبات خلايا الوقود، فإن طلب قطاع النقل على النفط سيتراجع خلال السنوات المقبلة.
- على هذا النحو، سيبلغ الطلب على النفط ذروته ومن ثم سيبدأ التراجع، وبحلول عام 2040 يمكن أن يتراوح الطلب بين 70 مليون و80 مليون برميل يوميًا.
فرص متزايدة للغاز الطبيعي
- بمرور الوقت، سيزداد الطلب العالمي على الكهرباء بشكل كبير، وسيتركز في مصادر الطاقة المتجددة وتلك التي تعتمد على الغاز الطبيعي، ومن المتوقع تراجع دور الفحم كما أشير سابقًا.
- لا شك ستدعم جهود اتفاق باريس للمناخ التحول المتوقع، خاصة بعدما أسهم التطور التكنولوجي في خفض سعر التعادل، وأصبحت العديد من مشاريع الطاقة المتجددة قابلة للتنفيذ حاليًا دون دعم حكومي.
- تسببت طفرة الغاز الصخري في الولايات المتحدة في خفض حصة الفحم في توليد الكهرباء في البلاد إلى 30% بحلول عام 2016 من 48% في 2007، وارتفعت حصة الغاز إلى 33.8% من 22%.
- إذا تكررت هذه الطفرة الصخرية في الصين والهند، فإن حصة الفحم من توليد الكهرباء على الصعيد العالمي ستتراجع بشكل أكبر من المتوقع بحلول عام 2040.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}