تهتم اليابان بالتعليم وتسعى للحفاظ على مستويات محددة وضمان الجودة المتساوية للجميع، لكن مع تزايد نسب الغياب في المدارس على مدار 11 عامًا متتاليًا بدأت الدولة في العمل على معالجة ذلك من خلال توفير بيئة تعليمية مرنة.
المشكلة الأساسية
تُعرف الحكومة اليابانية الأطفال الذين يواجهون تحديات في الحضور للمدارس بأنهم من يتغيبون 30 يومًا دراسيًا أو أكثر خلال العام، بسبب أسباب نفسية أو جسسدية أو اجتماعية، باستثناء الغياب المرضي أو الناجم عن المشكلات المالية.
للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام
نسبة الغياب
وفي عام 2023، تغيب 346.48 ألف طالب أو 3.7% من كافة الأطفال المسجلين في المدارس الابتدائية والثانوية -أي في التعليم الإلزامي- لأكثر من 30 يومًا في السنة، لكن تعالج البلاد هذه المشكلة من خلال إنشاء مدارس متخصصة مصممة لتلبية احتياجات الأطفال الذين يجدون صعوبة في الحضور.
الأسباب
كما أن نصف هؤلاء الطلاب يتغيبون أكثر من 90 يومًا في السنة، و3.1% منهم لا يحضرون نهائيًا، لأسباب منها التنمر ونقص الدافع والقلق والاكتئاب وأنماط الحياة غير المنتظمة وضعف الأداء الأكاديمي، وغيرها.
هل التغيب أزمة؟
التغيب عن المدرسة يعني التخلف عن فرصة لتطوير المهارات الأكاديمية والاجتماعية الأساسية، وله عواقب طويلة المدى مثيرة للقلق منها التأثير على دورهم المستقبلي في المجتمع، لذا أصبح من الضروري توفير بيئة تعليمية يشعر فيها جميع الأطفال بالأمان والدعم.
تدابير وجهود
في مارس 2023، قدمت الحكومة تدابير تهدف لبناء نظام اجتماعي شامل يضمن فرص التعليم لكافة الأطفال، من ضمنها إنشاء 300 مدرسة مخصصة لتلبية احتياجات الطلاب الذين يعانون من طرق التعليم التقليدية من خلال توفير بيئة تعليمية أكثر مرونة ودعمًا.
تجربة إحدى المدارس
تضع إحدى تلك المدارس في مدينة سابورو جدولاً منظمًا مع أوقات البدء والانتهاء المحددة لليوم الدراسي، ومع ذلك لا تفرضه بشكل صارم على كافة الطلاب، لكنها تسمح للطلاب بالتعلم بالسرعة التي تناسبهم، مع جلسات فردية مع المعلمين واستخدام الأنشطة التفاعلية بما في ذلك الألعاب، لتطوير المهارات الاجتماعية ومهارات التواصل.
التعلم عبر الإنترنت
أما في التعليم العالي، فتوسعت فرص التعلم عبر الإنترنت بدءًا من أبريل 2024، وتم تخصيص المدارس النموذجية لتقييم فعالية النظام وتقييم تأثيره على تعلم الطلاب، لكن حتى قبل ذلك النظام الجديد كانت هناك نماذج بارزة في اليابان على التعلم عبر الإنترنت منها مدرسة "إن هاي سكول" الخاصة التي تأسست عام 2016.
هل نجحت؟
في سبتمبر 2024 كانت مدرسة "إن" الثانوية تضم أكثر من 30 ألف طالب، وهو مستوى قياسي في البلاد، كما أنها تحتل المرتبة الثانية من حيث أعداد المقبولين في الجامعات الخارجية، وبالإضافة للتدريب الأكاديمي، توفر المدرسة خيارات وطرق للطلاب للتفاعل مع أقرانهم وكيفية تكوين صداقات حتى عن بُعد.
بديل واعد
أصبحت المدارس عبر الإنترنت تحظى بالاهتمام كبديل واعد للتعليم التقليدي، بفضل النهج المرن والشامل، ما يوفر فرصًا تعليمية متنوعة للطلاب في جميع أنحاء اليابان.
الخلاصة
خضع نظام التعليم في اليابان للعديد من الإصلاحات على مر السنين، ومؤخرًا بذلت الدولة جهودًا من أجل تعزيز الشمول في مجال التعليم لجعله أكثر مرونة بما يتوافق مع المتطلبات والإمكانات الراهنة، ليعود بالنفع على طلابها ومستقبلهم والمجتمع الذي يواجه تحديات تشمل انخفاض معدل المواليد.
المصادر: المنتدى الاقتصادي العالمي - موقع سفارة اليابان في أمريكا
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: