في عالم الابتكار المتسارع، قد تكون أبسط الأفكار هي الأكثر فاعلية في قياس النجاح، أو هذا هو النهج الذي يتبناه "لاري بيج"، الملياردير والمؤسس المشارك لشركة "جوجل"، والذي يعتمد على مقياس غير تقليدي لكنه فعّال عند تقييم الشركات قبل الاستحواذ عليها، والذي يعرف بـ "اختبار فرشاة الأسنان".
ما أهمية الاختبار؟
- يقوم الاختبار على بساطة الفكرة وعمق التأثير، إذ يساعد في تحديد ما إذا كان المنتج ضروريًا في الحياة اليومية أم مجرد رفاهية، فإذا كان المنتج جزءًا لا يتجزأ من روتين المستهلكين اليومي، فإنه يتمتع بآفاق واسعة للنمو وقدرة عالية على تحقيق الإيرادات المستدامة.
للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام
ما سبب التسمية؟
- يرتكز المفهوم على تقييم مدى تكرار استخدام المنتج وأهميته اليومية، فكما يستخدم الجميع فرشاة الأسنان مرة أو مرتين يوميًا، يطرح الاختبار السؤال: هل يحل هذا المنتج مشكلة أساسية متكررة في حياة المستخدمين؟
متى ظهر هذا المفهوم؟
- لا توجد معلومات محددة حول التاريخ الدقيق لظهوره، لكن يُعتقد أنه بدأ يكتسب شهرة في أوائل العقد الماضي، وبرز بوضوح عام 2014 عندما استحوذت "جوجل" على 20 شركة خلال 7 أشهر، ما دفع الصحف إلى تسليط الضوء على استراتيجية "بيج" في قرارات الاستحواذ.
كيف يطبق؟
- كان "بيج" عندما يبحث صفقة استحواذ بقيمة ملايين أو حتى مليارات الدولارات، يسأل إذا كان منتجها هو شيء يستخدمه الناس مرة أو مرتين على الأقل يوميًا، على غرار الطريقة التي يستخدم بها الجميع فرشاة الأسنان.
خصائص المنتج الناجح
- الاستخدام المتكرر (يفضل يوميًا)، تلبية حاجة أساسية ومستمرة، تحقيق تفاعل قوي مع المستخدمين، سهولة الاستخدام والاندماج في الحياة اليومية.
عيوب محتملة
- رغم فاعليته، لا يمكن تطبيق اختبار "فرشاة الأسنان" على جميع المنتجات، فبعض الحلول والابتكارات الرائدة لا تتطلب استخدامًا يوميًا لكنها تظل ذات قيمة استراتيجية عالية، مثل البرمجيات المخصصة للشركات أو المعدات الطبية المتخصصة.
رؤية استراتيجية
- يتميز الاختبار بأنه يتجاوز المعايير المالية التقليدية، ويساعد في التنبؤ بالأداء على المدى الطويل، إذ يركز على سلوك المستخدم وإمكانية دمج المنتج في الحياة اليومية، وهذه الرؤية تمنح الشركات زاوية تحليل أعمق عند تقييم عمليات الاستحواذ، بعيدًا عن الأرقام المجردة والإيرادات قصيرة الأجل.
بداية عصر جديد
- إلى جانب دوره في تقييم الاستثمارات، يعكس اختبار "فرشاة الأسنان" التحول المتزايد في وادي السيليكون، حيث لم تعد الشركات الكبرى تعتمد على البنوك الاستثمارية في صفقات الاستحواذ كما كان الحال سابقًا.
استقلالية أكبر
- اليوم، تعتمد شركات مثل "ألفابت"، و"ميتا"، و"سيسكو سيستمز" على فرق تطوير داخلية لإجراء الأبحاث، وتحديد الأهداف، والتفاوض على الشروط، مما يمنحها استقلالية أكبر في اتخاذ القرارات الاستثمارية.
المصادر: أرقام- نيويورك تايمز- بزنس إنسايدر- كلود- شات جي بي تي
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: