من بين أبرز المواقف المتوقعة والمربكة بعض الشيء خلال مقابلة العمل، عندما يتوجه مسؤول التوظيف للمتقدم بسؤال "ما هي أكبر نقطة ضعف لديك؟"، وهو موقف رغم توقعه إلا أنه لا يجب تجاهل استراتيجية التعامل معه أبدًا.
ووفقًا لما أوردته "سي إن بي سي" عن خبيرة الإدارة ومؤلفة واحد من أفضل الكتب مبيعًا في هذا المجال"سوزي ويلش"، فإن مديري التوظيف عادة ما يستخدمون هذا السؤال الشائع لتشكيل رؤيتهم الأساسية حول شخصية المرشح لشغل الوظيفة.
وقالت "سوزي": يوجه هذا السؤال، لأن مديري التوظيف يريدون سماع إجابات تشرح صفات المتقدمين الشخصية والضرورية لتقديم أداء وظيفي عال، وأفضل الإجابات تشتمل على أربع سمات أسياسية.
أولًا: الإدراك الذاتي
- الإجابة الجيدة تحتاج لبعض التأمل والصدق مع النفس حول أوجه القصور في الشخصية، خاصة أن مدير التوظيف لديه فكرة مسبقة عن التحديات الخاصة بالمتقدم كونها من خلال السيرة الذاتية والمقابلات السابقة مع المرشح.
- يجب تحديد نقطة الضعف بدقة والتي ربما تكون سببا في إعاقة المتقدم وتعطيله في الماضي، لكنه تمكن من التغلب عليها، ومن ثم يتعين عليه المصارحة بها بكل شفافية.
- تقول "سوزي": فاجئهم وأطلعهم على الأمر، وفي حال كانت نقطة الضعف ليست محورًا أساسيًا لنجاح العمل فيجدر الإشارة إلى ذلك بوضوح.
ثانيًا: الموثوقية
- يريد مديرو التوظيف التأكد من أن المتقدم ليس مليئًا بنقاط الضعف، لذا مهما حدث فلا يجب عليه أن يراوغ في الإجابة على السؤال أو أن يعطي إجابات نمطية ومكررة عادة ما يكون القائم بالمقابلة قد سئم من سماعها بالفعل.
- الإجابات على غرار "أنا أسعى للكمال" أو "مدمن للعمل" هي بمثابة علامات حمراء تنذر بزيف الحديث، ولا أحد يحبذ توظيف شخص زائف.
ثالثًا: التعقل
- يجب التأكد من مهنية وإيجاز الإجابة، مع ضرورة تجنب الحديث عن مواضع الضعف التي لا علاقة لها بالعمل أو الخوض في أحاديث عاطفية.
- تقول "سوزي" في هذا الصدد: أي شخص يتطلع لإضافتك إلى فريقه، يريد أن يتبين من معرفتك للفرق بين نقاط الضعف المهنية والشخصية، مع القدرة على التعبير عن كل منهما بشكل صحيح وناضج.
- هذا ليس الوقت المناسب على أي حال للحديث حول كيفية إدارة العلاقة الصعبة لوالدي المتقدم، فلا يوجد مدير يريد أن يصبح الأخصائي النفسي لعامليه.
رابعًا: المبادرة
- لا ينبغي الاكتفاء بشرح نقاط الضعف، بل يجب إظهار كيف تغلب عليها المرشح ليواصل مسيرة تقدمه، مثل الحديث عن اللجوء لإحدى المؤسسات أو العمل مع مختص أو حضور بعض المحاضرات لتجاوز ومعالجة الخلل.
- مهما كان حجم أو مسمى هذا الضعف الذي عانى منه المتقدم، فالشيء الأهم هو إبراز كيف تغلب عليه، وكيف يخطط لمواصلة معالجته حال اختير للوظيفة الجديدة.
- تقترح "سوزي" الإشارة إلى أمر يملك المتقدم به بعض الخبرة –لكن بالطبع ليس بالقدر الذي يريده مدير التوظيف- ومن ثم الحديث عما يفعله لتعلم المزيد به.
- على سبيل المثال يقول المتقدم: فيما يتعلق بهذه الوظيفة، فأنا لا أملك تجارب مواجهة العملاء التي تبحث عنها، لكني بدأت مؤخرًا حضور دروس عبر الإنترنت حول المبيعات لتعزيز معرفتي بهذا المجال، وأعلم أن بإمكاني موازنة هذا الخلل في مستهل مشواري بمساعدة مهاراتي التحليلية.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}