عاد النفط مجددًا ليشهد موجة صعودية ارتفع خلالها خام "برنت" القياسي لأعلى مستوياته في أكثر من عامين متجاوزًا 59 دولارًا للبرميل، ما منح المستثمرين قدرا كبيرا من التفاؤل والثقة في توقعات المحللين والشركات الإيجابية.
وكانت الشرارة التي أشلعت لهيب الأسعار خلال الأيام الماضية هي استفتاء استقلال كردستان، الذي أثار مخاوف كبيرة حيال إمدادات النفط، نظرًا لتهديد تركيا بقطع صادرات الإقليم عبر أراضيها، ودعوة بغداد لمقاطعة دولية لصادرات الإقليم النفطية.
وبحسب تقرير لموقع "أويل بريس"، لا توجد أي علامات حتى الآن على تعطل فعلي بإمدادات الإقليم النفطية، لكن الأسعار ارتفعت نتيجة المخاطر الجيوسياسية المتوقعة والمترتبة على هذا الاستفتاء الذي جاءت نتيجته لصالح قرار الاستقلال.
دوافع الارتفاع
- رغم المخاوف المتعلقة باستقلال إقليم كردستان، لم تتحرك أسعار "برنت" أعلى 50 دولارًا إلا مع تحسن الأساسيات بشكل ملحوظ خلال الأشهر القليلة الماضية، فالطلب آخذ في النمو تزامنًا مع استقرار الإمدادات العالمية.
- يبدو أن اتفاق "أوبك" قد أثمر انخفاضًا حادًا بمخزونات الخام العالمية أخيرًا، حتى أن شركة "ترافيجورا" لتجارة السلع الأساسية أكدت بدء تلاشي بيئة تدني أسعار النفط لفترات طويلة.
- قالت "ترافيجورا" إن سوق النفط سيفقد نحو 9 ملايين برميل يوميًا من جانب العرض بحلول عام 2019 بسبب نضوب الحقول، الأمر الذي سيسهم في زيادة الأسعار بشكل ملحوظ.
- يرى مصرف "سيتي جروب" أن جانب العرض سيشهد ضغوطًا في أوائل العام القادم، بسبب بلوغ بعض أعضاء "أوبك" أقصى قدراتهم الإنتاجية، وفي ظل ضعف استثمارات هذه البلدان في أعمال التنقيب والتطوير.
- هناك خوف في السوق من ارتفاع إنتاج "أوبك" بشكل كبير مع انتهاء اتفاق كبح الإمدادات، لكن ظهور فجوة في جانب العرض هو أمر محتمل ومن شأنه جعل السوق أكثر تشددًا.
الآفاق المشرقة ليست حتمية
- يعتقد مصرف "جولدمان ساكس" أيضًا أن المعروض النفطي سيخضع لضغوط، حيث يرى أن ارتفاع الأسعار الفورية عن العقود الآجلة في الوقت الحالي هو علامة واضحة على أن السوق في طريقه للتوازن.
- هذه الحالة المعروفة بـ"الميل إلى التراجع" ستساعد على استنزاف المخزونات بشكل أسرع خلال الأشهر المقبلة، وسيكون الطلب القوي والتوافق بين منتجي "أوبك" والعقبات التي تواجه صناعة النفط الصخري دوافع لاستمرار هذا الحال لفترة طويلة.
- مع ذلك، لا يؤمن الجميع بأن هناك متسعا لارتفاع أسعار النفط مجددًا، وكونها صعدت خلال الأسابيع القليلة الماضية لا يعني بالضرورة أن استمرار هذه الموجة نتيجة مفروغة منها، فبعض العقبات موجودة في الطريق.
- مع عودة "برنت" لقرب 60 دولارًا للبرميل، سيكون هناك إغراء لبعض أعضاء "أوبك" لزيادة الإنتاج مرة أخرى، مما يقوض الامتثال الجماعي للاتفاق، وقد تبدو روسيا أكثر التزامًا مؤخرًا لكن ذلك ربما يكون نتيجة أعمال الصيانة .
- بلوغ هذا المستوى أيضًا قد يفقد اتفاق "أوبك" سببه المنطقي، حيث كان المستهدف غير المعلن للمنظمة هو 60 دولارًا للبرميل، بجانب أن المنتجين قد يصبحون أكثر ميلًا للغش مع هذا الارتفاع القوي في الأسعار.
المزيد من الجهد مطلوب
- يرى الكثيرون أن تخفيضات "أوبك" لا تزال بحاجة إلى تمديد لأن بلوغ 60 دولارًا للبرميل سيحفز أنشطة النفط الصخري بشكل أكبر، ما يخلق مزيدًا من الضغوط الهبوطية في السوق مرة أخرى.
- يتوقع مصرف "يو بي إس" تجاوز خام "برنت" 60 دولارًا للبرميل خلال الربع الرابع من العام الجاري، وهو ما قد يبعث برسالة خاطئة إلى منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة لتعزيز أنشطة الحفر والإنتاج.
- رغم ارتفاع الطلب الصيني على النفط أوائل هذا العام إلا أنه هدأ مؤخرًا، ولا يزال قطاع النفط الصخري الأمريكي ينتج المزيد، علمًا بأن لديه عددا كبيرا من الآبار المحفورة لكن لم يكتمل تطويرها بعد.
- يمكن لنمو نشاط التنقيب والحفر في الولايات المتحدة أن يضيف لإنتاج البلاد نحو 400 ألف برميل يوميًا خلال الأشهر الأربعة المقبلة، وفقًا للمحلل لدى "ألفا فاليو" "ألكسندر أندلور".
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}