«سوق القطاع العقاري في المملكة ستشهد نمواً كبيراً وذلك لتنامي الطلب وقوة الاقتصاد المحلي»، هذا ما أكده رئيس مجلس ادارة مجموعة كيان العقارية أحمد محمد الحاطي، منوهاً الى أن ارتفاع أداء السوق العقاري يسهم في رفع أداء العديد من القطاعات الأخرى ودعم الاقتصاد بشكل عام.
وتوقع الحاطي في حواره مع "اليوم" أن تشهد المملكة ارتفاعاً كبيراً في الطلب خلال الفترة المقبلة على مشاريع الاستثمار العقاري في الوحدات السكنية والمكاتب التجارية والمدن الصناعية والمجمّعات التجارية، مما سيجذب المزيد من المستثمرين للدخول إلى السوق والاستفادة من مستويات العوائد والأرباح.
وأضاف الحاطي: يُعد قطاع العقارات السعودي الأكثر تحدياً وتنافسية على مستوى المنطقة، حيث من المتوقع أن يشهد دخول المزيد من الشركات العالمية، مع ارتفاع نسبة المتعلمين في المملكة.
أهم التحديات
* هل لك أن تطلعنا على أهم التحديات التي تواجه الشباب السعودي الطامح لدخول سوق العمل؟
- تتمثل التحديات التي تواجه الشباب السعودي الطامح لدخول سوق العمل في أن المواطنين عادة ما يميلون إلى العمل في القطاع الحكومي وليس القطاع الخاص، حيث يعود ذلك بالدرجة الأولى إلى المردود الوظيفي في هذا القطاع سواء من تأمين أو ضمانة المكانة الوظيفية أو الأجور المحفزة، كما أن هناك تحديات خارجية تكمن في مخرجات التعليم التي لا تتناسب مع احتياجات سوق العمل إلى حد كبير، حيث يسعى المواطن السعودي إلى التركيز على تطوير كفاءته ومهاراته العملية واكتساب خبرة في المهنة؛ في حين يتمثل التحدي الثاني في مدى الالتزام وتحمل المسؤولية.
* ما التحدي الأكبر الذي واجهكم في بداية عملكم، وكيف استطعتم تجاوز ذلك التحدي؟
- من أهم التحديات التي واجهتها الشركة هي كونها شركة سعودية تدخل سوقا تزخم بالمنافسة مثل سوق دبي، كما شكلت مرحلة الأزمة الاقتصادية خلال الفترة الماضية أحد هذه التحديات أيضا، بالاضافة الى الاصرار على تسليم مشروع "أبراج سيلفرين"، أحد المعالم البارزة في دبي مارينا، خلال فترة الأزمة، وتطوير مشاريع أيقونية أخرى تضاف إلى محفظة مشاريعنا.
وعلى الرغم من أن كل هذه التجارب التي كانت مليئة بالتحديات، إلا أننا تمكنا من اجتياز العديد من العقبات وتحقيق النجاح الذي كنا وما زلنا نطمح إليه من خلال فريق عملنا المهني والتزامنا بالجودة والمصداقية.
التطوير العقاري
* ما رؤيتكم لتطوير القطاع العقاري، وكيف ساهمتم في تحقيق تلك الرؤية من خلال مجموعتكم؟
- تعد "مجموعة كيان" من الشركات الرائدة في مجال تخطيط وتطوير وتسليم وإدارة المشاريع العقارية المميزة التي تدعم إنجازاتنا وقدراتنا ومعرفتنا وإبداعنا التي تتناسب مع أهداف المستثمرين والمساهمين معنا، حيث تقوم شركة كيان بتطوير مشاريع عالمية المستوى في مواقع استراتيجية ذات فرص استثمارية مهمة، بالإضافة إلى توفير خدمات متكاملة من خلال مجموعة شركاتنا المتعددة.
ونسعى إلى أن نكون المطور الأكثر تميزا للمشاريع العقارية الفريدة المنفذة وفق أعلى المعايير، مع الالتزام الدائم بتوفير أفضل الحلول والسعي لتطبيق كل ما هو جديد من أفكار وتصاميم مميزة لترسيخ بصمتنا في مجال التطوير العقاري.
* ما المشروعات التي تطمحون لإنشائها وكيف تقيمون مشاركتكم في مجال التنمية المستدامة؟
- هناك العديد من المشاريع التي قمنا بإنجازها ولطالما شكلت تحدياً كبيراً لنا، وبفضل الله وجهود الجميع في الشركة تمكنا من تحقيقها بنجاح مثل "برج كيان" الذي حاز على جائزة جينيس كأطول برج لولبي في العالم و"أبراج سيلفرين" وغيرها من المشاريع، وتولي في "مجموعة كيان" اهتماماً كبيراً لتحقيق الاستدامة، حيث نعمل دائماً على تطبيق معايير التنمية المستدامة الصديقة للبيئة في مشاريعنا، فعلى سبيل المثال تم تصميم "برج كيان" بشكل لولبي يناسب تحقيق الكفاءة الهيكلية، حيث يعمل الشكل اللولبي للبرج كدرع واقة من الرياح الشمالية والتي غالباً ما تحمل الرمال والغبار، مما يقلل من الجسيمات الدقيقة التي قد تتدفق من خلال الواجهة وتؤثر على نوعية الهواء في الأماكن المغلقة.
وتعتبر التنمية المستدامة جزءا من سياسة "مجموعة كيان"، حيث يقوم مفهومنا على تنمية الأفراد بنفس مستوى الاهتمام الذي نسعى من خلاله إلى تنمية وتطوير الاقتصاد والأعمال.
ونحن ملتزمون بمسؤولياتنا الاجتماعية التي تتضمن تطوير المجتمع اقتصادياً، وتحقيق رفاهية الموظفين والتوافق بين جميع الأفراد.
دعم الشباب
* كيف ترون إنتاجية الشباب السعودي في سوق العمل؟
- تؤمن في "مجموعة كيان" بالجيل السعودي الصاعد وبقدراته العالية، حيث نتطلع إلى المساهمة في دعم هذا الجيل من خلال تحقيق ودعم برامج السعودة. ونهدف من جانبنا إلى توفير إمكانيات طالبي العمل وتحسين مهاراتهم للحصول على فرص عمل مميزة للشباب السعودي، وقد نجحنا في استقطاب عدد منهم وقد ساهموا في تحقيق نجاحات ملحوظة في الشركة.
التنوع الاقتصادي
* بماذا تفسرون صمود السوق السعودية على الرغم من المتغيرات الاقتصادية والسياسية المحيطة والتي طالت أقرب الدول المجاورة؟
- هناك عوامل عديدة مثل ارتفاع الطلب المحلي بين المواطنين والقوة الشرائية والوضع السياسي المستقر؛ لذا تعد السوق السعودية من أكبر الأسواق وذلك لما تمتلكه المملكة من فرص استثمارية وحجم طلب هائل، ولا شك أن المقومات التي يمتلكها السوق واستمرار المملكة في تنفيذ خططها التنموية ومشاريع البنية التحتية، والدعم من أجل تنمية الاقتصاد الوطني تشكل أحد أهم الأعمدة لصمود السوق السعودية في وجه كافة التحديات.
تحقيق السعودة
* لا شك أن قطاع الأعمال السعودي يشهد تغييراً في عدة مجالات خاصة مع تفعيل برامج التوطين، هل أنتم راضون عن خطط السعودة الحالية وأداء المؤسسات التنفيذية لتلك الخطط؟
- يسير برنامج السعودة، إحدى المبادرات الاستراتيجية الحيوية التي تتعلق بالأمن الاقتصادي والاجتماعي للمملكة، بشكل جيد وذلك للاهتمام الذي توليه المملكة والرغبة الجادة من المؤسسات الوطنية في توظيف وتأهيل السعوديين.
وساهمت المملكة بتشجيع القطاع الخاص على تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية عبر التعاون مع الجهات الحكومية وإقامة حملات لجذب الشباب السعودي للعمل ضمن القطاع الخاص.
* كيف ترون قطاع العقار في المملكة بعد 20 عاماً من الآن؟
- في ظل التزايد السكاني الكبير الذي تشهده المملكة، سيشهد القطاع العقاري في المملكة نمواً كبيراً وذلك لتنامي الطلب وقوة الاقتصاد المحلي، وهذا ما يسهم في رفع أداء العديد من القطاعات الأخرى ودعم الاقتصاد بشكل عام.
ومن المتوقع أن تشهد المملكة ارتفاعاً كبيراً في الطلب خلال الفترة المقبلة على مشاريع الاستثمار العقاري في الوحدات السكنية والمكاتب التجارية والمدن الصناعية والمجمّعات التجارية، مما سيجذب المزيد من المستثمرين للدخول إلى السوق والاستفادة من مستويات العوائد والأرباح.
ويُعد قطاع العقارات السعودي الأكثر تحدياً وتنافسية على مستوى المنطقة، حيث من المتوقع أن يشهد دخول المزيد من الشركات العالمية، أضف الى ذلك ارتفاع نسبة المتعلمين في المملكة، بما من شأنه أن يسهم في إضفاء المزيد من القيمة على السوق العقارية المحلية والارتقاء بها الى مستوى أكثر تقدما.
* ما التحديات التي قد تواجه قطاع التطوير العقاري خاصة مع انخفاض أسعار النفط؟
- ان تأثير انخفاض أسعار النفط على اي قطاع آخر مثل السياحة والتجارة والصناعة قد يرتبط بالقطاع العقاري، ويرجع ذلك الى عدة أسباب أهمها أن القطاع العقاري شريك أساسي في توفير المنشآت الخاصة بالقطاعات الأخرى، وينعكس أي تأثير سلبي على هذه القطاعات على الطلب العقاري؛ لأن هذا القطاع يعنى بتلبية متطلبات المواطنين الأساسية والمعيشية.
* هل تتوقع أي انخفاض في أسعار المواد الخام خاصة مع انتشار شائعات بتوقع انخفاض أسعار الحديد في الفترة المقبلة؟
- هناك عدة عوامل قد تؤدي إلى انخفاض أسعار الحديد، منها ارتفاع المخزون والتأثر بتصحيح أوضاع العمالة وانخفاض الطلب، ونتوقع انخفاضا نتيجة للتذبذبات في العرض والطلب.
* هل تتوقعون توقف الارتفاع الذي يسميه البعض "غير مبرر" في أسعار ايجارات الشقق السكنية وكذلك أسعار الشراء؟
- ان التطور المستمر في المملكة شمل مجالات متعددة، بالاضافة الى المشاريع الكبرى التي تدفع اليها الحكومة وكذلك القطاع الخاص، ساهمت بشكل كبير في جذب المزيد من الخبراء العالميين، بالاضافة للعمالة، حيث السوق السعودية أصبحت من أكبر الاسواق الجاذبة للموارد البشرية مما زاد من الطلب على الشقق السكنية.
من ناحية أخرى، من المتوقع أن ترتفع أسعار الإيجارات السكنية في المملكة هذه الفترة بشكل ملحوظ، وذلك مع ارتفاع حجم الطلب على الوحدات السكنية وفي ظل الانتعاش الاقتصادي الذي تعيشه المملكة حالياً، بالاضافة الى التزايد السكاني المستمر.
الثروات النسائية
* صرحتم سابقاً عن دعمكم الدائم لتفعيل دور المرأة في سوق العمل، كيف تقيمون مشاركة المرأة منذ بداية الألفية الثانية حتى اليوم، وهل ترون دوراً أكبر للمرأة في المستقبل القريب؟
- إن الذي يجب أن يمر عبر رؤية تبين قدرات المرأة واعتبارها جزءاً من معادلة التنمية. إن سعي المملكة العربية السعودية لبناء اقتصاد متين بحاجة إلى بذل الجهد لتعليم وتدريب النساء السعوديات اللاتي يشكلن مصدر طاقة لهذا الاقتصاد الجديد، وبدوره سيثمر في نتائج فعّالة في المستقبل.
مواجهة التضخم
* تشهد السوق السعودية تضخماً بنسبة 5 % سنوياً، كيف تقيمون التضخم في سوق العقار؟ وهل تعتقدون أن هناك مبالغة من تجار العقار في رفع الأسعار سواء للتمليك أو الإيجار؟
- وفقاً لآخر التقارير المالية للسوق السعودية، فقد استقر معدل التضخم السنوي عند 2.8 %، وبالرغم من انخفاض المستوى العام للأسعار خلال التسعة أشهر الأولى من عام 2014، إلا أن هناك بعض الأقسام مثل قطاع التموين وقطاع الضيافة قد سجلت مستويات مرتفعة من التضخم مع نهاية العام 2014.
وتلتزم المملكة بدعم وتوفير الحاجات الأساسية للمواطنين والاهتمام بتنشيط الحركة الاقتصادية مع الحرص الشديد على ثبات الأسعار، ومحاربة الاستغلال مما يدل على أن معدل التضخم في السوق السعودية يعد من أقل معدلات التضخم في المنطقة.
* ما رأيكم في أداء اللجان العقارية في الغرف السعودية، وهل نجحت هذه الغرف التجارية في حل مشاكل العقار وطرح رؤية تطويرية جديدة؟
- يعتبر أداء اللجنة الوطنية العقارية بمجلس الغرف السعودية جيداً، حيث قامت بدورها في خدمة القطاع العقاري والتواصل مع المسؤولين لإزالة أية عقبات ومعوقات قد تواجههم في مختلف المشاريع العقارية.
كما أنها عملت في الآونة الأخيرة على إيلاء اهتمام خاص لتشكيل هيئة عليا للعقار ويعتبر هذا المطلب ضروريا ومهما، ونتمنى ان يجد القبول قريباً.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}