تقترب شركة برادا (Prada SpA) من التوصل إلى اتفاق للاستحواذ على دار الأزياء "فيرساتشي" (Versace) من شركة "كابري هولدينغز" (Capri Holdings Ltd)، بعد الاتفاق على سعر يقارب 1.5 مليار يورو (1.6 مليار دولار)، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر.
ذكر المطلعون، الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم نظراً لسرية المفاوضات، أن "برادا"، ومقرها في ميلانو قد تنهي الصفقة مع "كابري" خلال الشهر الجاري.
وأشاروا إلى أن المحادثات تتقدم بشكل جيد بعد أن أظهر فحصاً مبدئياً نافٍ للجهالة عدم وجود مخاطر قد تعطل الصفقة.
أضافوا أن التقييم النهائي والتوقيت قد يتغيران، كما أن المفاوضات لا تزال معرضة لعدم الاكتمال.
كانت "كابري" قد استحوذت على "فيرساتشي" في عام 2018 مقابل نحو 1.8 مليار يورو، لكنها لم ترد على طلبات التعليق حتى مساء الأحد، في حين امتنعت "برادا" عن الإدلاء بأي تصريحات.
صفقة تعزز المنافسة الإيطالية في سوق الأزياء الفاخرة
يعد الاستحواذ المحتمل على دار الأزياء التي أسسها المصمم الراحل جياني فيرساتشي في عام 1978 خطوة مهمة لـ"برادا"، إذ سيمكنها من إنشاء كيان إيطالي أكبر لمنافسة عمالقة الرفاهية على مستوى العالم مثل "إل في إم إتش (LVMH)" و"كيرينغ" (Kering SA).
ستمثل هذه الصفقة تحولاً في مشهد الموضة الإيطالية، حيث جرى الاستحواذ على العديد من العلامات التجارية الكبرى، مثل "غوتشي" و"فالنتينو"، من قبل شركات أجنبية على مدار العقود الماضية.
برزت "برادا" كواحدة من الشركات الرابحة في قطاع الرفاهية رغم التباطؤ العالمي الذي تشهده السلع الفاخرة.
فقد سجلت مبيعات الشركة نمواً قوياً في الربع الثالث من العام الماضي، مدفوعة بالأداء القوي لعلامتها التجارية الفرعية "ميو ميو (Miu Miu)"، التي تحظى بشعبية كبيرة بين المستهلكين الأصغر سناً.
أفادت "بلومبرغ" في فبراير، نقلاً عن أشخاص مطلعين، بأن "برادا" قضت أسابيع في تقييم "فيرساتشي" بمساعدة مستشاريها الماليين، وحصلت على حق حصري للاطلاع على أحدث بياناتها المالية والمبيعات.
مع ذلك، حتى بعد إتمام الصفقة، ستظل القيمة السوقية لـ"برادا" أقل بكثير من منافسيها الرئيسيين.
تبلغ القيمة السوقية لدار الأزياء، المدرجة في بورصة هونغ كونغ، نحو 169.4 مليار دولار هونغ كونغ (21.8 مليار دولار أميركي)، وذلك بعد ارتفاع أسهمها بنسبة 10% منذ بداية العام.
ولا تزال عائلة ميوتشيا برادا وزوجها باتريتسيو بيرتيلي يسيطران على حوالي 80% من الشركة.
في المقابل، تبلغ القيمة السوقية لشركة "إل في إم إتش" (LVMH)، المالكة لعلامات "لويس فويتون" و"كريستيان ديور" إضافة إلى العديد من العلامات الإيطالية مثل "فندي" و"لورو بيانا"، نحو 347.5 مليار يورو.
كانت "إل في إم إتش" قد استحوذت العام الماضي على حصة في الشركة المالكة لـ"مونكلير" (Moncler SpA)، المتخصصة في الملابس الخارجية الفاخرة.
أوضاع "فيرساتشي" المالية ومستقبل "كابري"
سجلت "فيرساتشي" إيرادات بلغت 193 مليون دولار في الربع الثالث من السنة المالية الحالية، بانخفاض نسبته 15% على أساس سنوي.
خلال الفترة ذاتها، اتسع صافي الخسارة التشغيلية للعلامة التجارية ليصل إلى 21 مليون دولار مقارنة بـ14 مليون دولار سابقاً.
أما "كابري"، التي تمتلك أيضاً علامة "مايكل كورس" (Michael Kors)، فقد استعانت بـ "باركليز" (Barclays Plc) لاستكشاف خيارات استراتيجية لبعض شركاتها التابعة، بعد فشل صفقتها البالغة 8.5 مليار دولار مع "تابستري" (Tapestry Inc) إثر قرار قضائي ألغى الاندماج.
في فبراير، خفضت وكالة "إس آند بي غلوبال ريتينغز" تصنيف ديون "كابري" إلى ما دون الدرجة الاستثمارية.
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: