فيضانات كارثية غير متوقعة تُغرق وسط الولايات المتحدة

تسببت العواصف الرعدية الشديدة والأمطار الغزيرة في فيضانات كارثية في وسط الولايات المتحدة هذا الأسبوع.

أودت العواصف بحياة 16 شخصاً على الأقل في ولايات تينيسي وميسوري وإنديانا وأركنساس وكنتاكي منذ يوم الأربعاء، ووفقاً لمركز التنبؤ بالعواصف هناك 41 مليون شخص تعرضوا لخطر العواصف الشديدة بحلول أمس السبت، من وادي نهر أوهايو في الجنوب الغربي إلى جنوب شرق تكساس.

كان السبت هو اليوم الثالث على التوالي الذي يشهد تحذير من المستوى الرابع من خطر الفيضانات (المستوى الأخطر) ويعني أن الفيضانات تُهدد حياة البشر في وادي المسيسيبي، حيث شهد سكان هذه المنطقة ذروة الفيضانات المفاجئة «المُهددة للحياة» من بعد ظهر السبت إلى مسائه، عندما بلغت الأمطار ذروتها.

وهذه الكارثة المُمتدة لثلاثة أيام من أعلى مستوى محتمل للفيضانات أمر نادر الحدوث خارج موسم الأعاصير.

وتستمر الأمطار الغزيرة والعواصف الرعدية في التحرك بشكل متكرر فوق أجزاء من وسط وشرق أركنساس وغرب تينيسي خلال الساعات القليلة المقبلة، ومن المتوقع أن تؤدي معدلات هطول الأمطار العالية الناجمة عن هذه العواصف إلى فيضانات مفاجئة تهدد الحياة.

وقد تسببت العواصف بالفعل في انقطاع التيار الكهربائي عن عشرات الآلاف من المنازل، وتأخير أكثر من 6 آلاف رحلة جوية داخل وخارج الولايات المتحدة يوم السبت.

استمرار المخاوف 

من المتوقع بحلول اليوم الأحد أن تبدأ العواصف في التحرك شرقاً، وستظل تهديدات العواصف سارية في فلوريدا وألاباما وجورجيا، بينما من المتوقع أن يتراجع خطر الفيضانات في أركنساس وتينيسي وكنتاكي بحلول ظهر اليوم الأحد.

ويُقدر خبراء الأرصاد الجوية تجاوز كمية الأمطار في عدة مناطق من أركنساس إلى كنتاكي أكثر من 30 سنتيمتراً من الأمطار لكل متر مربع، ما يعني فيضانات تاريخية لا تحدث إلا مرة واحدة في كل جيل.

وفي شمال أركنساس، شهدت مدينة هاردي فيضانات كبيرة خلال الليل، حيث وصل منسوب مياه نهر سبرينغ إلى مستويات تاريخية.

وفي ماموث سبرينغ، بأركنساس، توقف قطار على جسر بسبب تحذيرات جوية متعددة نشطة في المنطقة في وقت مبكر من صباح السبت، عندما جرفت مياه الفيضانات الغزيرة الجسر وخرجت العديد من السيارات عن مسارها، وفقاً لشركة BNSF للسكك الحديدية.

وغمرت المياه بعض عربات القطار بالكامل، مع استمرار هطول الأمطار الغزيرة منذ الساعات الأولى من الصباح، ما عقّد جهود الإنقاذ.

في غضون ذلك، انقطعت الكهرباء عن أكثر من 83 ألف منزل وشركة في جميع أنحاء الولاية حتى مساء السبت، وفقاً لموقع poweroutage.us.

صرحت حاكمة أركنساس، سارة هاكابي ساندرز، أن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وافق أمس السبت على طلب أركنساس إعلان حالة الطوارئ للحصول على مساعدة فيدرالية مباشرة لمساعدة الولاية في استجابتها للعواصف والأعاصير والفيضانات.

وفي ولاية كنتاكي، أُغلق 390 طريقاً في جميع أنحاء الولاية صباح أمس السبت بسبب الفيضانات والانهيارات الطينية والصخرية، وفقاً لتصريح الحاكم، آندي بشير.

وأظهرت مقاطع فيديو سكان مقاطعة جيسامين بولاية كنتاكي وهم يتحركون عبر مياه الفيضانات بالقوارب، حيث حاصرت المياه المباني على طول نهر كنتاكي، وغمرت المياه المنازل جزئياً.

وأظهر مقطع فيديو من طائرة دون طيار نُشر من وسط مدينة هوبكنسفيل بولاية كنتاكي، يوم الجمعة، حجم الدمار الواسع النطاق الذي خلفته الأمطار الغزيرة التي هطلت على المنطقة، حيث غمرت المياه المباني والسيارات والطرق.

ووفقاً للهيئة الوطنية للأرصاد الجوية، هطلت أمطار غزيرة تتراوح بين 5 و8 بوصات في هوبكنسفيل من ليلة الخميس إلى الجمعة.

وتُعدّ ولاية كنتاكي واحدة من الولايات القليلة في المنطقة التي لحقت بها أضرار متكررة جراء سلسلة من العواصف المميتة، ففي فبراير الماضي أودت عاصفة شتوية بحياة العديد من الأشخاص، وفي عام 2021 واجهت الولاية كارثة فيضانات مفاجئة واسعة النطاق.

وتُعدّ ولاية تينيسي حتى الآن الولاية التي شهدت أعلى حصيلة وفيات مرتبطة بالعواصف، حيث أُبلغ عن عشر وفيات على الأقل بحلول أمس السبت، كما شهدت الولاية انقطاع التيار الكهربائي عن أكثر من 56 ألف منزل وشركة.

وقد يستغرق إكمال حصر الأضرار أياماً، خاصةً أن بعض عمليات الحصر تعطلت بسبب استمرار سوء الأحوال الجوية.