سيتخذ الرئيس "دونالد ترامب" أحد أهم القرارات التي تترقبها الأسواق العالمية في الأسابيع المقبلة، حيث سيقرر ما إذا كان سيعيد تعيين رئيسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي "جانيت يلين" لولاية ثانية.
ويرى تقرير لـ "ماركت ووتش" أن هناك أسباب وجيهة للإبقاء على "يلين" تقابلها أسباب أخرى لا تقل أهمية تدعو لاستبعادها.
خمسة أسباب سوف تجعل "ترامب" يوافق على مد ولاية "يلين"
1- اتفاقهما في نفس الرؤى حول الفائدة:
- اعترف "ترامب" بتفضيله لمعدل الفائدة المنخفض، وهو ما يتفق مع عقليته التجارية.
- من المعروف عن "يلين" تأييدها لمعدل الفائدة المنخفض، والتزامها بالضغط على الأسواق مقابل زيادة التضخم قليلاً.
- تفضل "يلين" السماح بزيادات طفيفة في الفائدة مع وصول معدل البطالة لأدنى مستوى في 16 عاماً بنحو 4.2٪، مع إمكانية مراجعة قرارها المرتقب مع أول إشارة سيئة للاقتصاد.
2- القواعد وضعت ليتم كسرها:
- تركز النقاش الكبير بين الفيدراليين حول السياسة النقدية دائماً على مسألة القواعد مقابل التقدير، فهل يجب على صانعي السياسات اتباع قاعدة محددة لتحديد سعر الفائدة بين عشية وضحاها، أم هل ينبغي السماح للمسؤولين باستخدام سلطتهم التقديرية في تحديد أسعار الفائدة؟.
- في حين أن النقاش ليس حزبياً بشكل علني، فإن المحافظين يميلون إلى تفضيل سياسة قائمة على القواعد، في حين يرى الليبراليون دوراً أكبر لتقدير القواعد الموجودة بالفعل.
- باعتباره خياراً، ربما يفضل "ترامب" أن تكون سياسته النقدية تدار بطريقة تعتمد على المفاجأة بدلاً من أن تفرضها قواعد مستبدة.
3- تربص الإعلام لتفضيل "ترامب" للذكور:
- لا يخفى على أحد ميل "ترامب" إلى اختيار الرجال لتولي المناصب القيادية في البلاد على حساب النساء.
- لذا قد يضيع الرئيس هذه الفرصة على الصحافة الأمريكية التي تترصده دائماً لإبراز هذا الاتجاه، ولكنه من المتوقع أن يخالف ما تبناه طوال الفترة الماضية ليعين "يلين" لفترة ولاية جديدة.
4- مخاوف من تغير آراء المرشحين المحتملين في المستقبل:
- استهدف "ترامب" خلال الفترة الماضية تعديل كل ما تطاله يده من القواعد التنظيمية التي وضعها نظيره السابق "باراك أوباما".
- ويدرس مرشحين محتملين هما عضو الاحتياطي الفيدرالي "جيروم باول" وعضو مجلس الاحتياطي الفيدرالي السابق "كيفن وارش"، اللذان يحبذان المزيد من التيسير للقيود التنظيمية لـ "دود فرانك".
- لكن وجهات النظر هذه قد تختلف عندما يتعلق الأمر بأسعار الفائدة، حيث كان "وارش" منتقداً لبرامج التسهيل الكمي للاحتياطي الفيدرالي وطول فترة تثبيت الفائدة عند معدلات تقترب من الصفر.
- يعني ذلك أن "ترامب" قد يعيد النظر في هذين المرشحين المعارضين لفكر "يلين" حول الفائدة الذي يدعمه الرئيس في النهاية.
5- أهمية الثبات والاستمرارية:
- برغم كافة القرارات المفاجئة التي اتخذها الرئيس منذ توليه المنصب، إلا أنه يدرك أنه عندما يتعلق الأمر بالأسواق المالية، فالثبات والاستمرارية أكثر أهمية من تأثير الصدمة.
- عُينت "يلين" لأول مرة في مجلس المحافظين في التسعينيات وشغلت منصب رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي في "سان فرانسيسكو" في الفترة بين 2004-2010 قبل أن تعود إلى "واشنطن" نائبة لرئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي.
- كانت عضواً رئيسياً في الفريق الذي يقود توسع الولايات المتحدة، واستمرار عملها إلى الوقت الحالي في منصب رئيس المجلس يعطيها أولوية للبقاء بسبب خبرتها الواسعة في مجالها بشكل كبير.
خمسة أسباب لن تجعل "ترامب" يجدد لـ "يلين"
1. ليست من ضمن فريق عمله المفضل:
- لا يحبذ "ترامب" العمل مع النساء الناجحات فمجرد إلقاء نظرة على السيرة الذاتية لـ "يلين" كافية ليرفضها.
- حصلت "يلين" على درجة الدكتوراه في الاقتصاد ووصلت إلى قمة مهنتها، ولديها خبرة طويلة في الأوساط الأكاديمية والحكومية والمنظمات غير الحكومية، كما أنها متزوجة من الحائز على جائزة نوبل، الاقتصادي "جورج أكيرلوف".
2- "إيفانكا" وسيط:
- ذكرت "بلومبرج" أن "ترامب" اجتمع مع العديد من كبار المتنافسين لاختيار منصب رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي القادم ومن بينهم "يلين" و"وارش" و"باول" ومدير المجلس الاقتصادى الأمريكي "جاري كون".
- لم تذكر التقارير متى عقدت هذه الاجتماعات، ولا يوجد دليل على أن "ترامب" عقد اجتماعاً مع "يلين" في الأسابيع الأخيرة.
- أرسل الرئيس ابنته الكبرى "إيفانكا" للاجتماع مع "يلين" لكونه لا يحبذ العمل مع النساء المحترفات، ما يشير إلى عدم اتجاهه لإعادة تعيينها مرة أخرى وإلا على الأقل كان اجتمع بها ليتحدثا وجهاً لوجه.
3- الاختلاف حول بقاء أو إلغاء بعض القواعد:
- الشيء الوحيد الذي فعله "ترامب" هو استعادة أو إلغاء اللوائح القائمة أو المخطط لها التي تؤثر على سوق العمل والبيئة والصحة العامة.
- فيما تدعم "يلين" بقوة اللوائح المصرفية التي وضعت في أعقاب الأزمة المالية لعام 2008، وهو ما يأمل "ترامب" في القضاء عليه.
4. لأنه يمكن!
- يعمل "ترامب" بأسلوب أقرب إلى العفوية واتخاذ قرارات فقط لأنه بمقدوره أخدها باعتباره الرئيس الذي يملك كافة السلطات والصلاحيات، وقد يجعله ذلك إلى عدم التجديد لـ "يلين" بدون إبداء أسباب مقنعة.
5- تعيين رئيس جديد للفيدرالي مثلما فعل "أوباما":
- أعاد كل رئيس منذ "جيمي كارتر" تعيين رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الذي ورثه عن سلفه، ولكن "أوباما" اختار "يلين"، وهذا سبباً كافياً لعدم التجديد لها لاختيار الرئيس الجديد.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}