نبض أرقام
07:51 م
توقيت مكة المكرمة

2025/01/20
2025/01/19

بخوارزمية متفردة .. كيف غير تيك توك حياة الملايين حتى يحظى بهذا الاهتمام؟

02:19 م (بتوقيت مكة) أرقام - خاص

دفعت فكرة حظر "تيك توك" في أمريكا المستخدمين والمبدعين للتأمل في التغيير الذي أدخله تطبيق الفيديوهات القصيرة على ثقافة استخدام الإنترنت، وكيف أصبح الوقت الذي يقضونه عبر الشاشات مختلفًا عندما تم إيقافه بالفعل لفترة وجيزة خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي.

 

وذلك بعدما تسبب التطبيق في شهرة الكثير من الأشخاص أكثر مما فعلته المنصات الأخرى، كما أنه يثير جدلاً في كافة الأسواق التي يدخلها تقريبًا، وزادت شعبيته بوتيرة حادة سواء في أمريكا أو خارجها مع جذبه للمستخدمين بمحتوى بسيط وطريقة تنسيق مقاطع الفيديو وخوارزميته المتفردة، حتى أنه أصبح ظاهرة ثقافية تؤثر على اتجاهات الكوميديا والموسيقى والمبيعات وغيرها.

 

 

ووفقًا لـ"ستاستيا كونسيومر إنسايتس"، استخدم 4 من كل 10 بالغين في الولايات المتحدة تتراوح أعمارهم بين 18 و64 عامًا "تيك توك" بانتظام في عام 2024، ليصبح رابع أكثر منصات الوسائط الاجتماعية شعبية في الولايات المتحدة بعد "فيسبوك" و"يوتيوب" و"إنستجرام".

 

للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام

 

ويبرز مدى سرعة ترسيخ مكانة "تيك توك" كلاعب رئيسي بين وسائل التواصل الاجتماعي بعد وصوله للولايات المتحدة في عام 2018.

 

كما أنه أصبح يحظى بشعبية خاصة بين المستخدمين الأصغر سنًا، حيث يستخدمه ما يقرب من 60% ممن تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عامًا بانتظام، إلى جانب أنه منصة التواصل الاجتماعي الأكثر شعبية بين المراهقين.

 

تيك توك .. منصة صينية تحظى بشعبية هائلة في أمريكا (نسبة البالغين الذين يستخدمونه بانتظام.. وفقًا لكل فئة عمرية)

الفئة العمرية

 

نسبة عدد المستخدمين في
 2020

 

نسبة عدد المستخدمين في
2023/2024

18-29 عامًا

 

%30

 

%59

30-49 عامًا

 

%11

 

%42

50-64 عامًا

 

%3

 

%22

كافة البالغين

 

%14

 

%40

 

تهديد مستقبل الشركات الصغيرة

 

أعرب صُناع المحتوى الذين يعتمدون على دخلهم من التطبيق – الذي يجنوه عبر الترويج لأعمالهم أو علاماتهم التجارية الشخصية - في معيشتهم عن مخاوفهم من الاضطرار لإيجاد طرق جديدة لإشراك المستهلكين وكسب المال وسط الضبابية التي تخيم على مستقبل "تيك توك"، واحتمالية حظره.

 

ويعد التطبيق مصدرًا رئيسيًا للأموال لملايين الشركات الصغيرة، على سبيل المثال، شعرت "تيفاني سيانشي" - صانعة محتوى مقيمة في ماريلاند ولديها شركة صغيرة – بالإحباط بعد دخول الحظر حيز التنفيذ – قبل استعادة خدماته مجددًا - وتوقفت عن النشر على "تويتر" و"إنستجرام" وعن الإعلان مع "ميتا" و"جوجل".

 

وترى أن المشرعين عاقبوا "تيك توك" بصورة غير عادلة لنجاحه بين منافسيه، وأنهم مارسوا لعبة سياسية مع تطبيق تعتمد عليه ملايين الشركات الصغيرة لاستمرارها.

 

في حين ذكرت "جيسيكا سيمون" مؤسسة شركة "ميسيسيبي كاندل" أنها تتوقع انخفاضا حادا في المبيعات إذا تم حظر "تيك توك" من متاجر التطبيقات في الولايات المتحدة، موضحة أن ما يتراوح بين 98% إلى 90% من مبيعات شركتها المتخصصة في العطور والشموع يأتي إما بصورة مباشرة أو غير مباشرة من التطبيق.

 

 

وبالفعل، ذكرت "آش جونسون" مديرة السياسات بمؤسسة "إنفورميشن تكنولوجي أند إنوفيشن": التداعيات ستؤثر في الغالب على الشركات الصغيرة التي لديها ميزانية إعلانية محدودة أو معدومة واستخدمت "تيك توك" للوصول إلى العملاء وزيادة عددهم.

 

وأن فقدان الوصول لهذا الجمهور وقاعدة العملاء التي كونتها تلك الشركات سيشكل ضررًا كبيرًا لها، وأن الوظائف والفرص الاقتصادية التي يوفرها "تيك توك" ستكون خسارة كبيرة للولايات المتحدة.

 

لكن مع احتمالية حظر التطبيق بدأ العديد من منشئي المحتوى في توجيه متابعيهم إلى منصات أخرى سواء يستخدمونها بالفعل مثل الأمريكيتين "يوتيوب" و"إنستجرام" أو أخرى صينية منها "ريد نوت" الذي يسمح بنشر مقاطع فيديو قصيرة وتحميل صور.

 

كما تعمل "تيك توك" على الترويج لتطبيقها الشقيق "ليمون8" Lemon8  الذي تمتلكه "بايت دانس" أيضًا، ويسمح للمستخدمين بتحميل الصور ومقاطع الفيديو.

 

ويطلب "ليمون 8" من المستخدمين تسجيل الدخول باستخدام حسابات "تيك توك" الخاصة بهم ويحثهم على متابعة من كانوا يتابعونهم على "تيك توك".

 

ما سر تميز "تيك توك" عن المنصات الأخرى؟

 

يرى محللو "مورجان ستانلي" أن "ميتا بلاتفورمز" المالكة لمنصتي "فيسبوك" و"إنستجرام" ستستفيد من انتقال مستخدمي "تيك توك" لمنصات أخرى، وقد تسيطر على ما يقرب من 32 مليار ساعة من الوقت السنوي الذي يقضيه المستهلك الأمريكي على التطبيق.

 

لكن يرى الخبراء أن أيًا من هذه التطبيقات لا يستطيع الاقتراب من قدرات "تيك توك" على توليد الدخل للعلامات التجارية والمعلنين والمبدعين.

 

وذلك ببساطة لأن "تيك توك" أقل صلة بوسائل التواصل الاجتماعي وأكثر ارتباطًا ببث الإبداع والتعبير، وذلك وفقًا لما ذكره مدير "تيك توك أستراليا" للجنة مجلس الشيوخ الخاصة بالتدخل الأجنبي في سبتمبر الماضي.

 

تحدد خوارزميته ما يراه كل مستخدم، وغموض هذه الخوارزمية يُمثل الخطر الأكثر إثارة للقلق على الأمن القومي في أمريكا وهو ما دفع المسؤولين للتهديد بحظر التطبيق إذا لم يتم بيعه لشركة أمريكية.

 

وأيضًا ربما يكون الدافع وراء قرار الرئيس المنتخب "ترامب" بالسماح بإعادة تشغيل التطبيق، وإعلان رغبته بأن يكون للولايات المتحدة حصة 50% في مشروع مشترك مع التطبيق، وأن هذه الخطوة ستنقذ "تيك توك".

 

 

تركز تلك الخوارزمية سريعًا على كيفية تفاعل المستخدمين مع المحتوى لتقرر ما الذي ستعرضه لهم بعد ذلك، ويأخذ في الاعتبار تاريخ مشاهدات كل مستخدم والإعجابات والمشاركات لتحديد نوع المحتوى الذي من المرجح أن يتابعه، مما يساعد في توفير تجربة شخصية فريدة لكل مستخدم.

 

فمثلاً عبر "فيسبوك" و"إكس" من يتابعه المستخدم يحدد بصورة كبيرة المحتوى الذي سيظهر له، لكن على "تيك توك" الأمر مختلف، لأنه ليس على المستخدم متابعة أي شخص حتى يظهر له المحتوى المناسب له في صورة مقاطع فيديو قصيرة تناسب الوتيرة السريعة للعصر الحالي.

 

وهو ما جعل خوارزمية "تيك توك" هي الأفضل في مجال التوصية بالمحتوى لقاعدة مستخدميها، مما عزز شعبيته بصورة هائلة، وأدى بصورة كبيرة لزيادة وقت تعرض مستخدميه للشاشات، ويبرز سبب الغضب والاهتمام الذي تركز على قضية حظر التطبيق في الآونة الأخيرة.

 

لكن هذا ليس ما تعلنه أمريكا

 

في أبريل الماضي وقع "بايدن" قانونًا يلزم "تيك توك" ببيع منصة التواصل الاجتماعي الشهيرة لشركة أمريكية أو مواجهة الحظر، وسط مخاوف من تشكيله تهديدًا للأمن القومي.

 

وأعرب مشرعون عن مخاوفهم من أن الحزب الشيوعي الصيني قد يجمع البيانات من التطبيق أو أن المنصة قد تستخدم لنشر الدعاية، لكن نفت "تيك توك" أنها قد تسمح للحكومة الصينية بجمع بيانات المستخدمين أو التأثير على محتوى التطبيق.

 

وأوضحت المحكمة العليا في بيانها: لا شك أن "تيك توك" يوفر منفذًا مميزًا وساحة للتعبير لأكثر من 170 مليون أمريكي ووسائل للمشاركة، لكن الكونجرس قرر أن التخارج ضروري لمعالجة مخاوفه الأمنية فيما يتعلق بممارسات جمع البيانات وعلاقته بالخصم الأجنبي.

 

لذلك أعلنت "تيك توك" الجمعة الماضية أنها ستضطر لإغلاق التطبيق في التاسع عشر من يناير ولم تقدم إدارة الرئيس المنتهية ولايته "بايدن" أية ضمانات أكثر تحديدًا قبل الحظر.

 

 

لكن البيت الأبيض أوضح في بيان أن إدارة "بايدن" تعتقد أن الإجراءات اللازمة لتطبيق القانون يجب أن تترك للرئيس المنتخب – الذي سيتولى منصبه الإثنين – لكن أضاف أن "بايدن" يعتقد أن المنصة يجب أن تعمل تحت ملكية أمريكية.

 

وتمت استعادة التطبيق بالفعل بعد تأكيدات "ترامب" بأنه سيعمل مع المنصة المملوكة للصينية "بايت دانس" لتجنب الحظر الدائم في الولايات المتحدة، مما يمنح مستخدميه في أمريكا البالغ عددهم 170 مليونًا شريانا للحياة بعد ساعات من انقطاعه.

 

وأصدر التطبيق بيانًا وضح من خلاله أنه بالاتفاق مع مزودي الخدمة تعمل "تيك توك" على استعادة نشاطها، وشكر الرئيس "ترامب" على الوضوح والضمانات بعدم مواجهة أي عقوبات عند تقديم التطبيق لأكثر من 170 مليون أمريكي، والسماح لأكثر من 7 ملايين شركة صغيرة بالازدهار.
 

ولا يزال مصير "تيك توك" غير واضح حتى الآن، لكنه في أيدي "ترامب" الذي حاول خلال ولايته الأولى حظر  التطبيق، لكنه غيّر موقفه منذ ذلك الحين، وانضم بالفعل في حملته الانتخابية العام الماضي للتطبيق ونشر مقطع فيديو في يونيو.

 

المصادر: أرقام – بي بي سي – ستاستيا – إن بي سي نيوز – أسوشيتيد برس – سي بي إس – موقع "تيك تارجت" – "فيجين أوف هيومنتي"

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.