أظهر التقرير الأسبوعي لصادرات النفط الأمريكية الأخير، بلوغها مستوى قياسيًا، حيث زادت بنحو 0.5 مليون برميل لتقترب من مليوني برميل يوميًا، بسبب فوائض الخام الناتجة عن إغلاق مصافي الخليج الأمريكي بفعل الإعصار "هارفي".
وأدت زيادة الصادرات إلى تراجع صافي الواردات إلى مستويات غير مسبوقة، فعادة يتراوح صافي الواردات الأسبوعية بين 6 و8 ملايين برميل يوميًا، ولكن في الثامن من سبتمبر/ أيلول انخفض إلى 5.7 مليون برميل يوميًا.
وفي منتصف الشهر الماضي تعافى صافي الواردات الأسبوعية قبل أن يرتد مجددًا في نهاية الشهر إلى 5.2 مليون برميل يوميًا، وهو أدنى معدل أسبوعي على الإطلاق، بحسب تقرير لموقع "أويل بريس".
"نايمكس" يكتسب ميزة تنافسية
- بعد رفع حظر تصدير النفط الخام في الولايات المتحدة نهاية عام 2015، ارتفعت الصادرات بشكل تدريجي، قبل أن تبدأ في بلوغ مستويات كبيرة حقًا في وقت سابق من هذا العام.
- خلال الصيف، بلغت صادرات الولايات المتحدة ما يزيد على مليون برميل يوميًا خلال بعض الأسابيع، لكنها في أغلب الأوقات كانت دون هذا المستوى قليلًا، قبل أن يوقف إعصار "هارفي" هذه الديناميكية.
- تسبب الإعصار في تعطل أعمال التكرير وتراكم براميل النفط المخصصة للمصافي الضخمة على طول ساحل الخليج، والتي لم تتمكن من معالجة الخام طيلة أسبوعين تقريبًا بفعل الاضطرابات المصاحبة لـ"هارفي"، وبالتالي وجهت الفوائض للتصدير.
- تلقت الصادرات دعمًا آخر بفضل فرق التسعير بين خامي "برنت" و"نايمكس"، وبعدما اختفى التفاوت بين الخامين المعياريين إلى حد كبير منذ بدء تصدير النفط الأمريكي قبل عامين، عاد ليتسع بشكل حاد بعد "هارفي".
- وصل الفارق لنحو 6 دولارات للبرميل، ما يجعل من الصعب على مصافي التكرير في جميع أنحاء العالم إيجاد خام أرخص مما تصدره الولايات المتحدة.
مستويات غير مستدامة
- نتيجة ما سبق، ارتفعت الصادرات الأمريكية في الأسابيع الأخيرة إلى مستويات قياسية بتسجيلها 1.98 مليون برميل يوميًا خلال آخر أسبوع من شهر سبتمبر/ أيلول.
- هذا يضع الصادرات النفطية الأمريكية على قدم المساواة مع فنزويلا، عضو "أوبك" الذي يملك أكبر احتياطي نفطي في العالم، كما يجعل إجمالي صادرات الولايات المتحدة يفوق مستويات إنتاج نصف أعضاء منظمة البلدان المصدرة للنفط.
- بطبيعة الحال، لن تكون الولايات المتحدة قادرة على تصدير هذه الكميات لفترة طويلة، فبحسب نائب رئيس "تيرنر ماسون" لاستشارات الطاقة "جون أويرز" فإن الصادرات الأمريكية قريبة من مستوى الذروة.
- يرى "أويرز" أيضًا أن الارتفاع الأخير في الصادرات هو مجرد ظاهرة مؤقتة من شأنها أن تتبدد مع ارتفاع إنتاج مصافي ساحل الخليج الرئيسية وبلوغها مستوى الإنتاج الأقصى.
تجدد المخاوف ينعش الصادرات مؤقتًا
- قد يستغرق الأمر وقتًا أطول بعض الشيء لتتقلص الفجوة بين أسعار الخامين المعياريين، علمًا بأن الأنباء المتواترة عن تجدد العواصف والأعاصير التي قد تضرب ساحل الخليج مثل العاصفة "نيت" تؤدي إلى تباطؤ حدوث ذلك.
- تسببت العاصفة "نيت" بالفعل في تعطيل نحو 15% أو ما يقدر بحوالي 254 ألف برميل يوميًا من إنتاج خليج المكسيك الأمريكي قبيل وصولها.
- لكن بعض المصافي شهدت اضطرابات لأسباب مختلفة، وقالت "رويترز" إن "شل" خفضت إنتاج مصفاة "نوركو" البالغ 256 ألف برميل يوميًا، فيما تدرس "فيليبس 66" إغلاق مصفاة "ألاينس" التي يبلغ إنتاجها اليومي 250 ألف برميل.
- من المحتمل أن تكون هذه الاضطرابات مؤقتة، لكن الفارق بين خامي "برنت" و"نايمكس" الذي تزايد مؤخرًا بفعل الإعصار، سيظل داعمًا لتصدير الخام الأمريكي لبضعة أسابيع أخرى.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}