نبض أرقام
08:41 م
توقيت مكة المكرمة

2025/02/21
2025/02/20

يحوّلون السفر الجوي لكابوس .. أكثر فئات الركاب إزعاجًا وكيفية التعامل معهم

2025/02/18 أرقام - خاص

كم مرة كنت تستعد لخوض رحلة طيران ممتعة وسط تطلعات بأن تكون مصدرًا للسعادة والراحة، لكن سرعان ما تحطمت آمالك خلال الدقائق الأولى من بدء رحلتك الجوية؟

 

يقولون: "تجري الرياح بما لا تشتهي السفن"، وهذا قد ينطبق مع صعودك على متن الطائرة عندما تجد أن الراكب المجاور لك مصدر لإزعاج لا يُطاق، أو أن أحدهم يحاول الاستيلاء على مقعدك المحجوز بجوار النافذة.

 

 

ورغم البساطة التي قد تبدو عليها تلك المواقف، إلا أنها قادرة على تعكير صفو رحلة الطيران التي كنت تخطط لها، وتتطلع لأن تكون مريحة.

 

للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام

 

فعلى الرغم من أن السفر الجوي يُعد وسيلة مريحة للتنقل، فإنه قد يتحول إلى تجربة مزعجة بسبب سلوكيات بعض المسافرين، أو تجاهلهم لآداب السفر، لذا من الضروري أن تمتلك استراتيجيات عملية للتعامل معهم للحصول على رحلة أكثر هدوءًا.

 

الفئات الشائعة للمسافرين المزعجين

 

ورصدت عدة كتب عددًا من أنواع الركاب المزعجين، لعل أحدثها كتاب بعنوان "كيف تتجنب الغرباء على متن الطائرة؟ دليل النجاة للمسافر الدائم".

 

وأوضح مؤلف الكتاب "براندون بلوويت"، وهو رئيس قسم التطوير المؤسسي في شركة مقرها في فرجينيا بالولايات المتحدة ومسافر دائم على متن الطائرات، إن القائمة التي أعدها لتلك الفئات شملت 25 نوعًا، لكن ركز في كتابه على عدد محدود فقط.

 

ويرى "بلوويت" أن هناك تشابهًا بين الصعوبات التي يواجهها المرء أثناء سفره على متن الرحلات الجوية والتحديات خلال مسيرة حياته المهنية.

 

المتحدث الصاخب

 

هؤلاء الركاب يحولون الطائرة إلى قاعة اجتماعات متنقلة، حيث يجرون مؤتمرات أو مكالمات هاتفية بصوت عالٍ، وغالبًا ما يرفضون إنهاء مكالماتهم، حسبما ذكر بلوويت.

 

وتكمن مشكلة هذا النوع من الركاب في كونه يُعيق البيئة الهادئة اللازمة للقراءة أو العمل أو الاسترخاء.

 

متجاهلو آداب السفر الجوي

 

وهم الركاب الذين يتجاهلون قواعد السفر الأساسية مثل إعاقة الممرات، وعدم الالتزام بإجراءات الصعود على متن الطائرة، أو الإفراط في استخدام الأجهزة الإلكترونية في أوقات غير مناسبة.

 

ومن بين تلك الفئات أيضًا أولئك الذين يرتدون حقائب الظهر على ظهورهم إذ تُوجب آداب الطيران أن يرتدي الركاب حقائبهم من الجهة الأمامية، لتلافي اصطدامهم بالركاب الآخرين دون قصد، ومثل أولئك الركاب يسببون ارتباكًا وتأخيرًا، ويقللون من راحة وكفاءة الرحلة.

 

مُزعِجو المقاعد

 

هذه الفئة تشمل الركاب الذي يُرجعون مقاعدهم للخلف دون مراعاة للركاب الجالسين خلفهم، ويقلل من مساحة راحتهم، خاصة خلال أوقات الوجبات أو في فترات الراحة.

 

كما تتضمن هذه الفئة أولئك الذين يحركون المقعد الذي أمامهم عند النهوض، أو التحرك، ما يسبب إزعاجًا لمن يجلس في هذا المقعد.

 

 

الطفل أو الوالد الفوضوي

وتشمل تلك الفئة الأطفال الذين يركضون في المقصورة أو ممرات الطائرة أو يصرخون دون توقف، وقد يتسببون في انسكاب الطعام أو إحداث الفوضى في مقاعدهم والمنطقة المحيطة بهم، وسط تجاهل تام من الآباء الذين لا يتخذون خطوات كافية لضبط أبنائهم، وإلزامهم بالآداب الصحيحة.

 

ومثل أولئك الأطفال وآبائهم يتسببون في فوضى غير مرغوب فيها خاصة في الأماكن الضيقة، وغالبًا ما يزعج سلوكهم كامل المقصورة ويؤدي إلى زيادة مستويات التوتر بين الركاب.

المُتسابق على تخزين الأمتعة العلوية

 

تتجاهل هذه الفئة قيود مساحات تخزين الأمتعة العلوية وتسارع إلى تكديسها بالأكياس أو الحقائب التي قد لا تناسبها، دون مراعاة لاحتياج الركاب الآخرين إلى وضع أمتعتهم.

 

ولا تكتفي تلك الفئة من الركاب بهذا وحسب، بل في كثير من الأحيان يفتحون تلك الخزانة عدة مرات أثناء الرحلة ما يثير قلق الركاب الجالسين أسفلها من احتمالية سقوط الحقائب عليهم.

المسافر المتعجل

 

يحضر "المسافر المتعجل" في كل رحلة تقريبًا، حسبما قال "بلوويت"، وهؤلاء هم المسافرون الذين يقفون فور إطفاء إشارة حزام الأمان، وأحيانا قبلها بمجرد أن تحط الطائرة على مدرج الهبوط.


 

ويشير "بلوويت" إلى أن هذا النوع من المسافرين نادرًا ما يحقق هدفه من التعجل، ولكنه يتسبب في إرباك من حوله، وينتهي به الأمر بالوصول إلى بوابة الخروج في نفس توقيت باقي ركاب رحلته وربما بعدهم.

 

أسباب هذه السلوكيات.. وكيفية التعامل معها

 

تساهم عدة عوامل في ظهور مثل تلك التصرفات المزعجة، ومن بينها التوتر والإرهاق، إذ يمكن أن يكون السفر بحد ذاته مرهقًا للبعض، ويدفعهم إلى التصرف بشكل غير لائق.

 

ومن بين أسباب هذه السلوكيات هو نقص الوعي، إذ قد يكون بعض الركاب غير مدركين لتأثير تصرفاتهم على الآخرين.

 

كما تعد الفروق الثقافية من بين تلك العوامل حيث يمكن أن تختلف المعايير الثقافية حول المساحة الشخصية وطرق التواصل، ما يؤدي إلى سلوكيات تُعتبر مزعجة في سياق ثقافي مختلف.

 

بالطبع ليست كل العوامل ناتجة عن حسن نية، إذ إن هناك بعض المسافرين يتعمدون تجاهل آداب السفر بهدف تحقيق راحتهم الشخصية دون الاهتمام بآثار ذلك على الآخرين.

 

لذا لا بد من أن يمتلك المسافر عدة استراتيجيات للتعامل مع المسافرين المزعجين أثناء رحلته حتى يصل إلى وجهته بأقل الخسائر الممكنة، خاصة إذا لم يحالفه الحظ ووجد نفسه في رحلة تضم إحدى هذه الفئات.

 

وفي مقدمة تلك الاستراتيجيات استخدام سماعات إلغاء الضوضاء، والتي تساعد في تقليل تأثير الأصوات العالية للمحادثات.

 

كما أنه من المهم أن يلتزم المسافر بممارسة الصبر، مع إدراك أن التوتر أثناء السفر قد يؤثر على السلوك؛ إذ قد يكون بعض التعاطف مفيدًا في كثير من الأحيان.

 

وفي حال إذا كان تأثير سلوك الراكب المزعج يصيبك بشكل مباشر، يمكن تقديم تذكير ودي يحثه على تعديل تصرفاته من خلال التواصل معه بأدب.

 

أما إذا تصاعد الوضع وأصبح لا يُطاق، فيمكن التوجه بهدوء إلى مضيفي الرحلة ليتدخلوا وفقًا لسياسات الشركة.

 

كما يجب على موظفي الطيران سواء المتواجدون على سطح الطائرة أو أرض المطار تطبيق القواعد التي تضعها شركات الطيران بحزم من أجل ضمان راحة المسافرين والتزامهم بآداب السفر.

 

 

لذلك فإن تدريب طواقم الطيران على أساليب حل النزاعات بين المسافرين يُساهم في تحقيق راحة جميع الركاب.

 

ورغم من أن سلوك بعض المسافرين المزعجين قد يحوّل الرحلة الجوية إلى تجربة مرهقة، إلا أن اتباع هذه الاستراتيجيات قد يخفف من حدة هذه الإزعاجات.

 

نمو سوق الطيران العالمي

 

مع تزايد أعداد المسافرين جوًا، تتضح أهمية التزام المسافرين بقواعد السفر، وضرورة تقويم سلوكيات العديد من المسافرين بهدف ضمان سلاسة عملية السفر والتنقل عبر الطيران.

 

وقبل جائحة كوفيد-19، أفادت تقارير اتحاد النقل الجوي العالمي بأن حركة الركاب الجوية العالمية بلغت حوالي 4.5 مليار راكب في عام 2019، ما جعل الطيران أحد أكبر قطاعات النقل على مستوى العالم.

 

أعداد المسافرين جوا حول العالم في الفترة من 2017 إلى 2024:

السنة

العدد
(بالمليار فرد)

2018

4.3

2019

4.5

2020

1.8

2021

2.3

2022

3.5

2023

4.5

2024

4.9

 

 وأدى ظهور جائحة كوفيد-19 إلى انخفاض غير مسبوق في أعداد الركاب، حيث انخفض العدد إلى حوالي 1.8 مليار راكب في عام 2020، بينما تشير بعض الإحصائيات إلى أن أعداد المسافرين جوًا في 2024، بلغوا نحو 4.9 مليار راكب.

 

وأظهرت بيانات الاتحاد الدولي للنقل الجوي أن إجمالي حركة السفر الجوي لعام 2024 المقيسة بإيرادات الركاب لكل كيلومتر قد ارتفع بنسبة 10.4% مقابل عام 2023، وبزيادة قدرها 3.8% مقارنة بمستويات ما قبل الجائحة أي عام 2019.

 

 

وارتفعت حركة السفر الدولية بنسبة 13.6% مقارنة بعام 2023، في حين زادت حركة السفر المحلية لعام 2024 بنسبة 5.7%.

 

وتشير توقعات كل من اتحاد النقل والمنظمة الدولية للطيران المدني إلى أن عدد المسافرين جوًا قد يتجاوز على مستوى العالم 8 مليارات فرد بحلول عام 2030، مدفوعًا بالنمو الاقتصادي، وزيادة الاتصالات، والتطورات التكنولوجية في مجال الطائرات وكفاءة التشغيل.

 

لذا يُعد تعزيز ثقافة السفر الجوي والالتزام بقواعد وقوانين السفر أمرًا أساسيًا لضمان بقاء تجربة الرحلات الجوية ممتعة ومريحة للجميع.

 

ومع استمرار تطور السياسات وتوعية المسافرين بآداب السفر، يمكن أن تصبح مثل هذه التصرفات أقل انتشارًا، وهو ما يضمن استمتاع الجميع برحلات أكثر هدوءًا وسلاسة.

 

المصادر: أرقام- الاتحاد الدولي للنقل الجوي- سي إن بي سي- إدارة الطيران الفيدرالية- فوربس- بلومبرج- ستاتيستا

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.