تتوقع كل من وكالة الطاقة الدولية ومنظمة "أوبك" ظهور فجوة في المعروض من النفط الخام في الأسواق بحلول عام 2020، مما يعني ارتفاع الأسعار في المستقبل، مستندين بشكل كبير إلى الانخفاض الحاد الذي يشهده الإنفاق الرأسمالي للشركات النفطية منذ عام 2014، وهو ما نتج عنه الإعلان عن عدد محدود جداً من الاكتشافات الجديدة، بالإضافة إلى تراجع الإنتاج العالمي.
ولكن في المقابل، يعتقد "إدوارد مورس" رئيس قسم أبحاث السلع العالمية في بنك "سيتي جروب" أن الأمل في أو الخوف من حدوث فجوة في المعروض من الخام هو إلى حد كبير أمر مضلل ومبالغ فيه، وذلك بحسب ما ذكره في تقرير نشرته "فاينانشيال تايمز".
السوق يستعيد توازنه قريباً.. ولكن
- مثل "أوبك" ووكالة الطاقة الدولية، يعتقد "مورس" أن سوق النفط سوف يستعيد توازنه بسرعة خلال هذا العام، غير أنه يختلف معهما حول توقعاتهما لوضع السوق في المدى المتوسط.
- من المتوقع أن تشهد الأسواق هذا العام استمرار تراجع المخزونات العالمية من النفط الخام والمنتجات النفطية والغاز الطبيعي المسال، وذلك تزامناً مع نمو الطلب وانخفاض إنتاج كل من "أوبك" وروسيا، مما يؤدي إلى انخفاض حجم المعروض.
- المخزونات العالمية كان من الممكن أن تنخفض إلى مستويات معقولة منذ أشهر طويلة، ولكن بسبب المناورات التي قام بها كبار منتجي الخام أثناء مفاوضاتهم على اتفاق خفض الإنتاج العام الماضي، ارتفع إنتاج "أوبك" وروسيا بنحو 1.5 مليون برميل/يومياً.
- انتعشت الأسعار بعد الإعلان عن تخفيضات الإنتاج، ونتيجة لذلك وصلت عمليات التحوط ضد هبوط الأسعار إلى مستويات قياسية تزامناً مع ارتفاع أنشطة الحفر في أكثر من مكان وليس فقط في الولايات المتحدة.
ما لا يجب تجاهله
- في ظل انخفاض تكلفة إنتاج النفط الصخري بنحو 35% منذ عام 2017 يبدو أن ثورة النفط التقليدي لا يمكن إيقافها، فمن المتوقع أن يرتفع إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة بأكثر من 5 ملايين برميل/يومياً بحلول عام 2022.
- أيضاً لا يجب تجاهل النفط المستخرج من المياه العميقة أو من الرمال النفطية، والذي يمكن أن يشهد إنتاجه نمواً قدره مليون برميل/يومياً بحلول عام 2022.
- انخفضت تكلفة استخراج النفط من الحقول البحرية في المياه العميقة بنسبة تصل إلى 25%، ومن المرجح أن تنخفض مجدداً في غضون سنوات بنسبة تتراوح ما بين 20 إلى 25%.
- تكاليف مشروع "ماد دوج 2" التابع لشركة "بي بي" في المياه العميقة بخليج المكسيك انخفضت حالياً إلى 9 مليارات دولار من 19 مليار دولار في عام 2014، وهبطت تكلفة إنتاج البرميل إلى 25 دولارًا من 60 دولاراً.
- رغم أن نمو الطلب العالمي على البنزين ووقود الطائرات ما زال قوياً، إلا أن احتكار النفط لسوق الوقود يبدو مهدداً، حيث أن جزءا غير قليل من الزيادة التي يشهدها الطلب العالمي على الوقود يتم تلبيته من خلال غاز البترول المسال المار عبر خطوط الأنابيب المتزايدة في الانتشار، وليس من قبل النفط.
الأسعار في المدى القصير والمتوسط إلى أين؟
- معظم السيناريوهات تشير إلى أن المعروض الأمريكي من الخام سيتمكن من تلبية معظم النمو الذي سيشهده الطلب على الخام حتى عام 2022، وبأسعار قابلة للتحوط فوق مستوى الـ50 دولاراً للبرميل، مما يعني وقوف السوق عند نفس النقطة تقريباً.
- يحتاج العالم إلى إيجاد بديل لما يقرب من 10 ملايين برميل/يومياً من الخام من المتوقع أن تنضب مصادرها في غضون خمس سنوات، لكن رغم ذلك يمكن تعويض هذا الانخفاض بسهولة بفضل التكنولوجيا وكفاءة رأس المال.
- على الرغم من أن الأسعار قد تستقر عند المستويات الحالية لفترة، إلا أن ذلك غير مضمون على المدى الطويل في ظل عدم قدرة المنتجين على إدارة السوق بشكل مستدام، نظراً للاستجابة السريعة التي تتمتع بها صناعة النفط الصخري حالياً.
- منذ عام 2014 تذبذبت أسعار الخام ضمن نطاق يتراوح ما بين 20-25 دولاراً سنوياً.
- يتوقع "سيتي جروب" وصول متوسط سعر العقود الآجلة لخام "برنت" إلى 65 دولاراً للبرميل خلال الربع الرابع، مما يعني أن السعر الفوري قد يصل إلى 70 دولاراً، وربما يصل إلى أعلى من ذلك إذا توقف لسبب ما إنتاج ليبيا وفنزويلا أو نيجيريا.
- لكن على مدى الخمس سنوات القادمة يتوقع "سيتي" استقرار أسعار الخام في النطاق ما بين 40 إلى 65 دولاراً للبرميل.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}