نبض أرقام
01:33 ص
توقيت مكة المكرمة

2024/11/24
2024/11/23

"ووترجيت".. 45 عاماً على فضيحة أرغمت "نيكسون" على الاستقالة وغيرت وجه السياسة الأمريكية للأبد

2017/06/24 أرقام - خاص

رغم مرور أكثر من أربعة عقود على حدوثها، لا تزال "ووترجيت" هي الفضيحة السياسية الأكبر والأكثر شهرة في تاريخ الولايات المتحدة، حيث تسببت في الاستقالة الوحيدة لرئيس أمريكي. لكن في الأشهر الأخيرة سيطرت على الساحة السياسية في الولايات المتحدة قضية يرجح البعض أن تطيح بالرئيس الـ45 للبلاد وهي "العلاقات المشبوهة مع روسيا".

 

حيث توجد مجموعة غير قليلة من الخبراء والسياسيين والصحفيين وحتى العامة تعتقد بأن قضية العلاقات غير المشروعة مع روسيا قد تكون "ووترجيت" الخاصة بـ"ترامب".

 

 

هذا الاعتقاد عززه قيام الرئيس الأمريكي بإقالة رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي "جيمس كومي" في التاسع من مايو/أيار، في خطوة رجح مراقبون أن الهدف من ورائها هو رغبة "ترامب" في عرقلة التحقيقات في علاقة حملته بالروس.

 

وفي الأسابيع الأخيرة ارتفع معدل البحث عن فضيحة "ووترجيت" في محركات البحث بأكثر من 300%. وفي ظل أن التفاصيل المحيطة باتصالات "ترامب" وفريقه بروسيا لا تزال غير مكتملة، سيتم التطرق في هذا التقرير إلى فضيحة "ووترجيت" وكيف أرغمت "نيكسون" على الاستقالة من منصبه لكي يتجنب عزله.

 

التنصت على منافسيه

 

- في الواحدة من صباح السبت الموافق السابع عشر من يونيو/حزيران عام 1972، اكتشف أحد أفراد الأمن في مجمع "ووترجيت" بواشنطن وجود شريط لاصق يغطي أقفال عدة أبواب في المبنى، ليقوم على الفور بإبلاغ الشرطة التي حضرت لتلقي القبض على خمسة أشخاص يقومون بزرع أجهزة تنصت على اللجنة القومية للحزب الديمقراطي.

 

- كان الرئيس السابع والثلاثون للولايات المتحدة "ريتشارد نيكسون" هو من يقف وراء هذه الخطوة، ولكن علاقته بالأمر لم تنكشف فوراً، حيث حاول الرئيس الجمهوري الحصول على معلومات تقوي حظوظه في انتخابات الفترة الثانية بعد أن فاز بشق الأنفس على منافسه الديمقراطي في انتخابات 1968.

 

 

- في نوفمبر/تشرين الثاني من عام 1972 أي بعد شهر واحد من انكشاف أن التنصت على "ووترجيت" كان جزءًا من حملة تخريب سياسي يقف وراءها مقربون من الرئيس، أعيد انتخاب "نيكسون" رئيساً للولايات المتحدة في واحدة من أكبر الهزات في التاريخ السياسي الأمريكي.

 

- بالفعل نجح "نيكسون" في سحق خصمه الديمقراطي "جورج ماكجفرن"، حيث حصل على أكثر من 60% من أصوات الناخبين الأمريكيين، وفاز بـ49 ولاية، من بينها مسقط رأس "ماكجفرن" ولاية ساوث داكوتا.

 

سقوط أحجار الدومينو

 

- لم تمض أسابيع حتى أسهمت التطورات المتسارعة في حصر "نيكسون" في الزاوية، ليصبح في موقف يجعل من الصعب عليه الدفاع عن نفسه. فبعد شهرين من الانتخابات أدين مساعدان سابقان لـ"نيكسون" بتهم التآمر والسطو والتنصت.

 

- بحلول أبريل/نيسان من عام 1973 بدأ أبرز المحيطين بـ"نيكسون" في السقوط الواحد تلو الآخر، فقد اضطر اثنان من كبار الموظفين بالبيت الأبيض فضلاً عن النائب العام إلى التقدم بالاستقالة.

 

 

- تمت إقالة موظف بالبيت الأبيض يدعى "جون دين"، وهو ذات الشخص الذي أخبر المحققين بأنه ناقش موضوع "ووترجيت" في أكثر من 35 مناسبة متفرقة مع "نيكسون".

 

- بحلول ذلك الوقت، فتح مجلس الشيوخ تحقيقاً في الحادث. وفي شهادة جعلت فرصة بقاء "نيكسون" في البيت الأبيض حتى نهاية ولايته الثانية هي والعدم سواء، قال مسؤول سابق بالبيت الأبيض إن الرئيس قام بتسجيل جميع المحادثات والمكالمات التي حدثت في مكاتبه منذ عام 1971.

 

- طلبت جهات التحقيق الأشرطة المسجل عليها هذه المحادثات وهو ما رفضه "نيكسون" في البداية، ولكن في نهاية الأمر تم تسليم الأشرطة ولكن كان أحد تلك الأشرطة محذوفاً منه 18.5 دقيقة من المحادثات المهمة، وهو ما فسرته إدارة "نيكسون" بأنه كان خطأ غير مقصود.

 

- بحلول يوليو/تموز عام 1974 وصل النزاع على التسجيلات إلى المحكمة العليا التي حكمت بالإجماع بأن "نيكسون" يجب عليه أن يسلم تسجيلات 64 محادثة محددة، رافضين ادعاءه بأن له امتيازا تنفيذيا يمنحه الحق في الامتناع عن تسليمها.

 

الإقالة أو الاستقالة

 

- لم تستمر مقاومة "نيكسون" طويلاً بعد أن تأكد من أنه ستتم إدانته من قبل مجلسي النواب والشيوخ، بعرقلة سير العدالة وإساءة استخدام السلطة وازدراء الكونجرس، لدوره في التستر على اختراق مقر اللجنة الوطنية الديمقراطية في "ووترجيت"، وهو ما سيترتب عليه عزله من منصبه.

 

- في الثامن من أغسطس/آب عام 1974 استقال "نيكسون" من منصبه وصرح للشعب الأمريكي في خطاب تلفزيوني قائلاً: "لم أكن انهزامياً أبداً، وتركي لمنصبي هو أمر تبغضه كل غريزة في جسدي، لكن بصفتي رئيساً يجب أن أضع مصلحة أمريكا أولاً".

 

 

- بعد ذلك التاريخ بشهر، وتحديداً في الثامن من سبتمبر/أيلول عام 1974 تولى نائب الرئيس في ذلك الوقت "جيرالد فورد" رئاسة الولايات المتحدة، وأصدر لاحقاً قراراً منح بموجبه "ريتشارد نيكسون" عفوا رئاسيا عن دوره في فضيحة "ووترجيت".

 

- فهل سيعيد التاريخ نفسه مع "ترامب" الذي يضع أيضا مصلحة أمريكا أولا؟

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.