نبض أرقام
09:46 م
توقيت مكة المكرمة

2025/02/04
2025/02/03

هل حولت الاستثمارات الطائلة كرة القدم الأوروبية لساحة معارك قانونية؟

04:17 م (بتوقيت مكة) أرقام

تعد كرة القدم ساحة لتفاعل الجماهير بعضها مع بعض، والجدل حول أداء الفرق وقرارات إداراتها، لكن أصبحت الرياضة في أوروبا بالآونة الأخيرة ميداناً للمعارك القانونية، والتي أصبحت بدورها موضوعاً مثيراً للنقاش حوله من قبل المشجعين.

 

 

تصاعد وتيرة الخلافات القانونية في كرة القدم

يخشى الكثير من مُحبي كرة القدم والعاملين بها من أن تصبح النزاعات القانونية هي السمة الغالبة على الرياضة الأكثر شعبية على مستوى العالم، إذ شهد الدوري الإنجليزي الممتاز دعاوى قضائية انخرط فيها عدد كبير من المحامين وشركات التقاضي، ووصل الأمر إلى تدخل مستشارين لملك إنجلترا بشكل مباشر.

 

للاطلاع على المزيد من المواضيع الرياضية

 

ظاهرة أوروبية

لم يقتصر تصاعد النزاعات القانونية هذا على كرة القدم الإنجليزية فقط، بل باتت الظاهرة منتشرة على نطاق واسع على المستوى الأوروبي مع نشوب خلافات بين عدد من الدوريات في القارة العجوز والاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا"، منها قضايا تمت إحالتها إلى محكمة العدل الأوروبية بشأن النسخة الجديدة من كأس العالم للأندية، وعدم قانونيتها، والخطر الذي يمثله نظامها على صحة اللاعبين.

 

أبرز النزاعات القانونية في الآونة الأخيرة؟

قضت لجنة قضائية مستقلة بعدم قانونية قواعد الرعاية الخاصة بالدوري الإنجليزي الممتاز بعد طعن قدمه "مانشستر سيتي"، لكن الطرفين سارعا لإعلان النصر في النزاع إثر تأييد النادي للمبادئ التي قامت عليها هذه القواعد.

 

وحكمت محكمة العدل الأوروبية في الشهر ذاته بأن قواعد الفيفا المُنظمة لسوق الانتقالات ليست قانونية بناء على دعوى مقدمة من اللاعب الفرنسي "لاسانا ديارا"، في حين قاضى "مانشستر سيتي" الاتحادين الدولي والأوروبي لكرة القدم بسبب قمعهما محاولة لتأسيس دوري منفصل يضم نخبة الأندية الأوروبية.

 

 

لماذا أصبحت كرة القدم بيئة للنزاعات في ساحات التقاضي؟

أصبح الاعتقاد السائد أن تصاعد النزاعات القانونية في كرة القدم الأوروبية هو نتيجة انخراط المؤسسات وصناديق الاستثمار السيادية والخاصة، والأثرياء في الرياضة، إذ إن اعتبارات الربحية والأداء المالي وضبط الإنفاق هي أكثر ما يهم هذه الكيانات وهؤلاء المليارديرات، في حين يرى فريق آخر أن تلك الجوانب تؤثر سلباً على تنافسية الفرق والرياضة بصفة عامة.

 

تضارب المصالح

يرغب المستثمرون الجدد في رياضة كرة القدم وأنديتها في تعزيز الانتشار العالمي للدوريات والأندية التي ينتمون إليها، بينما تحاول المسابقات المحلية حماية مصالحها والحفاظ على استمراريتها وتواجدها في ظل تدفق الأموال بكثافة على الدوريات الرئيسية والأكثر شهرة.

 

المنافسة على جمع المال

زادت الأموال المتدفقة لكرة القدم بدرجة كبيرة على مدار السنوات القليلة الماضية، وبات أطراف اللعبة من مستثمرين ومُلاك أندية ودوريات وغيرها يتنافسون على الاستحواذ على نصيب من هذه الأموال، إذ بلغت إيرادات الفيفا من كأس العالم الماضي 7.5 مليار دولار، وتشير التقديرات إلى ارتفاعها لنحو 10 مليارات دولار في البطولة القادمة، بينما جمع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم 4.3 مليار دولار من الإيرادات في موسم 2022-2023 بفضل أرباح البث التلفزيوني لدوري أبطال أوروبا.

 

 

التدقيق التنظيمي

فتحت هذه التدفقات المالية والاستثمارية الباب أمام تدقيق السلطات التنظيمية والقضائية في الأعمال المرتبطة برياضة كرة القدم، حتى قررت السلطات الأوروبية على سبيل المثال إخضاع كرة القدم لقانون حماية المنافسة بعد نزاع قضائي بين عدد من أندية الاتحاد الأوروبي لكرة القدم والفيفا لمحاولتها إطلاق دوري السوبر الأوروبي عام 2021.

 

كيف يبدو المستقبل؟

جدد العديد من الدوريات الأوروبية في الآونة الأخيرة اتفاقات البث التلفزيوني بأسعار مخفضة، الأمر الذي دفع بعضًا من أصحاب الأندية للضغط من أجل تقليص الإنفاق وفرض ضوابط أكثر صرامة عليه، ما ينذر باستمرار تصاعد الخلافات في قطاع كرة القدم الأوروبية.

 

الخلاصة

أدى تدفق الاستثمارات بكثافة على رياضة كرة القدم إلى تصاعد الخلافات القانونية بين أطراف متعددة بسبب تضارب المصالح، والتنافس على جمع الأموال، وسعي الجهات المعنية لتنظيم القطاع وحماية المنافسة به نتيجة اكتساب جانبه التجاري مزيداً من الأهمية، ويبدو أن هذه الظاهرة قد تستمر على الأقل في المدى القريب مع تقلص إيردات البث التلفزيوني للمباريات.

 

المصدر: فاينانشيال تايمز

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.