لعب التضخم دورًا بارزًا في انتخابات الرئاسة الأمريكية، وخاصة بالنسبة للمواطنين الذين سئموا من ارتفاع الأسعار، بعدما وعد "ترامب" خلال حملته الانتخابية بخفض التضخم، على الرغم من تحذيرات الخبراء من أن التعريفات الجمركية ستجعل التضخم أكثر سوءًا.
لكن لم تتراجع الأسعار منذ تنصيب "ترامب"، بل أصبح المستهلكون يعانون وتحديدًا مع ارتفاع سعر البيض، وزاد التضخم بشكل عام في بداية العام مما يقلل من فرص قيام الفيدرالي بخفض الفائدة عدة مرات هذا العام، وخاصة في ظل وضع سوق العمل القوي.
جهود خفض الفائدة
خلال الفترة من سبتمبر إلى ديسمبر، خفض الفيدرالي الفائدة بمقدار نقطة مئوية كاملة، قبل أن يشير في يناير إلى أنه سيتبع نهج الانتظار والترقب قبل الخفض مجددَا، وصرح رئيس البنك "جيروم باول" في شهادته أمام الكونجرس: الاقتصاد في وضع جيد للغاية، ونريد تحقيق المزيد من التقدم بشأن التضخم.
للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام
التضخم العنيد
في يناير ارتفع التضخم على أساس سنوي إلى 3% ، مما يعني تلاشي الآمال في خفض الفائدة في النصف الأول من هذا العام، وذلك مع ارتفاع أسعار البيض – في ظل نقص المعروض بسبب إنفلونزا الطيور- بأكثر من 15% من ديسمبر مسجلة أكبر وتيرة زيادة منذ يونيو 2015، لتشكل حوالي ثلثي الزيادة الشهرية في أسعار البقالة.
هل ستتراجع الأسعار قريبًا؟
يبلغ متوسط سعر12 بيضة 4.95 دولار، ويرى "كارل وينبرج" كبير خبراء الاقتصاد لدى "هاي فركونسي إيكونومكس" إن الأمر قد يستغرق أشهرًا قبل انخفاض الأسعار، لكن في حال استقرت أسعار البيض عند مستواها المرتفع، فإن ذلك لن يؤدي لزيادة التضخم، لأنه يقيس مدى ارتفاع الأسعار خلال فترة زمنية.
هل يمكن السيطرة عليها؟
ذكر "بول دونوفان" كبير خبراء الاقتصاد لدى "يو بي إس" في مذكرة أن أسعار البيض ليست قابلة للسيطرة (حتى بأمر تنفيذي رئاسي)، وأوضح بعض الاقتصاديين أن ارتفاع أسعار البيض ناجم عن حدث غير عادي يسمى بصدمة العرض، ويحاول الفيدرالي عادة التحلي بالصبر في تلك الأوقات، كما أن السوق تركز على الصدمات الأكبر مثل التعريفات الجمركية.
ارتفاع توقعات التضخم
لكن حذر "ماثيو لوزيتي" كبير خبراء الاقتصاد الأمريكي لدى "دوتشيه بنك" من أنه إذا استمر حدوث صدمات الأسعار وخاصة في البنود التي تتصدر أذهان المستهلكين في الغذاء والطاقة، فإن هذا قد يؤدي لارتفاع توقعات التضخم، وإذا بدأ المستهلكون في توقع ذلك، فإنهم قد يتصرفون بطرق – زيادة الشراء قبل الارتفاع المتوقع - تعزز المزيد من الضغوط السعرية .
مخاوف أخرى
كما وجدت الأبحاث التي أجراها الفيدرالي في سان فرانسيسكو أنه إذا خاف المستهلكون من التضخم في الأمد القريب، فإنهم سيتدافعون من أجل زيادة الأجور، وحينها ستضطر الشركات إلى رفع الأسعار لتغطية هذه النفقات الإضافية، وبالتالي تنشأ حلقة مفرغة، إلى جانب أن الشركات التي تتوقع ارتفاع التضخم تكون أكثر استعدادًا لقبول أسعار أعلى من الموردين.
ماذا يريد "ترامب"؟
قبل ظهور بيانات التضخم الأخيرة، ذكر "ترامب" أن الفائدة يجب أن تنخفض، رغم تلميح بعض كبار مستشاريه الاقتصاديين إلى ضرورة السيطرة على التضخم قبل خفض تكاليف الاقتراض.
الخلاصة
بالتالي فإنه مع صعود أسعار البيض وعوامل أخرى تؤثر على الأسعار بشكل عام أبرزها التعريفات الجمركية تتعقد قدرة الفيدرالي على السيطرة على التضخم، واستئناف خفض الفائدة، ويصبح على صناع السياسات انتظار المزيد من الوضوح بشأن سياسات "ترامب" التجارية والتي تسببت بالفعل في ارتفاع توقعات التضخم لدى المستهلكين.
المصادر: وول ستريت جورنال – ماركت ووتش – فورتشن - بلومبرج
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}