اشترت شركة البريد التي تديرها الدولة في إيطاليا حصة في "تيليكوم إيطاليا" (Telecom Italia) وسط سعي الحكومة لإعادة إنشاء "شركة قومية متكاملة" في صناعة الاتصالات.
أيّدت رئيسة الوزراء جورجا ميلوني صفقة مبادلة أسهم سمحت لشركة "البريد الإيطالي" (Poste Italiane) بالاستحواذ على حصة 9.8% في "تيليكوم إيطاليا" (Telecom Italia) من المقرض الحكومي "كاسا ديبوسيتي إي برستيتي" (Cassa Depositi e Prestiti)، وفقاً لبيان صدر يوم السبت.
وحصل المقرض الحكومي، المعروف باسم "سي دي بي"، بدوره على حصة شركة البريد البالغة 3.8% في "Nexi" المتخصصة في المدفوعات.
وقالت شركة البريد: "تمثل الصفقة استثماراً استراتيجياً لـ(البريد الإيطالي) يهدف إلى خلق تآزر بين الشركتين ودعم، مع جميع الأطراف المرتبطة المعنية، وتوحيد سوق الاتصالات الإيطالية".
مقاومة الاستحواذات الأجنبية
هذه الخطوة تمنح هيئة البريد، التي توسعت إلى الخدمات المالية واللوجستية، دوراً كحصن ضد المزيد من السيطرة الأجنبية على صناعة الاتصالات الإيطالية.
ظهرت شركة "تيليكوم إيطاليا" مؤخراً كهدف محتمل للاستحواذ حيث قامت بتخفيض الديون بعد بيع شبكة الخطوط الأرضية الخاصة بها العام الماضي.
أوردت بلومبرغ يوم الجمعة أن الحكومة الإيطالية تضغط لإيجاد بديل محلي للمستثمرين الدوليين الذين أبدوا اهتماماً بالشركة بما في ذلك "سي في سي كابيتال بارتنرز" (CVC Capital Partners) و"إلياد" (Iliad).
"سي في سي" تعرض شراء حصة من وحدة تابعة لـ "تيليكوم إيطاليا"
منذ وصولها إلى السلطة في 2022، تراقب حكومة ميلوني اليمينية عن كثب الشركات التي تعتبرها "أبطالاً قومية".
ويُترجم ذلك إلى تحركات لدرء الاستحواذات الأجنبية على الأصول الإيطالية، سواء من خلال جمع المستثمرين المحليين أو اللجوء إلى بند "القوة الذهبية" الذي يسمح للدولة بمنع عمليات الاستحواذ على الأصول الاستراتيجية في بعض الحالات.
وترى الإدارة في روما أن شركة البريد مناسبة لـ"تيليكوم إيطاليا".
تدير شركة البريد بالفعل أكبر مشغل افتراضي للهاتف المحمول في البلاد.
وقالت شركة البريد "مقابل شراء الأسهم سيتم سداده جزئياً من خلال عائدات بيع مساهمة (شركة البريد) في (Nexi) إلى مصرف (سي دي بي) ومن خلال النقد المتاح".
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: