شهدت الصين تحولاً كبيراً في السنوات القليلة الماضية من مجتمع يقتصر تعامله على النقود فئة 100 يوان (15 دولاراً) أو أقل إلى استخدام وسائل الدفع الالكتروني عبر الجوالات من خلال رمز "كيو آر".
وأرجع تقرير لـ "سي إن بي سي" السبب وراء ذلك إلى غياب الروتين الذي سمح للصين بتجاوز دول العالم المتقدم في التوسع في استخدام المدفوعات عبر الجوال.
وتضاعفت المدفوعات بواسطة الجوال في البلاد إلى 5 تريليونات دولار في عام 2016، وفقا لأحدث البيانات في مايو/أيار.
واستحوذ "أليباي" على 54% من سوق الدفع عبر الجوال، بينما سجل "ويشات باي" 40% في الربع الأول من العام الحالي.
التجربة الصينية تغزو العالم
- سافر أكثر من 6 ملايين صينى إلى الخارج خلال عطلة "الأسبوع الذهبي" في أوائل أكتوبر/تشرين الأول، ما وضع ضغطاً على الوجهات السياحية الشهيرة مثل اليابان وهونج كونج لإضافة خدمات الدفع عبر الجوال.
- واجه السياح الصينيون صعوبة في هونج كونج في تعاملاتهم التجارية حيث طالبوا بتوفير إمكانية الدفع عبر هواتفهم بدلاً من الدفع النقدي.
- سوف تتضاعف عدد المتاجر التي تقبل "أليباي" في اليابان إلى 45 ألف متجر خلال العام الحالي، وفقاً للرئيس الإقليمي لـ "آنت" للخدمات المالية.
قاعدة صلبة من مستخدمي الهواتف الذكية
- يعتبر تطبيق الرسائل "ويشات" من شركة "تينسنت" أحد أهم ركائز نمو المدفوعات عبر الجوال، فبلغ عدد مستخدميه النشطين شهرياً نحو 963 مليونًا خلال الربع الثاني.
- فيما يستخدم "أليباي" المملوك لـ "علي بابا" نحو 520 مليون مستخدم، بحسب موقعها الدولي.
- يرتبط التطبيق المتصل بالإنترنت بصندوق سوق المال "Yu'e bao" لتشجيع المستخدمين على الاستثمار والإنفاق عبر "أليباي".
- بحسب تصريحات صحفية لمدير "يو باو" "تيانهونج" لإدارة الأصول، فإن أسعار الفائدة الجذابة التي تبلغ حوالي 4% أو أكثر حولته إلى أكبر صندوق سوق مال في العالم بقيمة 1.43 تريليون يوان (217 مليار دولار) بنهاية يونيو/حزيران.
- من المتوقع ارتفاع حجم المدفوعات الإلكترونية الصينية أربعة أضعاف القيمة الحالية لتسجل 300 تريليون يوان بحلول عام 2021.
- خلال ذلك الوقت، يجب أن تتضاعف أصول منتجات إدارة الثروات على الإنترنت إلى 6.7 تريليون يوان، كما يمكن أن تتضاعف القروض عبر الإنترنت ثلاث مرات إلى 3.5 تريليون يوان.
- فزيادة انتشار الإنترنت من خلال الجوالات والتجارة الالكترونية إلى جانب سوق مالي غير متطور سوف يرفع معدلات النمو بالتأكيد.
كيف أصبح استخدامها ضرورة وليس اختياراً؟
- تنمو المدفوعات عبر الجوال بسرعة كبيرة في الصين بحيث يصعب إكمال المعاملات الأساسية دونها سواء في المطاعم أو المتاجر أو سيارات الأجرة.
- وتأثرت سيارات الأجرة بهذا الاعتماد الكامل على المدفوعات بالجوال فأصبح من المستحيل تقريباً إيجادها في "بكين" بسبب تطبيق ركوب السيارات "ديدي" الذي استحوذ على "أوبر تشاينا" في صفقة بقيمة 35 مليار دولار الصيف الماضي، ويستلزم هذا التطبيق الدفع بالجوال.
- ولا يمكن عدم ذكر تطبيقات مشاركة الدراجات بقيادة عدد قليل من الشركات الناشئة، وتضاعف عدد مستخدميها النشطين شهرياً من فبراير/شباط إلى أكثر من 20 مليون مستخدم في مارس/أذار.
- تقول شركتا "أوفو" و"موبايك"، وهما من أكبر الشركات الناشئة في الصين، إنهما يديران أكثر من 13 مليون دراجة في جميع أنحاء العالم، وجمع كل منهما ما لا يقل عن مليار دولار.
- تعني هيمنة الدفع بالجوال أن شركات مثل "آنت" و"تينسنت" يمكنها الحصول على أعداد هائلة من البيانات الشخصية، ويمكن بعد ذلك مشاركتها مع الحكومة الصينية، التي تعطي الأولوية للسيطرة وامتلاك البيانات.
- اختبرت بعض أجزاء من الصين نظام درجة الائتمان الشخصية من خلال بيانات الدفع بالجوال.
- يثير ذلك القلق من العواقب السلبية لاختراق الخصوصية، ومع ذلك فإنها بالفعل ميزة كبرى أن تتم كافة المعاملات فقط بالهاتف الذكي.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}