تمر "تسلا" بنقطة تحول في تاريخها، بعدما أصبح مديرها التنفيذي "إيلون ماسك" بمثابة الذراع اليمنى للرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" حتى إنه بات يشارك في المؤتمر الصحفية في البيت الأبيض، لكن ربما لتلك المكانة السياسية تأثير سلبي على صانعة السيارات الكهربائية عكس الرهانات التي توقعت تحقيق مكاسب من النفوذ السياسي.
أثرت تصريحاته التي تتدخل في السياسة الأوروبية وتقربه من "ترامب" وتوليه قيادة "إدارة الكفاءة الحكومية"، سلبًا على شعبيته في العديد من الدول، وكل ذلك تزامن مع تراجع مبيعات "تسلا" في العام الماضي وفي بداية 2025، ما قد يشير إلى أن طموحاته السياسية -المثيرة للجدل- هي المسؤولة عن ذلك.
هبوط المبيعات
تراجعت مبيعات "تسلا" في ألمانيا -حيث يقع مصنعها الأوروبي الوحيد- إلى 1277 سيارة في يناير وهو المستوى الأدنى منذ يوليو 2021، بعدما أعرب "ماسك" عن دعمه لليمين المتطرف، وذلك رغم نمو سوق السيارات الكهربائية في البلاد 54% خلال نفس الشهر، لذلك تراجعت حصة الشركة الأمريكية في السوق من 14% إلى 4%، ولا يقتصر الأمر على ألمانيا فقط.
للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام
معدل تراجع مبيعات تسلا في مختلف دول العالم في بداية 2025 |
|
الدولة |
نسبة تغير المبيعات على أساس سنوي في يناير |
ألمانيا |
%59 |
فرنسا |
%63 |
السويد |
%44 |
هولندا |
%42 |
النرويج |
%38 |
المملكة المتحدة |
%12 |
ماذا عن الصين؟
كانت الصين النقطة الوحيدة المضيئة نسبيًا مؤخرًا، حيث ارتفعت مبيعات "تسلا" 8.8% في عام 2024 رغم تزايد المنافسة، لكن انخفضت المبيعات 11.5% في يناير مقارنة بالشهر السابق.
تضرر الثقة في تسلا
أظهرت تحليلات سمعة العلامة التجارية الصادرة عن "كاليبر" تراجع درجة الثقة والإعجاب بشركة "تسلا" بمقدار 13 نقطة على مدار العامين الماضيين، كما وصلت أحجام سياراتها المستعملة المعروضة على منصة "أوتو تريدر" إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق، لكن ربما يعكس ذلك النمو الكبير في مبيعات المركبات الجديدة.
تأثير ماسك
أظهر مسح أجرته "يوجف" خلال يناير في المملكة المتحدة وألمانيا أن الأغلبية في البلدين تعتبر تدخل "ماسك" السياسي غير مقبول، وقال حوالي 54% ممن استطلعت آراءهم إنه ليس من المهم أن تحافظ حكوماتهم على العلاقات معه، وكان 70% تقريبًا لديهم آراء سلبية عن الملياردير، وشكك الكثيرون في فهمه للقضايا السياسية الأوروبية.
مكانة تسلا في قوائم التسوق
أوضح استطلاع رأي للمشترين المحتملين للسيارات خلال فبراير أجرته "مورنينج كونسالت" أن ما يقرب من 32% من المشاركين في أمريكا لن يفكروا في شراء سيارة "تسلا"، مقارنة مع نسبة بلغت 27% في المسح الذي أجرى قبل عام، ومع 17% في استطلاع فبراير 2021.
اعتبارات غير سياسية
بغض النظر عن الولاءات السياسية لـ "ماسك"، أشار بعض الخبراء إلى أن الركود في مبيعات "تسلا" قد يرجع لامتناع العملاء عن الشراء مع انتظارهم لنسخة "موديل واي" الجديدة المقرر إطلاقها في النصف الأول من هذا العام، أو ربما نقص المخزون بعدما بذلك الشركة جهودًا لتعزيز المبيعات في أواخر 2024، أو بسبب تزايد المنافسة وخاصة من الشركات الصينية على رأسها "بي واي دي".
عوامل أكثر أهمية
يرى "إيفان دروي" مدير الرؤى لدى موقع "إدموندز" أن العملاء ينظرون في المقام الأول للسعر والخيارات والقيمة المتصورة أكثر من عوامل مثل سياسة المدير التنفيذي، موضحًا أن هناك شريحة ضخمة من السكان لا تهتم بالسياسية.
الانتظار والترقب
ترى "ستيفاني فالديز ستريتي" مديرة رؤى الصناعة لدى "كوكس أوتوموتيف" أنه لا يزال من البكر للغاية رؤية أي رد فعل عنيف يتعلق بـ "ماسك" في مبيعات "تسلا"، قائلة: لا يمكننا تحديد أن الاستقطاب هو ما دفع العملاء للشراء من الشركة أو تجنبها.
الخلاصة
في الوقت الذي ينشغل فيه الرجل الأكثر ثراءً في العالم بالتشابكات السياسية، وتقليص البيروقراطية في أمريكا والاستحواذ على "أوبن إيه آي" والمنافسة بمجال الذكاء الاصطناعي وكتابة المنشورات على منصته "إكس" إلى جانب سعيه للوصول إلى المريخ، تواجه شركته "تسلا" تراجعًا في المبيعات مع نفور العملاء، لأسباب منها تدخلاته السياسية.
المصادر: يورونيوز - رويترز – أكسيوس – ياهو فاينانس – سي إن إن – ذا كونفرزيشن – "جاست أوتو دوت كوم"
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}