نبض أرقام
06:31 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/22
2024/11/21

هل يعد التمويل بالمساهمة في رأس المال ضرورة لشركتك؟

2017/09/19 رويترز

 

يمكن للشركات الناشئة أن تموّل أنشطتها عبر العديد من الطرق. لكن التمويل بالأسهم هو الأكثر طلباً في سوق التمويل.

 

ويمكن تلخيص مفهوم "التمويل بالمساهمة في رأس المال" بقيام المستثمرين بتقديم المبالغ المالية اللازمة للشركة الناشئة مقابل الاستحواذ عدد من أسهم الشركة بشكلٍ يضمن لهم حصةً من أرباحها في المستقبل.

ثمة ثلاث طرق يمكن من خلالها تمويل شركة ناشئة:

 

الأولى: المدخرات، فإذا كان صاحب المشروع ميسوراً إلى درجة يمكنه من خلالها تمويل مشروعه بنفسه، فإنه يكون قد حل هذا الجانب دون اللجوء لمساعدة خارجية.
 

الثانية: تخصيص نسبة مئوية من النشاط من خلال التمويل بالمساهمة في رأس المال، أو التمويل مقابل الأسهم.
 

الثالثة: التمويل بالاقتراض، حيث تتواصل الشركة الناشئة مع المؤسسات المقرِضة أو الممولين الأشخاص للحصول على قروض طويلة الأجل تسمح لهم بإطلاق أعمالهم.

الفرق الرئيسي بين التمويل بالمساهمة في رأس المال (الأسهم)، والتمويل بالاقتراض، هو أن النوع الثاني يشترط سداد ما تم اقتراضه، مع فوائده. أما النوع الأول، فلا يشترط سداد الأموال لأن المستثمر قد قدم المال مقابل حصوله على أسهم معينة في الشركة مفترضاً أنها ستحقق النجاح، وسيربح بالتالي من نمو قيمة تلك الأسهم. 

ويعد التمويل بالمساهمة في رأس المال الخيار الشائع في منصات الابتكار الدولية مثل "القرية الذكية". إذ يحظى هذا النوع من التمويل بزخم كبير في أسواق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وفيما يخص الشركات الصغيرة، فإن هذا النوع من التمويل يحمل العديد من المزايا المغرية أكثر من التمويل بالاقتراض. 

وبحسب كريس توماس، الرئيس التنفيذي والمؤسس المُشارِك لمنصة 'يوركا' للتمويل الجماعي، فإنه "لا يحمل التمويل بالمساهمة في رأس المال نفس العقبات الخاصة بالتدفقات النقدية مثلما هو الحال في التمويل بالاقتراض."

"فعندما تقوم إحدى الشركات بجمع الأموال عن طريق التمويل بالاقتراض، فإن الممولين سيطالبون بسداد هذه الديون، إضافة لقيم الفائدة، بصورة منتظمة. الأمر الذي يعدّ غاية في الصعوبة بالنسبة لشركة ناشئة تحتاج كل جزء من رأس مالها لتنمية فريق عملها وتطوير أنظمتها وتسويق منتجاتها قبل البدء في تحصيل الإيرادات والعوائد. 
وهذا هو السبب وراء كون العديد من الجولات التمويلية الأولى في دورة حياة الشركات تتمحور حول ملكية الأسهم".

 

فوائد أخرى للاستثمار بالأسهم
 

يساعد التمويل بالأسهم، أو المساهمة في رأس المال، لشركتك الناشئة الاستفادة من شبكة علاقات ومصالح كبيرة يقدمها المستثمرون ذوو النفوذ والخبرة في القطاع من المستعدين للمخاطرة والاستثمار في شركة ناشئة. وهو أمر ينعكس إيجاباً على أداء شركتك. 

كما أن الأرقام الخاصة بالمساهمة في نشاط الشركة تتيح المزيد من الفرص نظراً لامتلاك هؤلاء المستثمرين حصة من الأسهم، وبالتالي توفر مصلحة لهم في نمو الشركة ونجاحها. 

يضيف كريس توماس: "يهتم المستثمرون في رأس المال المغامر بنمو الشركة وسلامة أدائها بشكلٍ كبير، نظراً لأن الشركات الناجحة هي وحدها التي تحقق عوائد على استثماراتها".

وتابع توماس: "قد يكون هذا أكثر فائدة للشركات نفسها مما هي عليه للمستثمرين. فالمستثمرون يبدون رغبة أكبر في تحقيق مزيد من الانفتاح وتكوين شبكة من العلاقات وتقديم خبراتهم للشركة الناشئة كي تحقق أسهمهم عوائداً مجزية. بينما يكتفي الممولون بالاقتراض باستلام أقساط السداد بفوائد منتظمة بغض النظر عن مستوى النمو الذي تحققه الشركة". 

لكن التمويل بالمساهمة في رأس المال، أو الاستثمار بالأسهم، ليس إيجابياً بالكامل. إذ لا بد من تحقيق توازن جيد بين كمية الأنشطة التي ينبغي للشركة أن تتنازل عنها مقابل التمويل خلال الجولات الأولى. وأمام صاحب المشروع الكثير جداً من الأنشطة، فيما سيطرته ستكون محدودة نتيجة لتنازله عن الأسهم التي استثمر مقابلها المستثمرون، وبالتالي فإن أمامه فرص محدودة لتحقيق عائد كبير له هو بمجرد نمو الشركة.

وأيضاً فإن توزيع الكثير من الأسهم في المراحل الأولى من عمل الشركة سينعكس قلة من الموارد التي يمكن المفاوضة عليها في جولات مستقبلية من طلب التمويل، كما سيحدث حين تنجح الشركة وترغب في النفاذ إلى أسواق جديدة، وتحتاج إلى تمويل إضافي لتتمكن من هذا التوسع. 

من جهة أخرى، فإن عرض حصة ضئيلة جداً من الأسهم سيؤدي بالطبع إلى الحصول على تمويل أقل. رغم أن المستثمرين قد يستغلون فرصة الاستفادة من المشاريع الجديدة فقط إذا ما كانت هذه المشاريع تلبي مستوى رغبتهم بقبول التعرّض للمخاطر. 

ويمكن للاستثمارات الرأسمالية أن تدرّ عوائد كبيرة على المستثمرين، هذا حقيقي، لكن على أصحاب المشاريع أن يتقنوا تقديم عروض تنافسية لهؤلاء المستثمرين للفوز بمساهمتهم. 

العقبة النفسية:

 

يعرف كل أصحاب المشاريع الناشئة مدى صعوبة التخلي عن بعض أسهم نشاطهم وبيعها مقابل التمويل، وهو ما يعدّ عقبة قوية في تخفيف حدة المخاطر التي ينطوي عليها الاستثمار في شركة ناشئة. 

"وربما يكمن التحدي الأكبر المتعلق بالتمويل الرأسمالي، خاصة لأصحاب المشاريع الناشئة، في التغلب على العقلية التي ترفض التنازل عن بعض أسهم النشاط وبيعها، قال توماس، ونوه إلى أنه "يتعين على أصحاب المشاريع إدراك أنه من الشائع جمع الأموال من مصادر خارجية مقابل الحصول على أسهم.  وقد يحتاجون لفعل ذلك عدة مرات حتى تحقق الشركة النمو والتطور والانتشار السوقي المطلوب". 

بالطبع، يختتم توماس حديثه: التغلب على هذه العقلية لا يعني توفر المستثمرين فوراً. بل إن الطريق للوصول إليهم صعب إلى حد ما، خاصة بالنسبة لأصحاب الشركات الناشئة، وهنا بالضبط يأتي دور 'يوريكا' لتسهم في تسهيل إتمام الخطوات بين المستثمر وصاحب الشركة الناشئة. 

يذكر ان 'يوركا' قدمت سبل الوصول إلى شبكة من 10,000 مستثمر ممن يرغبون بشراء حصة من الأسهم في شركات من المتوقع أن تحقق النمو والانتشار السوقي. 

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.