عندما كانت تفشل الدبلوماسية في حل النزاعات بين الدول في القرون الماضية كان يتم اللجوء إلى الحرب ولكن اليوم تتجه الدول الكبرى إلى القتال الاقتصادي كملجأ أول، ولكن من الصعب تنظيم أثر العقوبات الاقتصادية كما أنه غير مؤكد حيث إنها يمكن أن تؤذي المواطنين والأعمال التجارية المشروعة، كما أنها تميل إلى أن تكون أكثر فعالية عندما تجتمع مجموعة من البلدان معا لاستهداف دولة ما.
وتناول تقرير "بلومبرج" العقوبات الاقتصادية من حيث تاريخها والعوامل التي تساهم في نجاحها.
الوضع الحالي
- في منتصف العام الجاري وافق المشرعون الأمريكيون على فرض عقوبات جديدة على روسيا بسبب تدخلها المزعوم في الانتخابات الرئاسية عام 2016، وردت "موسكو" بأمر "واشنطن" بخفض عدد موظفيها الدبلوماسيين في البلاد بما يقرب من الثلثين.
- اعترض الاتحاد الأوروبي على العقوبات الأمريكية الجديدة قائلا إنها قد تضر شركات الطاقة الأوروبية التي تقوم بأعمال تجارية مع روسيا.
- اشتمل التدبير الأمريكي الأخير أيضا على عقوبات جديدة ضد إيران بسبب برنامجها للصواريخ الباليستية والانتهاكات المزعومة لحقوق الإنسان .
- قال مسؤولون إيرانيون إن العقوبات تنتهك اتفاق عام 2015 الذي رفعت فيه القوى العالمية العقوبات على "طهران" مقابل أن تحد البلاد من برنامجها النووي.
- وسعت الولايات المتحدة والصين ومجلس الأمن مؤخرا العقوبات ضد كوريا الشمالية بسبب تطويرها أسلحة نووية وبرنامجها الصاروخي.
تاريخ العقوبات الاقتصادية
- إن أول استخدام موثق للضغط الاقتصادي من أجل تحقيق غايات سياسية يعود إلى اليونان القديمة حيث حظرت مدينة "ميجارا" التجارة مع "أثينا" في عام 432 قبل الميلاد.
- استخدمت وزارة الخزانة الأمريكية العقوبات الاقتصادية قبل حرب عام 1812 ضد بريطانيا، كما يعد الرئيس الأمريكي الأسبق "وودرو ويلسون" أول زعيم حديث يشجع على استخدام الضغط الاقتصادي كبديل للحرب.
- نما استخدام العقوبات الاقتصادية بشكل كبير خلال هذا القرن الجاري حيث لدى الأمم المتحدة الآن 13 برنامجا للعقوبات أي أقل ببرنامجين من عام 2015 عندما وصل العدد إلى أعلى مستوى له، كما يفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات بشكل منتظم.
- لم تمارس أي دولة حديثة الضغط الاقتصادي أكثر من الولايات المتحدة التي فرضت قيودا على الواردات والصادرات والاستثمارات وغيرها من المعاملات المالية أكثر من 110 مرات في القرن العشرين.
- أصبحت وزارة الخزانة الأمريكية لاعبا بارزا في هذا الأمر بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001 حيث استخدمت 26 برنامجا للعقوبات تستهدف الحكومات والأفراد والمنظمات في أكثرمن عشرين بلدا.
أثر العقوبات الاقتصادية
- تظهر العقوبات المفروضة على روسيا بسبب ضمها لشبه جزيرة القرم ودعم الانفصاليين في شرق أوكرانيا عام 2014، مدى صعوبة تطبيق العقوبات الاقتصادية على نحو ناجح.
فرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي العقوبات على أمل تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التفاوض عليه في فبراير/شباط 2015، ولكن حتى الآن لم يكن ذلك كافيا لإجبار روسيا على ضمان تنفيذ حلفائها للاتفاق بشكل كامل.
- تعد الدول الديمقراطية أو شبه الديمقراطية التي تهتم بالرأي الدولي وتعتمد على التجارة والتمويل العالميين هي أشد استجابة للعقوبات، في حين أن الأنظمة الاستبدادية المعزولة لا تفعل ذلك في كثير من الأحيان.
- إن الحظر الذي تفرضه الولايات المتحدة على كوريا الشمالية منذ عام 1950 لم يفعل شيئا يذكر لتغيير النظام أو سياساته.
تعد العقوبات التي تفرضها عدة بلدان هي الأشد فعالية، حيث أدت المقاطعة العالمية لجنوب أفريقيا بسبب سياسة الفصل العنصري في ثمانينيات القرن الماضي إلى إجراء انتخابات وصلت ذوي البشرة السوداء إلى السلطة.
- أدت الإجراءات العالمية ضد إيران إلى تقليص اقتصادها ودفع قادتها إلى العودة إلى المحادثات التي أسفرت عن الاتفاق الذي يحد من البرنامج النووي للبلاد.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}