وسط توترات تجارية وسياسية .. كيف يمكن أن تتأثر أسعار الذهب بقرارات ترامب؟

تعد أسعار الذهب مرتفعة بأكثر من 10% منذ بداية العام الحالي فقط، وبحوالي 45% على مدار الأشهر الاثني عشر الماضية، في ظل توترات جيوسياسية وتجارية، وعودة "دونالد ترامب" للبيت الأبيض.

تاريخيًا، كان أداء الذهب ضعيفًا عندما كانت التعريفات الجمركية مرتفعة والعكس صحيح، لكن التوترات التجارية العالمية تدفع المستثمرين للبحث عن الملاذات الآمنة وهو ما دفع أسعار المعدن الأصفر لتسجيل مستويات قياسية هذا الأسبوع.

دراسة

حسب ما قدمته "ماركت ووتش" اعتمادًا على بيانات من "دوجلاس إروين" أستاذ الاقتصاد بكلية دارتموث، تم تقسيم كافة السنوات منذ عام 1916 إلى مجموعتين اعتمادًا على ما إذا كان متوسط التعريفات مرتفعًا أو أقل من المتوسط خلال تلك الفترة.

للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام

مقارنة تاريخية

وتم قياس متوسط المكاسب المعدلة للذهب وفقًا للتضخم على مدى العام الواحد أو الثلاثة أو الخمسة أعوام التالية لفرض التعريفات، وكما يتضح فإن أداء الذهب في المتوسط أفضل عندما كانت التعريفات الجمركية أقل.

ملاحظات

لكن من الضروري ملاحظة أن الذهب لم يكن يتداول بحرية تامة في أوائل سبعينيات القرن العشرين، وعلى سبيل المثال عندما ارتفع سعر الذهب من 35 دولارًا إلى ما يقرب من 2900 دولار، لم يكن هناك سوى تغيير ضئيل للغاية في المتوسط السنوي للتعريفات.

تعريفات ضئيلة

كما أنه كنسبة مئوية من إجمالي الواردات، فإن التعريفات كانت أقل من 3% على مدار العقود الثلاثة الماضية، ولم تتجاوز مستوى 5% قط على مدى الخمسة عقود السابقة، لذلك تمت دراسة ارتباط الذهب بالرسوم على مدى فترة طويلة في الجدول السابق.

ماذا يعني ذلك؟

 يعني أن هناك تعقيدات في قضية التحديد الدقيق لمدى دفع التعريفات الجمركية أسعارالذهب للهبوط أو الارتفاع بصورة مباشرة.

تنصيب ترامب

تفاعلت أسعار الذهب بصورة سلبية مع انتخاب "ترامب"، إذ تراجعت بحوالي 7.29% من الخامس وحتى الخامس عشر من نوفمبر الماضي، وذلك مع إدراك المستثمرين لمدى تأثير سياسات الرئيس على المعدن الأصفر على المدى الطويل.

أسعار الذهب والتضخم

أوضح الكثير من الخبراء أن أجندة "ترامب" الاقتصادية قد تؤدي لارتفاع التضخم، وتاريخيًا ترتفع أسعار الذهب مع التضخم وانخفاض القوة الشرائية للدولار، فمثلا عندما بدأ مؤشر أسعار المستهلكين ارتفاعه الحاد في أغسطس 2020، تزامن ذلك مع صعود الذهب لأعلى مستوياته على الإطلاق.

نظرة للوراء

في عهد الرئيس "جيمي كارتر" عام 1980، وصل التضخم إلى 13.5%، ارتفع الذهب حينها إلى مستوى قياسي لم يتجاوزه حتى عام 2006 عندما وصل التضخم إلى أعلى مستوياته في خمس سنوات في ولاية الرئيس "جورج دبليو بوش" الثانية.

توقعات للأسعار

تتوقع البنوك العالمية الرائدة أن تواصل أسعار الذهب ارتفاعها هذا العام، ووصولها إلى 3 آلاف دولار في ظل عدم اليقين الجيوسياسي والسياسات التجارية العدوانية للرئيس "ترامب".

الخلاصة

على مر الزمان، يعرف الذهب بأنه مخزن للقيمة وأداة للتحوط ضد التضخم وملاذ آمن، وبالتالي فإن استخدام "ترامب" للرسوم الجمركية قد يضر بالمستهلكين بسبب رفع الأسعار إلا أنه قد يصب في صالح مستثمري المعادن الثمينة، لكن الأمر يعتمد أيضًا على حجم التعريفات ورد فعل الدول الأخرى، وغيرها من السياسات إلى جانب تأثير التوترات السياسية والجيوسياسية.

المصادر: أرقام - ماركت ووتش – موقع "موني دوت كوم" - رويترز