نبض أرقام
02:22 ص
توقيت مكة المكرمة

2025/03/01
2025/02/28

لماذا ينبغي أن يتمتع المتداول في سوق الأسهم بأسلوبه الخاص؟

2025/02/28 أرقام - خاص

ملخص المحتوى:

جارٍ تحميل البيانات...
إيجابي: 0%
محايد: 0%
سلبي: 0%

تحليل التعليقات:

إيجابي: 0%
محايد: 0%
سلبي: 0%
ملخص التعليقات:جارٍ تحميل البيانات...
يرجى ملاحظة أن ملخصات الرسوم البيانية تم إنشاؤها باستخدام الذكاء الاصطناعي، لذا يُنصح بمراجعة الرسوم البيانية بدقة لفهم التفاصيل بشكل كامل.

يحاول الكثير من المستثمرين في سوق الأسهم اتباع خطى من سبقوهم بالنجاح في الاستثمار، لعل ذلك يقودهم لتنمية رؤوس أموالهم وحصد الأرباح، ليضع المستثمر الصغير آخر ناجحا وشهيرا نصب عينيه و"يقلد" أسلوبه بالاستثمار بشكل كامل، ويصل البعض لحد شراء الأسهم التي يوصي بها مستثمر كبير أو يشتريها بالفعل ثم يبيعها عندما يبيعها "قدوته" في التداول.

 

ولكن المؤكد أن نسبة من يحققون النجاح بهذه الطريقة في الاستثمار ضئيلة للغاية، بسبب الدخول والخروج المتأخرين إلى السوق، فضلًا عن عدم إلمامهم بكافة تفاصيل المحفظة الاستثمارية التي كونها المستثمر الشهير وأسبابه لذلك وحتى جهلهم ببعض التحركات غير المعلنة، بما يحتم على المستثمر بشكل عام، والمتداول في سوق الأسهم بشكل خاص التمتع بأسلوبه الخاص الذي قد يتقاطع مع غيره يقينًا لكنه لا "يستنسخ" غيره.

 

 

"لي لو" مثالًا

 

فعندما أثار المستثمر الشهير "وارين بافيت" اهتمامًا واسًعا من خلال قراره ببيع نسبة كبيرة من أسهمه في شركة "أبل" في أغسطس 2024، وظهرت التخمينات حول احتمال تراجع السوق الأمريكي ككل أو قطاع التكنولوجيا بشكل خاص، كان مستثمر أقل شهرة "لي لو" يسبق "بافيت" إلى تلك الخطوة ببيعه نسبة كبيرة من استثماراته في شركة التكنولوجيا الأمريكية في الربع الثالث من عام 2024 حيث بدأ هذه الخطوة قبل شهر كامل من قيام "بافيت" بها".

 

للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام

 

ويدير "لو" صندوق "هيماليا" الاستثماري والذي تبلغ قيمة أصوله 15 مليار دولار، وهو أقل حجمًا بكثير من شركات أصول أمريكية عدة، ولكن ذلك لم يمنعه من التمتع بأسلوب استثماري خاص به، يقوم كما يقول على "توسيع الأفق" حيث لا يقتصر المستثمر الأمريكي من أصل صيني على الاستثمار في السوق الأمريكي بل تمتد استثماراته للعديد من الأسواق سواء في الدول المتقدمة أو النامية ويحقق بذلك أرباحًا تفوق المستثمرين في سوق واحد فحسب.

 

وساهم هذا الأسلوب في تحقيق "لو" لعائد سنوي تراكمي يقدر بـ30% في المتوسط، وهو واحد من قليلين اعتادوا هزيمة الأسواق التي يعملون بها، وخاصة السوق الأمريكي، وسط تقديرات تشير إلى تحقيقه أرباحا تفوق مؤشر "ستاندرد آند بورز" بنسبة 500-600% في المتوسط، ومع تأثير هذه النسب في تراكم الأرباح لاحقًا ونمو رأس المال يتضح مدى نجاعة أسلوبه الاستثماري في تحقيق مكاسب استثنائية، وتصل بعض التقديرات إلى أن صناديق التحوط الخاصة بـ"لو" حققت عائدًا مركبًا سنويًا بنسبة 26.4% منذ عام 1998، مقارنة بنسبة 2.25% لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 للأسهم خلال نفس الفترة.

 

وعلى الرغم من مزايا أسلوب "لو" الاستثماري فإن له العديد من المتطلبات الصعبة وكذلك العقبات، ولعل أهم هذه المتطلبات وجود فريق واسع من المحللين الماليين ذوي المستوى العالي الذين يعملون على متابعة الأخبار حيث يعمل قرابة 50% من المحللين على "البحث" عن الفرص الاستثمارية، كما يتعاون صندوقه الاستثماري مع العديد من المحللين خارج الولايات المتحدة، بما يزيد من صعوبة التنسيق، فضلًا عن صعوبات دراسة القوانين واللغات وتأثيرات أسعار الصرف، وغير ذلك من الاختلافات بين دولة وأخرى.

 

 

تنوع مختلف

 

ولم يسهم "لو" في تنمية رأس مال صندوقه الاستثماري فحسب، بل دفع صديقه الراحل "تشارلز مونجر" إلى ضخ استثمارات في شركة "بي. واي. دي" الصينية للسيارات، واستثمرت بيركشاير بالفعل في الشركة منذ عام 2008، وارتفعت حصة بيركشاير في الشركة بأكثر من ستة أضعاف، وفقًا لـ"وول ستريت جورنال"، مما أدى إلى توليد ربح بلغ حوالي 1.2 مليار دولا لـ"مونجر".

 

والشاهد أن "لو" الذي يقر بتأثير "مونجر" و"بافيت" الكبير عليه لم يتبع خطواتهما بالكامل، ولكنه كان حريصًا على اتباع منهج استثمار القيمة، ولكن بالتوسع به خارجيًا، بل وتمكن من جعل "مونجر" يستثمر خارج السوق الأمريكي بل والأسواق الغربية برمتها، في تغير لافت لنهج "بيركشاير هاثاواي" حيث يقول "وارين بافيت" باستمرار إنه يثق في الاقتصاد الأمريكي والتجربة الأمريكية أكثر من غيرها ولذلك يستثمر في أمريكا.

 

وتتنوع المجالات التي يستثمر فيها "لو" بين الخدمات المالية وخدمات الاتصالات والطاقة والتكنولوجيا، وأيضا البلدان التي يستثمر فيها بين الولايات المتحدة والصين وكوريا وبعض الدول الأوروبية، ليؤكد حرصه على التنوع في الاستثمارات ليس فقط في القطاعات ولكن في الدول أيضًا، ومع ذلك تبقى أسهمه في الولايات المتحدة مركزة في 8 شركات فحسب، بما يؤكد انتهاجه لمنطق التنوع المحسوب وليس الإفراط في التنوع الذي يجعل متابعة الاستثمارات أكثر صعوبة.

 

وهنا نتذكر قولاً مهماً لـ "مونجر" الذي يعتبر بمثابة معلم لـ"لو" من خلال عبارته "المكاسب الكبيرة لا تأتي من البيع والشراء، ولكن تأتي من الانتظار ومرور الوقت"، وتدعيمه لمدرسة الاحتفاظ بالأسهم لفترات طويلة بما يسمح بتراكم المكاسب ونمو السهم، ولكن شريطة الاختيار الجيد لتلك الأسهم بطبيعة الحال.

 

تركيز الاستثمارات

 

وهناك في المقابل "برنارد أرنو" بأسلوب استثمار مغاير تمامًا، فبثروة بلغت 187 مليار دولار تقريبًا في بداية فبراير 2025 احتل "أرنو" موقعه في قائمة أغنى 10 أشخاص في العالم، بدعم محفظة استثمارية أقل تنوعًا بكثير بالتركيز في شركة "إل. في. إم. إتش" التي يرأسها، مع استثمارات محدودة في مجالات أخرى أهمها الطاقة والرعاية الصحية، ولكن أكثر من 80% من استثماراته في قطاع واحد ومعظمها شركة واحدة على حساب غيرها.

 

والأزمة الكبيرة التي ظهرت في أسلوب "أرنو" الاستثماري على الرغم من تحقيقه نجاحاً كبيراً، إلا أن ثروته شهدت انخفاضات كبيرة أيضًا بسبب التركيز على قطاع الموضة، وهو قطاع شديد الحساسية للتغيرات الاقتصادية العامة، وبشكل عام يوضح أسلوب "أرنو" الاستثماري مخاطر تركيز المحفظة الاستثمارية في سهم أو قطاع بعينه، ومزايا الاستثمار في قطاع يدرك المتداول تفاصيله الاقتصادية والفنية بشكل تفصيلي في المقابل.

 

 

أساليب متنوعة

 

ومن بين من تمتعوا بأسلوبهم المتميز السير "جون تمبلتون" وهو مدير لصناديق تحوط تبنى نهج الشراء والاحتفاظ المتوسط بالأسهم لفترات بين عامين إلى 5 أعوام بشكل عام، وهو في ذلك يقوم بشراء الأسهم التي يراها مقومة بأقل من قيمتها لسبب عارض، ليحقق متوسط أرباح سنويا 15% ويجني ثروة شخصية تجاوزت نصف مليار دولار من إدارته لصناديق استثمارية كبيرة.

 

الشاهد أن أسلوبه هذا يفرض عليه أيضا الاحتفاظ بنسبة "كاش" عالية لفترات طويلة من الوقت بما يقلل من أرباحه الكلية بسبب نسبة الأموال المعطلة "الضرورية" لاقتناص الفرص في السوق.

 

وهناك من يتمتعون بأسلوبهم الخاص الأعلى في المخاطرة، مثل "جويل جرينبلات"، الذي حدد لنفسه استراتيجية تقوم على الاستثمار في سندات الدول الأعلى مخاطرة، فضلًا عن بعض الشركات الصغيرة، وتمكن بذلك من حصد أرباح بين 30% سنويًا في المتوسط، ووصلت في بعض الاستثمارات إلى 50% سنويًا بفعل الدراسة الجيدة لوضع الدول والشركات الصغيرة التي يسعى للاستثمار بها.

 

وعلى الرغم من النتيجة التي حققها "جرينبلات" في استثماره هذا، فإن هذه الاستراتيجية لا يوصى بها لغالبية المتداولين، حيث تقوم على متابعة وثيقة للشركات الصغيرة بل وحتى بعض المعلومات الحصرية، ودراسة كبيرة للفجوات الموجودة في السوق ومدى قدرة تلك الشركات على النمو لسد تلك الفجوات، وهو أمر تقترن فيه معارف بالاقتصاد وسوق الأسهم والشؤون المالية والتفاصيل الفنية للقطاع الذي يستثمر به في آن واحد وهو ما لا يتوفر في غالبية المستثمرين.

 

وفي مقابل كل هؤلاء الذين يعتبرون ممن يتبنون التحليل الأساسي بطرق مختلفة، نتذكر من يمكن أن نعتبره بمثابة "الأب الروحي" للتحليل الفني "جيسي ليفرمور"، وأحد أبرز المستثمرين خلال فترة الكساد الكبير، والذي ركز على أهمية فهم المستثمر لتأثير مشاعر الخوف والطمع في أوقات الاضطرابات. ويقترح أن يتخذ المستثمر قراراته في السوق بناءً على تحليل عميق ومطول لأداء السوق، مع الأخذ في الاعتبار هذه المشاعر.

 

 

يوضح ليفرمور فكرته بمثال عملي: تخيل متابعة سعر سهم معين كان عند 45 دولارًا، ثم ارتفع إلى 50 دولارًا، مما دفع بعض المستثمرين لبيعه خوفًا من انخفاضه. بعد ذلك، قد ينخفض السعر إلى 44 دولارًا ثم يعاود الارتفاع إلى 49 دولارًا، وهكذا، وهنا يدرك المستثمر الذي يتابع السوق بدقة-دون التسرع في البيع أو الشراء- أن مستوى 44-45 دولارًا يمثل فرصة شراء جيدة، بينما مستوى 49-50 دولارًا يمثل فرصة بيع.

 

وبذلك، يتخذ المستثمر قراراته بناءً على هذه المستويات المحددة، وليس بناءً على مجرد الشعور أو التخمين.

 

ولذلك يجب أن يتمتع كل مستثمر بأسلوبه الذي يجعله يقدر درجة التنوع المطلوبة في استثماراته ونقاط قوته التي يجب عليه استغلالها، ونقاط ضعفه والتي عليه تلافيها، فاتباع أساليب الغير أو توصياته دون دراسة و"تكييف" مع طبيعة وأولويات المستثمر يؤدي به إلى الفشل في سوق الأسهم، بينما الاستغلال الواعي لمعرفته بالسوق والقطاعات التي يمكنه الاستثمار فيها يزيد من فرص نجاحه.

 

المصادر: أرقام- كتاب "The Psychology of Money: Timeless Lessons on Wealth, Greed, and Happiness"- وول ستريت جورنال- فوربس

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.