تعد الدراجة النارية "هوندا ربيل 500" أحدث الطرازات المنضمة للنماذج المنصعة خصيصًا لمن يقودون لأول مرة، وهو مفهوم سارعت إليه جميع الشركات مؤخرًا في ظل ما يعانيه القطاع من تراجع، بحسب تقرير لـ"بلومبرج".
وتتميز "ربيل" بخفة وزنها وسعرها المعقول، كما أنها تجمع بين الكلاسيكية والذوق القادر على إرضاء جيل الألفية، لكن إذا كانت مثل هذه الدرجات متعددة المميزات هكذا فهي لا شك قادرة على مساعدة الشركات على البقاء.
تراجع حاد في مبيعات القطاع
- بلغت مبيعات الدراجات النارية في الولايات المتحدة ذروتها عام 2006 حينما سجلت 716.3 ألف وحدة سنويًا، ومن ثم بدأت في الانحدار.
- هبطت مبيعات القطاع بشدة عندما تعرضت أمريكا للركود، وسجلت تراجع بنسبة 41% عام 2009 و14% خلال العام التالي، وفقًا لمجلس صناعة الدراجات النارية.
- لم يكن الأمر مفاجئًا بالنظر لوضع الاقتصاد آنذاك، وكان تراجع الإقبال على الدراجات النارية صورة تقديرية لهبوط الإنفاق في هذا الوقت.
- لكن الآن ومع صحوة سوق الأسهم الذي بلغ مستويات تاريخية وبعد تسجيل قطاع السيارات الأمريكي أفضل عام له، ظلت مبيعات الدرجات بطيئة النمو، حيث سجلت 371.4 ألف وحدة خلال عام 2016.
طبيعة العملاء وضرورة التطور
- في عام 2003 كان نحو ربع قائدي الدراجات النارية في أمريكا يبلغون 50 عامًا أو أكثر، وارتفعت هذه النسبة إلى النصف تقريبًا بعد 11 عامًا، ما يعني عزوف الشباب شيئًا فشيئ عن اقتناء الدراجات النارية.
- لذا أيقن الصناع أنهم في حاجة ماسة لدراجين جدد وللفت انتباه جيل الألفية، الذي يبدو أفضل فرصة لديهم لما يملكه من متسع عمري يمكن للشركات أن تعول عليه في دعم طلبها على المدى الطويل.
- تعرف "هارلي ديفيدسون" بهيمنتها على سوق الدراجات النارية في الولايات المتحدة، لكن مبيعات الشركة هبطت بمقدر النصف تقريبًا خلال الفترة بين عام 2006 و2010، وسرعان ما بدأت في تصميم دراجات حقيقية للمبتدئين.
- كشفت الشركة النقاب في عام 2013 عن دراجة "ستريت 500" التي تشبه دراجاتها التقليدية، وزودتها بمحرك "500 سي سي" والذي لن يسبب الضوضاء المعتادة من محركات "هارلي"، وكان السعر أقل من 7 آلاف دولار.
- في نفس الوقت تقريبًا أطلقت شركة "كاواساكي" الطراز "نينجا 300" والذي بلغ سعره 5 آلاف دولار فقط، وفي عام 2015 كشفت "بي إم دبليو" عن النموذج "جي 310 أر" والذي بيع مقابل 4.75 ألف دولار.
سوق أكبر واستفادة اقتصادية محدودة
- المشكلة التي تواجه الشركات خلال تطبيق هذه الاستراتيجية المعتمدة على العملاء الأصغر سنًا هي أنها تأخرت للغاية، بعدما أصبحت الصناعة أكثر تعقيدًا وتكلفة.
- سرعان ما هيمن نمط بعينه على السوق، ففي الفترة بين عام 2011 و2016، ارتفعت مبيعات الدراجات النارية ذات المحركات الصغيرة بنسبة 11.8%، في حين أن مبيعات الدراجات الأكبر حجمًا وقوة نمت بنسبة 7.4% فقط.
- في عامها الأول باعت "دوكاتي" 15 ألف وحدة من الدراجة "سكرامبلر" وهو ما شكل 28% من إجمالي مبيعاتها، ولم ينظر الدراجين إليها كمدخل لعالم "دوكاتي" وإنما كمنتج جديد كليًا وملائم.
- في الوقت نفسه أصبح لدى "هارلي ديفيدسون" خط تسويق جديد مكون من تسع دراجات تقل أسعارها عن 12 ألف دولار.
- مع ذلك يرى محللون أن هذه الدراجات ليست ملائمة بشكل كافي من الناحية الاقتصادية، حيث أن هوامش أرباحها تقل كثيرًا عن عدد من المنتجات التي تقدمها الشركات في الأساس.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}