حقق الحاسوب اللوحي الأول لـ"مايكروسوفت" المعروف باسم "سيرفيس" فشلًا ذريعًا عندما أطلق قبل خمس سنوات من الآن، واعتقدت الشركة منتجها بمثابة الابتكار الفريد لإمكانية استخدامه كحاسوب لوحي أو محمول، بحسب تقرير لـ"نيويورك تايمز".
وعلى صعيد آخر، وفي الوقت الذي كان جوال "آيفون" يستعد لتأكيد قيادته لثورة القطاع التكنولوجي أطلقت "آبل" حاسوبها اللوحي "آيباد" لتغزو من خلاله سوق الأعمال المكتبية الذي هيمنت عليه "مايكروسوفت" طويلًا.
خطوة إلى الوراء
- اضطرت "مايكروسوفت" لشطب نحو 900 مليون دولار من ميزانيتها بسبب الأجهزة غير المباعة من "سيرفيس"، وفي جهد آخر لتعزيز أعمال الإلكترونيات الاستهلاكية، استحوذت على "نوكيا" لتضطر لاحقًا لشطب 7.6 مليار دولار.
- بحلول صيف عام 2015، بدأت أحلام "مايكروسوفت" لتعزيز أعمال الأجهزة الإلكترونية في التداعي، وحتى اليوم، تعاني أحدث منصة ألعاب أطلقتها الشركة "إكس بوكس وان" التراجع في السوق لصالح "بلاي ستيشن 4" الذي تنتجه "سوني".
- رغم ذلك، استمرت الشركة لليوم في تقديم الحواسيب الشخصية الأفضل والأقوى على الإطلاق، وبينما ركزت "آبل" خلال العامين الماضيين على الأجهزة النقالة، أطلقت "مايكروسوفت" سلسلة من الحواسيب الشخصية التي ستقود مستقبل السوق.
- تعد أعمال الحواسيب الشخصية أكبر مصدر للدخل بالنسبة لـ"مايكروسوفت" وتحديدًا عن طريق الترخيص لمنتجين آخرين باستخدام نظام التشغيل "ويندوز"، وترى الشركة أن إنتاجها للأجهزة سيكون مصدر إلهام لهؤلاء المصنعين.
- لكن "مايكروسوفت" بحاجة لتعزيز مبيعات "سيرفيس" لا سيما مع نمو وحدته بشكل كبير خلال السنوات القليلة الماضية، لتصبح أحد الأعمال الرئيسية بالنسبة للشركة، لكن المنافسة مع أجهزة "آبل" مثل "ماك" و"آيباد" ما زالت قاسية.
صحوة جديدة بدافع المنافسة
- بدافع من المنافسة الشديدة مع "آبل"، عملت وحدة الأجهزة التابعة لـ"مايكروسوفت" على ابتكار منتجات أكثر جرأة من سابقتها خلال الآونة الأخيرة مثل "سيرفيس برو" الهجين.
- لم يكن "سيرفيس برو" مصدرًا للدخل فقط بالنسبة لـ"مايكروسوفت" وإنما كان مصدر إلهام واضح لـ"آبل" عند تطور "آيباد برو" الذي يدعم استخدام القلم ولوحة المفاتيح أيضًا.
- في أواخر العام الماضي، كشفت "مايكروسوفت" عن "سيرفيس استوديو" الذي يشبه إلى حد كبير جهاز "آي ماك"، وفي ربيع 2017 أطلقت الشركة "سيرفيس لاب توب" الذي يبدو مستعدًا للهيمنة على حصة "ماك بوك إير".
- يلاحظ هنا أن طريق "آبل" في أعمال الحواسيب الشخصية يبدو مقلقًا، حيث تسببت بعض الأجهزة التي أطلقتها الشركة مؤخرًا في سخط الكثير من عملاء الشركة، بجانب التوقف عن تحديث "ماك برو" منذ سنوات.
- يقول محلل التكنولوجيا "جان داوسون": أثبتت "مايكروسوفت" أن الإبداع ليس حكرًا على أجهزة "ماك" كما اعتقد البعض، وهناك فرصة جيدة أمام منتجات "سيرفيس"، ولا أظن أن "آبل" سيكون بمقدورها الهيمنة على هذا السوق.
نبتة الابتكار تثمر نجاحًا
- تحت قيادة "بانوس باناي" رئيس وحدة "سيرفيس" أعطت "مايكروسوفت" المصممين والمهندسين رخصة لإعادة النظر في مستقبل الحواسيب الشخصية بطرق مختلفة، وخصصت غرفا خاوية للتفكير، وسمحت لهم بأن يحلموا بمشروعات عظيمة ويحولونها لواقع ملموس.
- يقول "باناي": لدينا هذه العقلية التي تخبرنا، بالراهان على فكرة ما وإذا لم تنجح فلا مشكلة سننتقل فورًا إلى فكرة أخرى، فمن الضروري أن نواصل التحرك والإقدام دومًا.
- إلى جانب "سيرفيس استوديو" طورت الشركة جهازا صغيرا دائري الشكل يطلق عليه "سيرفيس دايل"، والذي يمكن من خلاله التحكم في الحاسوب عبر الشاشة مباشرة وإجراء بعض الأوامر الأساسية.
- لكن أجهزة "مايكروسوفت" ليست مثالية تمامًا، إذ يبدأ سعر "سيرفيس استوديو" من 3 آلاف دولار، أما "سيرفيس برو" فهو رائع كحاسوب محمول، لكنه لا يضاهي جودة "آيباد" كحاسوب لوحي.
- لذلك فمن غير المرجح أن تتمكن أعمال "مايكروسوفت" للحواسيب من هزيمة "آبل"، لكن أي شخص مهتم بمستقبل هذه التكنولوجيا سيكون سعيدًا الآن لوجود منافس حقيقي وخلاق بهذه القدرات الإبداعية.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}