نبض أرقام
06:18 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/23
2024/11/22

النمور الآسيوية الأربعة.. قصة واحدة من أكبر التجارب الاقتصادية الناجحة في التاريخ

2017/04/01 أرقام

هونج كونج، سنغافورة، تايوان، وكوريا الجنوبية، البلدان السابق ذكرها تعتبر من بين الدول الأكثر ربحية والأكثر إنتاجية في العالم.
 

صعد نجم "النمور الآسيوية الأربعة" على الساحة الدولية لأول مرة خلال سنوات الازدهار في أوائل النصف الثاني من القرن الماضي، من خلال الاستفادة من التكنولوجيا والعولمة الناشئة، وهو ما ساعدهم على الحفاظ على مكانتهم بين الاقتصادات الكبرى منذ ذلك الحين.
 

فما هي القصة وراء النمور الآسيوية الأربعة؟ وما الذي يمكن أن يتعلمه العالم من نجاحها؟ هذا ما يحاول التقرير الذي نشره موقع "idealsvdr" الإجابة عليه.
 

ولادة النمور الأربعة
 

في وقت مبكر من ستينيات القرن الماضي، كان الاقتصاد العالمي قد بدأ للتو في التعافي من آثار الصدمات الناتجة عن الحرب العالمية الثانية، والحرب الكورية (1950 -1953).
 

أسهمت حالة السلام المؤقت في تلك الفترة في فتح المجال أمام تقدم كبير في مجال السفر الجوي والاتصالات، وبالتالي انفتاح الحدود في جميع أنحاء العالم بشكل تدريجي، وهو ما حاولت النمور الأربعة الاستفادة منه بأقصى قدر ممكن.
 

قامت البلدان الأربعة بإنشاء موانئ ومطارات، وحرصت على حصول سكانها على مستويات عالية من التعليم، فضلاً عن الاستثمار بكثافة في بنيتها التحتية، التي دمرها الاستعمار البريطاني في هونج كونج وسنغافورة، والصيني في تايوان، والأمريكي في كوريا الجنوبية.
 

 

حاولت حكومات البلدان الأربعة استغلال كل الفرص الاستثمارية الممكنة في قطاع التصنيع، وبناء مجمعات صناعية كبرى، وتقديم حوافز ضريبية للمستثمرين الأجانب، وتنفيذ التعليم الإلزامي لسكانها الشباب، من أجل تأمين مستقبل القوى العاملة.
 

لاحقاً بدأت هذه البلدان بتصدير كل شيء تقريباً، بما في ذلك المنسوجات ولعب الأطفال، والمنتجات البلاستيكية، والتكنولوجيا الشخصية.
 

كان لدى هونج كونج بالفعل بورصة مزدهرة (تأسست في 1891)، لذلك كان من المنطقي أن تحاول التركيز على الخدمات المالية، وهو نفس النهج الذي اتبعته سنغافورة لاحقاً، واليوم أصبحت الدولتان الصغيرتان جداً من حيث المساحة اثنين من المراكز المالية الأكثر نفوذاً في العالم.
 

كل ذلك ساعد النمو الأربعة على الصمود في وجه الأزمة المالية الآسيوية عام 1997، فضلاً عن الأزمة المالية العالمية عام 2008، والخروج منهما سالمين نسبياً.
 

النمر الأول: هونج كونج
 

 

نشأ اقتصاد هونج كونج فعلياً في خمسينيات القرن الماضي، وهو ما يجعلها أول النمور الآسيوية الأربعة.
 

تمكنت من خلال العمالة الرخيصة والحوافز الضريبية المعقولة من جذب العديد من الشركات الكبيرة والمتوسطة إلى المدينة، واستغلت الثروة الجديدة في التأسيس لموجة هائلة من التطوير العقاري في الثمانينيات، وتطوير البنية التحتية وخصوصاً سككها الحديدية.
 

في الفترة ما بين عامي 1961 و1997 تضاعف الناتج المحلي الإجمالي لهونج كونج 180 مرة، وهو ما جعلها اليوم واحدة من بين أغنى الدول في العالم.
 

كل ذلك، يرجع إلى حكومة داعمة حرصت على تقليل مستويات الدين العام، وهو ما أفسح الطريق أمام ذلك البلد من أجل مواصلة النمو حتى اليوم، وإن كان بوتيرة أقل دراماتيكية.
 

النمر الثاني: سنغافورة

 

مثل هونج كونج، تمكنت سنغافورة من كسب مكانة دولية لنفسها في عالم المال، مستغلة موقعها الإستراتيجي في جنوب شرق آسيا، وهو ما مكنها بسهولة من الاستفادة من سمعتها كمركز عالمي للتجارة.

 

الآن تعتبر سنغافورة من أكبر مراكز صرف العملات في العالم، وتضم تنوعا هائلا من المغتربين، وذلك نتيجة للكميات الهائلة من الاستثمارات الأجنبية التي استطاعت جذبها على مر السنين.

 

اليوم، تمتلك سنغافورة الناتج المحلي الأعلى من بين النمور الآسيوية الأربعة.

 

النمر الثالث: تايوان

 

سمح قرب تايوان من الصين بالازدهار اقتصادياً جنباً إلى جنب مع جارتها، حيث ساعدت الاستثمارات الصينية في بناء ناطحات سحاب، وشبكات للقطارات عالية السرعة، وتأسيس نظام تعليمي قوي.

 

في وقت مبكر من الستينيات، كان نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في تايوان 170 دولاراً، ولكن في العام 2015 ارتفع إلى 22.469 ألف دولار، وربما لا تكون تايوان هي النمر الأغنى، ولكن تجربتها بالتأكيد فائقة النجاح.

 

النمر الرابع: كوريا الجنوبية

 

كوريا الجنوبية التي لطالما عرفها العالم على أنها دولة زراعية، قضت طوال القرن الـ20 في دعم الصناعات الحديثة مثل الإلكترونيات، والروبوتات، وتطوير البرمجيات.

 

ساعدت هذه الإستراتيجية سول على نمو الناتج المحلي للبلاد بمعدل بلغ 10% سنوياً في الفترة ما بين عامي 1962 و1995، وفقاً للبنك الدولي، وتعتبر حالياً واحدة من بين الاقتصادات الأكثر تقدماً في آسيا.

 

ما الذي يمكن تعلمه من النمور الآسيوية الأربعة؟

 

هناك رأي يشير إلى أن نجاح النمور الآسيوية الأربعة يرجع إلى وجودها في المكان وفي الوقت المناسب، حيث انتهت الحرب، بينما تبحث العولمة عن مركز تجاري آسيوي واحد قوي على الأقل.

 

ربما يكون ذلك صحيحاً، ولكن وراء الكواليس، هناك عوامل أدت إلى تلك المعجزة الاقتصادية وأهمها "الحكم الرشيد"، حيث كانت أولوية حكومات الدول الأربعة هي مكافحة الفساد من خلال فرض تدابير تنظيمية صارمة.

 

حرصت تلك الدول في خططها الاقتصادية على تجنيب البلاد للديون، وبناء احتياطيات كبيرة من رأس المال والمدخرات، وهو ما ساعدها على الصمود في وجه الأزمات المالية، والتأثر سطحياً بتداعياتها، والتعافي سريعاً بمجرد انتعاش الأسواق مجدداً.

 

مرة أخرى، هونج كونج، وسنغافورة وتايوان وكوريا الجنوبية، البلدان السابق ذكرها تجلس اليوم على قمة معظم التصنيفات الاقتصادية العالمية، وطالما حافظت على نهجها الذي أوصلها إلى ما هي عليه اليوم، ومن غير المرجح أن تتخلى عن مكانتها العالمية قريباً.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.