تقارير النفط العالمية عاطفية والأسعار سترتفع تدريجيا

قلل نائب الرئيس التنفيذي في أرامكو للاستكشاف والتطوير السابق الدكتور سداد الحسيني من دقة التقارير العالمية التي أشارت إلى تراجع أسعار النفط إلى مستويات متدنية، لافتا إلى أنها تقارير عاطفية مبنية على المدى القريب.

وأوضح لـ»مكة» أن تقرير سيتي جروب الصادر في 9 فبراير الحالي غير منطقي ويخلو من التحليل الصحيح لمستقبل النفط، مبينا أنه من المستحيل أن تصل أسعار النفط إلى 20 دولارا للبرميل.

وأضاف أن تقرير سيتي جروب مبني على العاطفة فقط وعلى ما يتداوله الإعلام العالمي الذي أسهب في استشراف مستقبل النفط، موضحا أنها توقعات بعيدة عن أرض الواقع، حيث مر النفط بمثل هذه التراجعات في فترات سابقة، حيث وصلت الأسعار في 1998 إلى 8 دولارات للبرميل (العربي الثقيل).

وأشار إلى أنه خرجت في ذلك الوقت تقارير عالمية متخصصة وإعلامية أكدت أن البترول أصبح سلعة عادية وأسعارها ستظل متدنية، مضيفا أن الظروف أثبتت العكس ونحن حاليا نعيش نفس الوضع، حيث إنه يوجد فائض، إضافة إلى ركود اقتصادي في العالم.

ولفت إلى أن الإنتاج بدأ يتراجع منذ شهر وستعود معادلة العرض والطلب للسيطرة من جديد، فكلما قل العرض ارتفع الطلب والعكس صحيح، وبالتالي تعود الأسعار إلى الارتفاع تدريجيا وهذه المعادلة تستغرق أشهرا وليست أياما، حيث ستتم ملاحظتها خلال الدورة الاقتصادية الطبيعية.

زيادة الطلب

توقع الحسيني أن ترتفع الأسعار في نهاية صيف 2015 إلى 75 دولارا وفي نهاية العام نفسه إلى 80 دولارا، فيما ستصل في 2016 إلى 90 دولارا، مؤكدا أن تراجع إنتاج النفط الصخري في أمريكا سيساهم في الارتفاع، كذلك ارتفاع الاستهلاك الأمريكي إلى 18.5 مليون برميل في اليوم وفي الصين 9.5 ملايين برميل، إضافة إلى الدول الكبرى التي بدأ يرتفع فيها الاستهلاك، حيث سيساهم ذلك في عودة الأسعار إلى مستوياتها المرتفعة، مشيرا إلى أن العالم يبحث عن الرفاهية، وهذه تحتاج إلى الطاقة وهو ما يؤكد أن الاستهلاك سيستمر والطلب سيرتفع.

استبعاد الإغراق

أوضح أن الدول التي كان البعض يتنبأ بأنها ستنتج بشكل أكبر وتغرق العالم بالإنتاج تعاني من مشاكل اقتصادية وسياسية كالعراق وليبيا وإيران، إضافة إلى فضائح شركة بترو البرازيل، حيث استقال 5 من الكبار التنفيذيين فيها، وبالتالي لن يستطيعوا الإنتاج كما كانوا يتوقعون، بالإضافة إلى أن مشاريع كندا ستتأخر، كذلك عدم قدرة روسيا على الإنتاج في سيبيريا والقطب الشمالي، متسائلا أين الإنتاج الذي سيغطي الطلب؟وذكر أن إنتاج النفط الصخري في أمريكا وصل لـ 4.5 ملايين برميل فقط ويستخرج من ثلاث مناطق في أمريكا، موضحا أنهم بلغوا أعلى حد للإنتاج، حيث قاموا ببناء 1500 منصة حفر، إضافة إلى قيامهم بحفر 37 ألف بير السنة الماضية لاستخراج 4.5 ملايين برميل، مبينا أن الإنتاج لديهم سيتراجع نظرا لكلفة الاستخراج، إضافة إلى أن النفط الصخري يتوجب تكرار عملية الحفر سنويا، لأن التوقف يخفض الإنتاج ليس كما في النفط العادي.

ارتفاع وهمي

قالت شركة سيتي جروب إن الارتفاع الأخير في سعر النفط وهمي، وإن النفط في طريقه إلى 20 دولارا للبرميل في الوقت القريب وأنها ربما تكون نهاية أوبك.

وقال رئيس قسم أبحاث السلع في بنك «سيتي جروب» إدوارد مورس إنه على الرغم من خفض الإنفاق العالمي الذي دفع إلى ارتفاع أسعار النفط في الأسابيع الأخيرة، فإن إنتاج النفط في الولايات المتحدة لا يزال مرتفعا، مشيرا إلى أن روسيا والبرازيل تنتجان النفط في مستويات قياسية، في حين أن السعودية والعراق وإيران تقاتل للحفاظ على حصتها في أسواق النفط، فضلا عن أن السوق به فائض في العرض.