أكد رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، المهندس أمين بن حسن الناصر، أن الحقبة القادمة في صناعة النفط والغاز تستلزم الوفاء بمتطلبات التغير المناخي بالتوازي مع تلبية الطلب المتزايد من الطاقة للعالم، مشيرا إلى أن أرامكو السعودية تنتهج استراتيجيات فعالة ورائدة للحد من الانبعاثات الكربونية، وتسعى لتحويل تلك الإنبعاثات إلى منتجات مفيدة ذات قيمة.
وقال في كلمته التي ألقاها اليوم أمام مؤتمر "حوار الطاقة" المنعقد بمقر مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية بالرياض: " أن الطاقة هي عصب الحياة للحضارة الإنسانية المعاصرة، ويُعد مقدار استهلاكها مؤشرا لحيوية المجتمعات وجودة الحياة." وذكر المهندس أمين الناصر في كلمته "أن هناك تفاوتا كبيرا في استهلاك الطاقة بين الدول، ففي حين يبلغ المتوسط العالمي الحالي لكمية استهلاك الفرد 14 برميل من النفط الخام المعادل في السنة، إلا أنه يبلغ في دولة كالولايات المتحدة الأمريكية 50 برميلا للفرد في السنة بينما يبلغ في الهند خمسة براميل فقط للفرد في السنة."
وأضاف الناصر "أنه على الرغم من أن الطلب العالمي على الطاقة سيزداد، حسب تقديرات وكالة الطاقة الدولية، خلال الـ 25 سنة القادمة بنسبة 25% عما هو عليه حاليا، وذلك نتيجة لازدياد سكان العالم، إلا أن نسبة نمو الإنبعاثات ستنخفض إلى أقل من 14% بسبب زيادة تقنيات كفاءة الطاقة. والسؤال الملح الذي يبقى هو؛ كيف نلبي الطلب المتزايد على الطاقة وفي الوقت نفسه ندير بشكل فعال انبعاثات الغازات التي تسبب التغير المناخي؟ "
وقال الناصر: "إن الأولوية التي يوليها العالم لقضية التغير المناخي ومساعي تنمية الطاقة المتجددة، تستدعي توفر بدائل جاهزة قادرة على تلبية الطلب المتزايد مع ضمان توفر عنصري الموثوقية والتكلفة الاقتصادية".
وفي حين شدد الناصر على ضرورة الإستثمار على المدى الطويل لتهيئة البنية التحتية للطاقة العالمية لبدائل الطاقة، أشار إلى أن الحكمة والواقعية تحتم مواصلة تنفيذ استثمارات كافية خلال المستقبل المنظور في قطاع النفط والغاز ، لافتاً إلى أن المملكة ملتزمة بتحقيق هدف الطاقة النظيفة، والوفاء بمتطلبات تغير المناخ.
واستشهد الناصر بمبادرة الميثان العالمية، ومبادرة مهمة الابتكار، والمنتدى الريادي لفصل الكربون وتخزينه، كأمثلة على مساهمة المملكة في الجهود العالمية للتصدي لمشكلة تغير المناخ والحد من الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري.
وتحدث الناصر عن استراتيجية أرامكو السعودية الشاملة لإدارة الكربون والتي تقوم على أربع ركائز، وقال: "أولًا، دعم الجهود التي تبذلها المملكة في مجال كفاءة استهلاك الطاقة. ثانيًا، زيادة إمدادات الغاز بصورة كبيرة. ثالثًا، التركيز على تطوير مصادر الطاقة المتجددة. ورابعًا، تعزيز أعمال البحث والتطوير في مجال التقنيات وخاصة تلك التي تتيح تحويل الكربون إلى منتجات مفيدة."
وأكد الناصر أن أرامكو السعودية لا تعمل لوحدها فقط في مجال البحث والتطوير بل تتعاون عبر منظومة شراكات محلية ودولية. وأضاف، "تدير أرامكو السعودية شبكة تضم أحد عشر مركزًا للبحوث وتطوير التقنيات في المملكة وأمريكا الشمالية وأوروبا وآسيا، حيث يتعاون الباحثون والعلماء بشكل وثيق مع مجموعة من الشركاء من قطاع النفط والغاز وكذلك من مختلف الصناعات والمجالات البحثية الأخرى".
وفي إطار الاستجابة الرائدة من قطاع الطاقة لمشكلة تغير المناخ، أشار الناصر إلى أن أرامكو السعودية دخلت في شراكة مع تسع شركات نفط عالمية، ينتج أعضاؤها نحو 20% من إجمالي إنتاج العالم من النفط والغاز، وذلك لوضع مبادرة شركات النفط والغاز بشأن المناخ. مشيراً إلى أن هذه المبادرة تسعى إلى اتخاذ إجراءات عملية للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة.
ويستمر مؤتمر حوار الطاقة يومين وينعقد في فترة تواجه فيها صناعة الطاقة العالمية تحديات وتحولات جوهرية تؤثر على الدول والمجتمعات والأفراد والمؤسسات، ويعد المؤتمر فرصة للتعاون وتبادل الآراء والحوارات البناءة.
وقد شارك في حوار الطاقة نخبة من صناع السياسات والخبراء والباحثين والعاملين في قطاعي الطاقة والاقتصاد بالإضافة إلى منظمات المجتمع المدني من عدة دول.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}