تتسبب البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية في وفاة ما يقدر بنحو 1900 شخص حول العالم يوميًا، ما يعني وفاة 700 ألف شخص سنويًا، ومع ذلك فإن هذا العدد مرشح للارتفاع إلى 10 ملايين شخص بحلول 2050.
ووفقًا لتقرير المملكة المتحدة لعام 2016 حول "مقاومة المضادات الحيوية" فإن هذه الوفيات المتوقعة ستفوق عدد من يموتون بسبب السرطان، بحسب تقرير لـ"فاينانشيال تايمز".
خسائر اقتصادية كبيرة
- في عام 2014، كلف رئيس الوزراء البريطاني آنذاك "ديفيد كاميرون" بإعداد تقرير مستقل يبحث في الآثار الاقتصادية العالمية الناجمة عن استمرار تطور مقاومة المضادات الحيوية دون هوادة.
- توصلت نتائج الأبحاث التي أجريت إلى أن الناتج المحلي الإجمالي العالمي السنوي قد يتراجع بنسبة تتراوح بين 2% و3.5% بحلول عام 2050 إذا لم يتم فعل شيء حيال هذا الأمر.
- وأوضح الخبير الاقتصادي "جيم أونيل" الذي قاد الأبحاث أن أحد أهداف التقرير كان جذب انتباه صانعي السياسات العالميين، مؤكدًا أنه كان متلهفًا للفت نظر مجموعة العشرين للقضية والتركيز عليها.
- فيما يتعلق بالتقديرات الدقيقة للإصابات المقاومة للمضادات الحيوية بحلول عام 2050، قال "أونيل": لست متأكدًا ولم يحاول أحد إجراء أي حسابات، لكن في الوقت نفسه المقاومة تتزايد أسرع مما نظن.
- أشارت دراسة للبنك الدولي إلى احتمال وقوع تداعيات اقتصادية مماثلة لما كشف عنه تقرير "أونيل"، موضحة أن الأعباء الاقتصادية ستكون كبيرة في ظل السيناريو الأساسي لنمو الإصابات، بينما ستكون وخيمة حال وقع السيناريو الأسوأ.
خطر متزايد
- تغيرت الحياة بشكل كبير منذ اكتشاف البنسلين عام 1928 ومن ثم التوسع في استخدامه خلال الأربعينيات، حيث لم تعد أمراض مثل الالتهاب الرئوي والسل إصابات قاتلة للشباب في البلدان المتقدمة كما كانت في السابق.
- لكن الطريقة التي تتفاعل بها العدوى مع المضادات الحيوية آخذة في التغير، لذا شبهت المديرة العامة السابقة لمنظمة الصحة العالمية "مارجريت تشان" ارتفاع معدل وفيات الإصابات المقاومة بـ"تسونامي بطيء الحركة".
- بينما صنفت كبيرة المسؤولين الطبيين في إنجلترا "سالي ديفيز" الإصابات المقاومة للمضادات الحيوية كأحد التهديدات الرئيسية للبلاد، إلى جانب الإرهاب وجائحة الإنفلونزا.
- بفضل هذه التهديدات المتزايدة، أصبحت هذه الإصابات مدرجة على جداول أعمال المنظمات الحكومية العالمية، كما أنها كانت موضوعًا رئيسيًا خلال أحد اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة العام الماضي.
لا مزيد من الحلول
- كثفت العديد من البلدان حملاتها الإعلامية لتوعية المواطنين بمخاطر الإفراط في الاعتماد على المضادات الحيوية، لكن الشركات فشلت على مدى فترة طويلة في تطوير مضادات حيوية جديدة.
- لم يصل إلى السوق سوى فئتين جديدتين من المضادات الحيوية خلال السنوات الخمسين الماضية، تزامنًا مع تزايد ظهور البكتيريا المقاومة.
- حذرت "مارجريت تشان" من خطر ما سمته "حقبة ما بعد المضادات الحيوية" التي تشيع خلالها الوفيات بسبب الإصابة بالبكتيريا المقاومة.
- أدى الإفراط في استخدام المضادات الحيوية بين البشر والحيوانات إلى تسارع وتيرة ظهور الإصابات المقاومة.
- توصلت دراسة أجراها مركز "Disease Dynamics" الذي يتخذ من واشنطن مقرًا له عام 2015، إلى أن استخدام المضادات الحيوية ارتفع بنسبة 30% على الصعيد العالمي خلال الفترة من عام 2000 إلى 2010.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}