بدت بوادر أمل لتجاوز أزمة «اسطوانات الغاز» بأحياء جدة بعدما تفاقمت بشكل غير مسبوق خلال الساعات الأولى من صباح أمس حيث عززت الشركة الأهلية للتصنيع والغاز المحافظة بـ90 شاحنة محملة بـ51 ألف اسطوانة غاز في محاولة لحل الأزمة تدريجبًا.
وتوقع مصدر مسؤول بالشركة أن تنتهي شكاوى السكان وأصحاب المطاعم خلال وقت قريب عبر زيادة كميات الغاز من ناحية، وتكثيف حملات الرقابة والتفتيش على السماسرة وتجار السوق السوداء، من ناحية أخرى أمشار إلى أن الشركة عمدت إلى وضع خطط طارئة وفورية لمعالجة النقص في الكميات بتمديد فترات العمل في فرع جدة لتأمين طلبات السوق المحلي وتسليم كميات بديلة من الغاز المطلوب من مرافق توزيع المنتجات البترولية التابعة لشركة أرامكو.
وإلى ذلك شهدت محلات الغاز بجدة ضح نحو 30 ألف اسطوانة خلال اليومين الماضيين فيما دخلت وزارة التجارة، أمس على خطّ الأزمة وكثفت جولاتها الميدانية، وأغلقت فِرق الرقابة الميدانية، محلاً لبيع اسطوانات الغاز بعد بلاغ تقدّم به مواطن إلى الوزارة يفيد رصد محل بجدة يبيع أسطوانة الغاز بـ70 ريالاً، ودعت جميع المواطنين الى إرسال شكاوى فورية إلى مركز البلاغات «1900 في حالة رصد أي موزّع أو شاحنة تمارس بيع اسطوانات الغاز بسعرٍ أعلى من السعر المحدد، فيما تقوم لجنة حكومية ثلاثية في محافظة جدة تضم ممثلين عن وزارتي العمل والتجارة بالإضافة لأمانة جدة، برصد الوضع بشكل مستمر ومباشر على مدار اليوم، من جانبها قامت «المدينة» بجولة ميدانية على جميع أحياء جدة ورصدت المعاناة الشديدة لعدد من محلات الغاز الصغيرة التي اضطرت لإغلاق أبوابها أمام عدم قدرة شركة الغاز على تغطية حاجات المحلات من الاسطوانات، ولم تفلح 735 أسطوانة تم توريدها لبعض مراكز بيع الغاز وما زالت الطوابير المتراصة أمام المحلات «شاهد عيان» على تفاقم الأزمة.
وبلغة مغلفة بالحزن يقول سالم القرني -صاحب محل غاز بحي الروابي-: «منذ أن عصفت الأزمة بنا ونحن لم نعد نستطيع جلب اسطوانات الغاز وكلها تذهب إلى مراكز البيع الكبيرة والمتوسطة في أحياء جدة، وأنا أذهب بنفسي لشركة الغاز حتى أستطيع تلبية طلبات الحي».
أما عبدالغني الغامدي (صاحب محل غاز بحي الوزيرية) فيشير إلى أن كميات الاسطوانات التي تخرج من شركة الغاز قليلة ولا تكفي لجميع المحلات بيع الغاز الموجودة بجدة، فمثلا في حي الوزيرية يوجد أربعة محلات، وكلها صغيرة ما عدا محلاً واحدًا كبيرًا وتدخله شاحنات ممتلئة بالاسطوانات ونحن أصحاب المحلات الصغيرة اسطوانتنا فارغة منذ أسبوعين».
ويوضح أبو خالد (صاحب محل غاز بحي النعيم) أن الشركة وفرت 735 اسطوانة صباح أمس ولكن لم تدم إلا ساعات قليلة حتى انتهت وظلت محلات الغاز الصغيرة مقفلة.
ويقول أبو سلطان (صاحب محل غاز بحي السلامة): الكميات التي تخرج من الشركة لا تكفينا نحن أصحاب المحلات الكبيرة فالجميع يتجه لنا من الصباح وأصبحت طوابير الانتظار سلوكًا يوميًا أمام المحلات، وإنه في كل حمولة تأتي من شركة الغاز يكون هنالك مجموعة منها فارغة تمامًا من الغاز ومن شدة الزحام لا نتفقدها جميعها وتحرجنا مع الزبائن ويحدث كثير من المشادات بسببها.
الاسطوانة بـ50 ريالًا
ويقول شاكر خليل: إن المحتكرين والسماسرة وراء الأزمة حيث لا تزال السوق السوداء موجودة أمام المطاعم والبوفيات ويتم بيع الأسطوانة الواحدة بـ50 ريالًا، أما المواطن عبدالرحمن سالم الذى وقف في طابور طويل سبقه إليه الكثير من سكان الحي أملا في الحصول على اسطوانة غاز بغض النظر عن سعرها المضاعف، فيشير إلى أن معاناته ليست شخصية ولكنها أزمة عامة أحياء جدة الشعبية والراقية معًا، حيث بات حلم الحصول على «اسطوانة غاز» مطلبًا صعب المنال لكثير من العوائل وسرقت في نفس الوقت من الموظفين ومستفيدي الضمان «فرحة الراتبين» واضطرت نسبة ليست بالقليلة من المطاعم والبوفيهات إلى إغلاق أبوابها، والتوقف عن تقديم الوجبات التي تحتاج وقتًا أطول في الطهي توفيرًا للغاز.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}