من المتوقع أن تسترد أعمال التكرير في الولايات المتحدة نصف طاقتها المعطلة في منطقة ساحل الخليج الأمريكي بسبب إعصار "هارفي" بحلول الخميس، الأمر الذي من شأنه احتواء المخاوف إزاء احتمالات نقص إمدادات البنزين في أمريكا.
وبدأت معامل التكرير الرئيسية في كوربوس كريستي وهيوستن استئناف عملياتها، فيما تكثف "إكسون موبيل" مجهوداتها لاستئناف العمل في منشأة "بايتون" التي تعد ثاني أكبر مصفاة للنفط في الولايات المتحدة، بحسب تقرير لموقع "أويل بريس".
واستأنفت "فاليرو إنرجي" العمل باثنين من مصافيها في كوربوس كريستي وتكساس سيتي، أعلنت قرب بدء العمل في منشأة أخرى كبيرة في بورت آرثر، ومن المقرر معاودة العمل بمصفاة "موتيفيا" –الأكبر في البلاد- في وقت قريب.
ما بعد "هارفي"
- توقع مصرف "جولدمان ساكس" استعادة المصافي لنصف الطاقة المعطلة (تقدر بـ4 مليون برميل يوميًا) بسبب "هارفي" بحلول الغد، لكن الطاقة التكريرية ستظل فاقدة لنحو 1.4 مليون برميل يوميًا حتى منتصف سبتمبر/ أيلول على الأقل.
- يقول المصرف الاستثماري إن التأثير المتوقع على الأسعار سيكون هبوطيا لكنه محدود النطاق، مشيرًا إلى احتمال زيادة مخزونات الخام بمقدار 40 مليون برميل.
- عدل "جولدمان ساكس" توقعاته لتراجع الطلب على النفط جراء تعطل المصافي بالخفض إلى 600 ألف برميل يوميًا من 750 ألف برميل يوميًا خلال الشهر الأول لما بعد الإعصار "هارفي".
- مع ذلك هناك احتمالات لوجود دوافع صعودية للأسعار مع مرور الوقت، إذ يحتمل خفض الإنتاج في بعض المواقع، مثلما اضطرت الشركات العاملة في حقل "إيغل فورد" لغلق بعض العمليات وتقليص الإمدادات الصخرية.
- يتوقع انخفاض إنتاج "إيغل فورد" بمقدار 200 ألف برميل يوميًا لبعض الوقت، إلى جانب إمدادات الحقول البحرية في خليج المكسيك التي تراجعت 300 ألف برميل يوميًا، الأمر الذي من شأنه امتصاص تراجع طلب المصافي.
تهديد جديد
- يقول "جولدمان ساكس" إن تأثير "هارفي" في الطلب سيكون أقوى من تأثيره في العرض، حيث يرى أن الطلب سينخفض 600 ألف برميل يوميا خلال الشهر الأول بعد الإعصار، بينما سيتراجع المعروض 400 ألف فقط.
- لكن الأمور قد تصبح أكثر تعقيدًا مع قدوم عاصفة أخرى من الفئة الخامسة، والتي يعتقد أنها ستمر ببورتوريكو وكوبا وجنوب فلوريدا وربما خليج المكسيك، وتحمل اسم "الإعصار إرما".
- ازدادت سرعة الإعصار "إرما" إلى 253 كيلومترًا في الساعة أمس الثلاثاء، ويعتقد أنه سيكون واحدا من أقوى الأعاصير المسجلة على الإطلاق في المحيط الأطلسي.
- رغم أن خبراء الطقس ورصد الظواهر الطبيعية لم يتمكنوا إلى الآن من تأكيد مسار الإعصار، لكن العديد من السيناريوهات رجحت توجهه إلى جنوب فلوريدا بحلول نهاية الأسبوع.
الطلب في مرمى "إرما"
- إذا صحت توقعات تحرك "إرما" صوب جنوب فلوريدا، سيكون هناك تداعيات كبيرة على قطاع الطاقة والتي ستكون ملموسة للغاية في جانب الطلب، خاصة أن البنية التحتية الداعمة لجانب العرض في الولاية محدودة جدًا.
- هناك ترجيح ضعيف بضرب الإعصار لخليج المكسيك، الأمر الذي سيؤثر في الإمدادات النفطية البحرية في المنطقة حال حدوثه.
- آثار الإعصارين على سوق النفط تختلف بشكل كبير، فعلى سبيل المثال، أغرق "هارفي" 500 ألف سيارة في هيوستن بالمياه، وهذه المركبات لن تستخدم مجددًا ولا يرجح أن يحصل ملاكها على بدائل في المستقبل القريب.
- يضاف إلى ذلك طبعًا الآثار المترتبة على عمليات التكرير والإنتاج المذكورة سلفًا، علمًا بأن عمليات التكرير كانت الأكثر تضررًا، ما يعني أن الطلب أيضًا هو الأكثر تأثرًا بالإعصار "هارفي".
- من ناحية أخرى، إذا ضرب الإعصار "إرما" جنوب فلوريدا، فإنه سيعطل الطلب على النفط في جنوب شرق الولايات المتحدة بشكل كبير ولفترة طويلة من الزمن، دون تأثير على جانب العرض.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}