على مدار الخمس سنوات الماضية، ركز قطاع النفط والغاز في الولايات المتحدة على الإنتاج لا سيما إنتاج النفط الصخري، وتم تجاهل الجانب الأهم في الصناعة وهو التكرير، وأصبحت واشنطن ثالث أكبر منتج للنفط في العالم، ولكن لديها صناعة تكرير هي الأكثر تطورا على الإطلاق.
تقترب عمليات التكرير في الصين من نظيرتها في الولايات المتحدة، ولكن هذه الصناعة تواجه صعوبات في بكين نتيجة عدم كفاءة بعض مصافي التكرير بالإضافة إلى ضعف الإجراءات التنيظيمة الحكومية، وتناول "أويل برايس" في تقرير مدى ما وصلت إليه هذه الصناعة في أمريكا.
ثورة النفط الصخري
- يعد إنتاج النفط الصخري عنصرا رئيسيا في تدفق الخام الخفيف للسوق المحلي الأمريكي وأسهم بشكل كبير في تغيير شكل صناعة التكرير، ويتميز هذا النوع من الخام بقلة اللزوجة وانخفاض محتوى الكبريت.
- في الوقت الذي أسهمت فيه ثورة النفط الصخري في زيادة الإنتاج الأمريكي بنسبة 65% منذ عام 2009، إلا أن واردات الخام تراجعت بنسبة 11% فقط، واستبدلت واشنطن واردات الخام الخفيف من نيجيريا وأنجولا والجزائر بإنتاجها المحلي.
- تاريخيا، كانت أمريكا تستورد معظم نفطها من فنزويلا والمكسيك، واعتبرت أمريكا الجنوبية مصدرا إقليميا رئيسيا للخام بالنسبة للولايات المتحدة، ومع بداية ثورة النفط الصخري عام 2011، ارتفعت واردات واشنطن من الخام الثقيل 11% حتى 2016 وجاء أغلبها من كندا.
كندا
- حالف كندا الحظ كثيرا مع ثورة النفط الصخري، فباعتبارها مصدرا للخام الثقيل للسوق الأمريكي، تطلع منتجو النفط الرملي الكنديون لاستيراد المزيد من الخام الخفيف من قطر وأستراليا ومزجه بالخام الثقيل ثم تصديره عبر خطوط أنابيب إلى الولايات المتحدة.
- أرسلت أمريكا الخام الخفيف من تشكيلاتها الصخرية إلى كندا التي مزجته مع نفطها الرملي الثقيل - الذي تعزز إنتاجه - ثم إرساله بخطوط الأنابيب والقطارات والبارجات إلى مصافي التكرير في الولايات المتحدة.
- أسهم هذا التبادل في موارد النفط بين كندا وأمريكا في دعم مصافي التكرير في الولايات المتحدة وتحولها بعيدا عن أمريكا اللاتينية.
قوة البترول الأمريكية
- يمثل النفط عنصرا حيويا لتأمين الطاقة، وضمنت الولايات المتحدة تأمين احتياجاتها من المنتجات البترولية من خلال دعم صناعة التكرير، فالدولة التي لا تمتلك مصافي تكرير مثل كندا والمكسيك، تضطر للاستيراد.
- استفادت أمريكا من تنويع مصافي التكرير لإنتاج مواد بترولية مختلفة من تصدير البنزين لأمريكا اللاتينية والبروبان والبوتان إلى دول آسيا والمحيط الهادئ، كما تتميز صناعة التكرير في البلاد ببنيتها التحتية القوية وتطورها الذي يزيد جودة الوقود.
- يتم تكرير ما يقرب من 13.5 مليون برميل يوميا من الخام في مصافي أمريكية ينتج عنها مواد بترولية متنوعة وتتركز غالبيتها في ساحل خليج المكسيك والساحل الغربي.
- تأتي قوة صناعة التكرير الأمريكية من شركات النفط العالمية التي بنت العديد من المصافي لتحقيق التوازن مع تقلبات الأسعار، فالمنتجون يبيعون الخام بسعر أقل الآن، ولكنهم يعوضون ذلك من التكرير.
توازن عالمي
- يتوقع خبراء أن تصبح أمريكا لاعبا رئيسيا في تحقيق التوازن العالمي لإمدادات الخام المكررة بفضل صناعتها القوية في هذا الصدد.
- منذ 2005، تحولت الولايات المتحدة من مستورد للمنتجات البترولية إلى مصدر، كما أن قدرة واشنطن على تكرير الخام إلى منتجات أخف وأكثر جودة سينعش المعروض العالمي في أسواق رئيسية مثل أمريكا اللاتينية وآسيا.
- في تلك الأثناء، ستظل دول إقليمية مصدرة للنفط لأمريكا مثل المكسيك وكندا في حاجة لمصافي التكرير بالولايات المتحدة لتحويل الخام إلى منتجات بترولية أعلى جودة.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}