بعد مرسوم ملكي صدر عن خادم الحرمين الشريفين في عام 2007 بتخصيص الخطوط الجوية العربية السعودية، انضمت شركة الخطوط السعودية للتموين إلى القطاع الخاص، وحرصت منذ ذلك الوقت على تحسين الخدمات للعملاء والشركاء، ومضت في مسيرتها لتحصد العديد من الجوائز العالمية. وفي الوقت الذي أعلنت فيه الشركة عن عزمها طرح 24.6 مليون سهم (30 في المائة من رأس المال) من إجمالي أسهمها البالغة 82 مليون سهم للاكتتاب العام، أكد لـ«الشرق الأوسط» وجدي الغبان نائب الرئيس التنفيذي للتموين في الخطوط السعودية أن متحصلات الاكتتاب سيتم صرف عائدها كأرباح للمؤسسين.
وأشار إلى أن الشركة تملك رصيدا ماليا وصفه بالجيد جدا قادرا على دعم المشاريع الجديدة إلى جانب صرف الأرباح للمساهمين. لافتا إلى أن طرح الاكتتاب في الفترة الحالية محدد بموافقة هيئة سوق المال، نافيا وجود أي أسباب أخرى لطرحها في هذا التوقيت.
وبينما أوضح نائب الرئيس التنفيذي للتموين في الخطوط السعودية أن حجم صناعة التموين في المملكة يفوق 17 مليار ريال، أكد أن شركة التموين منذ تخصيصها الذي بدأ فعليا في عام 2008 تمكنت من تحقيق جميع أهدافها، وهو ما ساهم في نمو العائدات نحو 75 في المائة، فضلا عن صافي ارتفاع الأرباح قبل الضرائب والزكاة بنسبة تجاوزت الـ220 في المائة. ولفت إلى أن شركة التموين لديها استثمارات في مشاريع أخرى، إلى جانب مشاريع قطاع الطيران، والتي حققت إيرادات ضخمة زادت عن خمسة وأربعين مليون ريال في عام 2011 مقارنة بصفر في عام 2008. وهنا نص الحوار:
* ماذا ستقدم الشركة لصناعة التموين في السعودية؟ وما حجم هذه السوق؟
- إن حجم صناعة التموين في المملكة يفوق 17 مليار ريال سعودي، في مجال صناعة الأغذية، وفي المجالات الأخرى. ولقد فزنا بالفعل بعقود مرموقة في هذه السوق التنافسية، وكان آخرها عقد المطبخ المركزي، وكافيتريات جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن في مدينة الرياض لمدة خمس سنوات. نحن الآن نستثمر في شمال جدة، لمشروع إسكان كبير، والذي سوف يوفر مساحة سكنية لخمسة آلاف من الموظفين الفنيين. وأيضا بدأنا فعليا بالاستثمار في اثنين من مرافق الغسيل الصناعية، للمستشفيات والفنادق في كل من الرياض وجدة.
* ما أبرز مشاريعكم التي ستنفذونها، وهل ستقتصر الشركة على إيرادات التموين، أم سيكون هناك بدائل أخرى؟
- نحن نستثمر في قطاع الطيران والمشاريع الأخرى، ولدينا حرص على استمرارية تنمية موارد الدخل، وكذلك تقديم أفضل الخدمات لعملائنا. على سبيل المثال، في عام 2011 حصلنا على 18 رافعة عالية التقنية، لنقل الوجبات إلى الطائرات. وكذلك، نحن الوحيدون في المملكة العربية السعودية الذين نمتلك أنفاق تجميد للوجبات، بتقنية حديثة.
وقد استثمرنا أيضا في أنظمة التحكم، ورصد درجات الحرارة لجميع مواقع وحدات التموين في المملكة، وبأعلى المستويات العالمية، وكذلك قمنا بالاستثمار في أفران الطهي البطيء. ومع ذلك، فإن الجزء الأكبر من استثماراتنا في قطاع غير الطيران، والذي نهدف منه للاستفادة من مجالات النمو الجديدة.
أما فيما يخص البدائل الأخرى، فإن الشركة تقوم بدور رائد في تقديم خدماتها إلى الخطوط الجوية العربية السعودية، وأكثر من 45 شركة طيران عالمية، بطاقة إنتاجية يومية، تفوق السبعين ألف وجبة، هذا بالإضافة إلى تنويع وتوسيع أنشطتها وخدماتها في المجالات الغذائية لغير شركات الطيران، وكذلك المغاسل الصناعية والإسكان.
* يعاب على الشركة رغم تخصصها في التموين أنها تعد وجبات لا تتماشى مع ثقافة وطبيعة الأكلات المشهورة في السعودية؟
- تحرص الشركة في إنتاجها على إرضاء جميع الأذواق، وتلبية جميع التطلعات، ومن خلال ما تتوصل إليه الدراسات المتخصصة في هذا الجانب لدينا سيتم إعطاء الأولوية للوجبات المحلية، والعربية وذلك بهدف المنافسة، وخدمة المسافرين، من جميع أنحاء العالم بتقديم وجبات تتماشى مع رغباتهم.
* ما دور الكوادر الوطنية؟ وماذا قدمت لهم الشركة؟
- تعطي الشركة الأولوية لإعداد، وتأهيل الكوادر الوطنية، في مجال الإنتاج الغذائي، وصناعة الخدمة، وهو أمر حيوي لأعمالنا، حيث تفوق نسبة الكوادر السعودية في الشركة بحد كبير عن الحد الأدنى المطلوب لبرنامج نطاقات.
* كيف تقيم تجربة الشركة خلال السنوات الماضية بعد فصلها وتخصيصها كشركة مساهمة مقفلة؟
- بحمد الله تمكنت الشركة ومنذ تخصيصها في عام 2008 من تحقيق جميع أهدافها، من حيث المعدلات الإنتاجية، وتنويع نشاطها، وإعداد وتأهيل كوادرها البشرية، وغيرها من الأهداف. على سبيل المثال، ارتفعت عائداتنا منذ عام 2008 بنسبة نحو 75 في المائة، ووصل صافي الأرباح قبل الضرائب والزكاة لنسبة تفوق 220 في المائة.
* هل تعتمدون على المنتج المحلي أم المستورد؟
- في إطار حرص الشركة على دعم الاقتصاد الوطني، فإننا نقوم بشراء غالبية المواد الأولية من السوق المحلية، أو من الموزعين المحليين، فيما عدا نسبة ضئيلة يتم استيرادها من الخارج لعدم توفرها محليا.
* فيما يتعلق بطرح الاكتتاب لم تصدر معلومة واضحة تخص علاوة الإصدار المضافة على القيمة الاسمية للسهم؟
- سيكون هناك علاوة إصدار لطرح الأسهم، على اعتبار أن للشركة تاريخ عمليات وخبرات تتجاوز 30 عاما، وسيتم الكشف عن قيمة علاوة الإصدار أمام مختلف وسائل الإعلام المهتمة بالجوانب الاقتصادية بشكل عام، واكتتاب الشركة بشكل خاص.
* ما استراتيجية الشركة بعد طرحها للاكتتاب؟
- منذ بداية الخصخصة في عام 2008 تمكنت الشركة من تنفيذ استراتيجية الحفاظ على الجودة، وتحسين قدرة التكلفة التنافسية، وتحسين وتوسيع وتنويع نطاق عروضنا لخدمة العملاء الحاليين، وما يتم استقطابه من عملاء جدد، ونحن الآن جاهزون، وقد بدأنا فعليا في تنويع مصادر الدخل في قطاع الخدمات، لغير الرحلات الجوية، مثل تشغيل الكافيتريات، وإدارة بعض وحدات الإسكان وبعض الشركات والبنوك، والتي كان آخرها الحصول علي عقد جامعة الأميرة نورة لمدة خمس سنوات.
* ما أسباب طرحها في هذا الوقت بالتحديد؟ وهل تتوقعون أن الأسواق مغرية، لدرجة تغطية اكتتابكم خلال الفترة الحالية؟
- ليس هناك أي أسباب لاختيار طرح الاكتتاب في هذا الوقت بالتحديد،إلا أن هذا التوقيت مرتبط بموافقة هيئة سوق المال بالطرح، بعد استكمالنا لجميع المتطلبات ولله الحمد.
ونتوقع تغطية الاكتتاب خلال الفترة الحالية، نظرا لما تملكه الشركة من أسس متينة، واعتمادها على مصادر دخل قوية. ونتوقع أن يكون المستقبل واعدا، حسب المعطيات التي لدينا، فالنمو في تعداد السكان، وحركة المسافرين، والتوسع في المطارات، وزيادة عدد أسطول الخطوط الجوية العربية السعودية، جميعها معطيات تؤكد أن المستقبل واعد أمام شركة التموين. إضافة إلى أن طلبات الاستثمار من المؤسسات، قد تجاوزت عدد الأسهم المراد طرحها بكثير، وهذا دليل قوي على الطلب.
* متحصلات الاكتتاب هل ستستخدم في الصرف على عمليات التوسع؟ أم ستذهب كأرباح للمؤسسين؟
- سوف يتم صرف العائد من الاكتتاب كأرباح للمؤسسين، فالشركة لديها رصيد مالي جيد جدا، قادر على دعم المشاريع الجديدة، وكذلك صرف الأرباح للمساهمين.
فنحن نعمل على استراتيجية تؤكد وجود توازن مالي للاستثمارات الحالية، والمتعلقة بإنشاء مغاسل صناعية في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية، إضافة إلى مغاسل صناعية في الرياض، تخدم منطقة الرياض والشرقية في مدينة الملك فهد الطبية، مما يؤكد على مقدرتنا المالية والتوازن في استثماراتنا تماشيا مع نمو حركة الأسواق، وكذلك الحرص على صرف الأرباح للمساهمين، بناء علي الخطة الموضوعة لتوزيع الأرباح.
* من المعروف أن الشركات المساهمة تتطلع للنمو، ما مجالات النمو التي تساعد شركة التموين في الخطوط السعودية لتحقق أرباحا متواصلة؟
- كما ذكرت، نحن مستمرون في استقطاب شركات الطيران، وفي نفس الوقت نعمل لتنمية قطاع غير الطيران، لضمان توازن الدخل. حيث تم التوجه فعليا إلى المجالات الأخرى جنبا إلى جنب، مع الحفاظ على الجودة، في كل من المواد الغذائية والخدمات، وتحسين قدرتنا التنافسية في التكاليف.
ويوجد في السعودية عائد للشركة يقدر بـ17 مليار ريال، موزعة ما بين المشاريع الأخرى، ويوجد لدينا الجاهزية الكاملة، لاستيعاب جزء كبير من هذه المشاريع، لتحقيق التنوع في مصادر الدخل، والقدرة على المنافسة.
* ما التحديات التي تواجهكم خلال الفترة الأخير؟
- تجربة الدخول في مشاريع أخرى غير تموين الطيران، تعتبر من أهم التحديات الرئيسية التي تم تحديها، وقد حققت الشركة إيرادات زادت عن خمسة وأربعين مليون في عام 2011 مقارنة بصفر في عام 2008.
* الكثير من المسافرين يتوقعون تغير آلية تعامل شركة التموين بعد الطرح، من خلال التقشف في الخدمات الجوية والأرضية، كيف ترى هذا الكلام؟
- تستند الشركة في مشاريعها التطويرية على إرضاء عملائها، بهدف المحافظة على مكانتها التنافسية. علما بأنه تم رفع مستوى الخدمات، والمحافظة على الجودة، وقد لمس المسافرون هذا التغير من حيث التنوع في الوجبات، والارتقاء بالمنتج والخدمات. وأؤكد أنه لا يوجد هناك أي مخطط للتقشف، بل نحرص دائما على العمل بتوازن وتقديم الأفضل.
* كيف ستكون علاقاتكم بالمؤسسة العامة للخطوط الجوية العربية السعودية بعد الطرح؟
- علاقتنا بالخطوط الجوية العربية السعودية قائمة على أسس قوية ومتينة، وستظل العلاقات مستمرة حتى بعد الطرح. فجميع رحلات السعودية تخدم من قبل التموين، وهي أكبر مساهم قبل وبعد الطرح العام، وأهم عميل من عملائنا الاستراتيجيين.
* ما مدى تمسسكم بالشفافية وسياسة الإفصاح عن الميزانية؟
- على الرغم من أن هذا الشيء موجود في تعاملاتنا، فإنه وبعد الاكتتاب أصبح من بين المتطلبات إعلانها في جميع الصحف، بشفافية ودون أي تحفظات. وسوف تعلن النتائج الربع سنوية مثل أي شركة مدرجة في هيئة سوق المال.
* هل ستوفرون فرص عمل للشباب السعوديين بعد أن أصبحتم شركة مساهمة؟
- كما ذكرت سابقا، نحن حريصون كل الحرص، على استقطاب الشباب الراغبين بالالتحاق بهذا المجال، وتدريبهم وتأهيلهم. وسوف نستمر في استقطاب المواهب الشابة، وتطويرها، للتقدم الوظيفي في مجال التموين والمجالات الأخرى، ومما يؤكد ذلك حصول الشركة على درجة الامتياز في برنامج نطاقات.
* ما أهم الجوائز التي حصلتم عليها؟ وكيف حصلتم عليها؟
- حصلنا على العديد من الجوائز، وآخر جائزة حصلنا عليها كانت في عام 2011 حيث حصلت الشركة على الجائزة البلاتينية، على مستوى العالم، لمطابخ إنتاج الوجبات للطائرات، والصادرة من هيئة «مدينا» الدولية. وقبلها بعامين حصلنا على الجائزة الذهبية لعامي 2009 و2010 على التوالي من منظمة الأياتا، كأفضل مطبخ على مستوى إقليم أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}