تستعرض عالمة النفس هيذر بينغهام كيفية تعزيز قدرات اتخاذ القرار وتجنّب الوقوع في فخ تعقيد الأمور بشكل مفرط خلال رحلة ريادة الأعمال.
مفهوم اتخاذ القرار
يشير مفهوم اتخاذ القرار إلى العملية العقلية التي تتضمن اختيار أفضل البدائل المطروحة لحل مسألة ما. وتتطلب هذه العملية فهماً عميقاً للمشكلة، وتحديداً دقيقاً للبدائل المحتملة، وتحليلاً واعياً لتأثير كل بديل على المستقبل، قبل اتخاذ القرار الأمثل.
اتخاذ القرار بالنسبة لرائد الأعمال
يمتاز رواد الأعمال بقدرتهم الفائقة على اتخاذ قرارات حاسمة وجريئة، فهم لم يصلوا إلى ما هم عليه اليوم إلا بفضل سلسلة من القرارات الصعبة والمعقدة التي اتخذوها طوال مسيرتهم الريادية.
للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام
|
أهم قرارات يتخذها رواد الأعمال |
||
|
تخصيص الوقت بالكامل لتطوير فكرتهم |
|
- إن تكريس جلّ الوقت والجهد لتطوير فكرة يتطلب تضحيات كبيرة، قد تستغرق فترات طويلة، وتستلزم التضحية بقضاء الوقت مع العائلة أو الأصدقاء.
- ويُعد هذا القرار الجوهري أول امتحان حقيقي لقدرة المرء على الصمود كرائد أعمال.
|
|
ترك الوظيفة دون خطة واضحة |
|
- لا شكّ أن ترك الوظيفة بعد عناء طويل في سبيل الحصول عليها قرار محفوف بالمخاطر، لا سيّما إذا كان المرء يفتقر إلى خطة بديلة واضحة.
- فمثل هذا القرار قد يعرض العائلة للخطر ويحرم الفرد من الاستقرار المالي الذي يوفره الراتب الثابت.
|
|
اختيار الشراكة أم العمل بمفرده |
|
- إن صحة المرء النفسية هي البوصلة التي توجه قراره بين اختيار الشراكة أو العمل بمفرده.
|
|
البحث عن مصدر للتمويل |
|
- بينما يثير البحث عن مصدر التمويل حماسًا لدى البعض، إلا أنه يتطلب اتخاذ قرارات حاسمة بشأن كيفية تسويق الفكرة والمنتج، لا سيّما عند توفر خيارات متعددة للممولين.
|
|
تعيين أول موظف |
|
- يُعد تعيين أول موظف بمثابة قفزة نوعية في أي مشروع ناشئ. ومع ذلك، فإنه يتطلب جهدًا مضاعفًا في صياغة المسمى الوظيفي، واستقطاب الكفاءات المؤهلة، وإدارة شؤون الرواتب، وكل ذلك قبل أن يتمكن صاحب العمل من تحقيق أرباح شخصية.
- إنها خطوة شاقة ومحفوفة بالتحديات، ولكنها ضرورية لبناء فريق عمل متكامل.
|
في حين يعتمد بعض رواد الأعمال على الحدس، فإن الأغلبية العظمى تتعلم فن اتخاذ القرارات من خلال الممارسة المستمرة.
ماذا عن القرارات السهلة؟
- يكمن التحدي الجوهري في تمييز المسائل البسيطة التي لا تستحق إضاعة الوقت والجهد في التفكير فيها مطولاً.
- إن ذلك ضروري للحفاظ على توازنك النفسي وسلامتك، ولضمان اتخاذك للقرارات الحاسمة بفعالية وكفاءة.
- تشير العديد من التجارب إلى أن قادة الشركات يقضون وقتًا طويلاً في التفكير في أمور تافهة، كاختيار نوع القهوة المفضل، بدلًا من التركيز على القضايا الاستراتيجية الكبرى.
- يتسبب هذا الإسراف في الوقت والجهد في إرهاق قادة الأعمال، مما يؤثر سلبًا على أدائهم وقدرتهم على اتخاذ القرارات الحاسمة.
توازن مهارات اتخاذ القرار
- يحتاج قادة الأعمال إلى تطوير مجموعة متكاملة من مهارات اتخاذ القرار، شأنهم شأن لاعبي كمال الأجسام الذين يسعون لتوازن عضلي.
- يمكن لرواد الأعمال الحفاظ على توازنهم من خلال التعرف على القرارات السهلة وتفويضها عندما يكون ذلك ممكنًا.
"السهل" لا يعني عدم الكفاءة
- إن اتخاذ القرار السديد هو فن يتطلب توازنًا دقيقًا بين العقل والقلب. فبينما تلعب الحسابات الدقيقة دورًا هامًا، فإن العوامل الذاتية والشعورية تؤثر بشكل كبير على اختيارنا.
- ومن هنا تأتي أهمية التدريب المستمر على اتخاذ القرارات، حيث يمكننا من خلاله تحسين قدرتنا على اتخاذ الخيارات الصائبة.
- وتكمن أهمية القدرة على تحديد القرارات البسيطة في أنها توفر لنا الوقت والجهد اللازمين للتركيز على القضايا الأكثر تعقيدًا.
كيفية التعرف على القرار السهل
|
بعض الأسئلة لمساعدة رائد الأعمال في التعرف على القرارات السهلة |
||
|
ما هي الآثار المترتبة على هذا القرار؟ |
|
- عندما يتطلب اتخاذ أحد القرارات النظر في العديد من العواقب المترابطة، يصبح هذا القرار صعبًا.
- ومع ذلك، إذا كانت العواقب غير معقدة أو بعيدة المدى، أو لا تؤدي إلى آثار سلبية متتالية، يسهل حينئذٍ اتخاذ القرار.
- لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل يجب عليك أنت شخصيًا اتخاذ هذا القرار، أم يمكن تفويضه لشخص آخر؟
|
|
هل يمكن تصحيح المسار بسهولة، أم ستؤدي العواقب إلى تعقيد الأمور؟
|
|
- في بعض الأحيان، يبدو التقدم للأمام مستحيلاً بسبب العوامل العديدة التي تلوح في الأفق، لكنها لا تزال غامضة في الوقت الحالي.
- وقد يصبح المرء عالقاً في اتخاذ قرار ما إذا كانت تداعياته المستقبلية معقدة وواسعة النطاق.
- ومع ذلك، فإن اتخاذ قرار صغير يؤدي إلى التقدم، مع العلم بإمكانية تصحيحه بعد اختبار النتائج، يمكن أن يوفر الكثير من الوقت والجهد.
|
|
هل يمثل هذا القرار أهمية بالغة بالنسبة لك؟ |
|
- يتحمل رواد الأعمال الكثير من المسؤوليات على عاتقهم عند بدء مشروعهم التجاري، وسيستمرون في تحمل الكثير أثناء قيادتهم له.
- ومع ذلك، بمجرد تأسيس مؤسستك، لن تحتاج إلى الاهتمام بكل خيار يتم اتخاذه، بل بإمكانك تفويضه إلى شخص آخر.
- لذا، لا تهتم بتوافه الأمور، إذا كانت تستهلك انتباهك وطاقتك بعيدًا عن القضايا المهمة حقًا بالنسبة لك.
|
|
كم عدد الخيارات المطروحة؟ |
|
- قد يكون تعدد الخيارات عائقًا بدلًا من ميسِّرٍ، إذ قد يضطر المرء إلى الاختيار بين طرفيْ نقيض.
- ومع ذلك، قد يسهّل وجود خيارات متعددة عملية اتخاذ القرار، بدلًا من تعقيدها.
- لذا، يجب على الفرد أن يثق بحدسه لتضييق نطاق الخيارات بسرعة، مع التركيز على العلامات التحذيرية.
|
بصفتك قائدًا في شركة صغيرة أو متوسطة، قد تصبح بارعًا في اتخاذ القرارات الصعبة، ولكن لا تفقد التركيز على القرارات البسيطة. إذا صادفك قرار سهل، فلا تتردد في تطبيق الأساليب السابقة لتحديده وقبوله أو تفويضه.
كلما زادت قدرتك على التعرف على هذه القرارات، زاد إحساسك بالسيطرة، مما يجعلك مستعدًا بشكل أفضل لمواجهة التحديات الصعبة التي قد تواجهها في المستقبل.
المصدر: جروث ليندنج
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: