نبض أرقام
08:53 ص
توقيت مكة المكرمة

2025/01/17
2025/01/16

تجربة 2018 .. كيف ستؤثر الحرب التجارية الثانية على الأسواق العالمية؟

2025/01/16 أرقام

مع اقتراب الموعد المقرر لتنصيب "دونالد ترامب" في 20 يناير، يتصدر تجدد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين مخاوف المستثمرين، خاصة وأن السياسات التجارية التي أعلن الرئيس الأمريكي المنتخب عنها خلال حملته الانتخابية، تمتد هذه المرة لتضم دولًا أخرى، حتى من الحلفاء.
 

واقتصاديًا، تتضرر مؤشرات الأسهم والسندات في الأسواق المالية من السياسات التجارية الحمائية للدول، فضلًا عن أسعار الصرف وتدفقات الاستثمار، ولا يقتصر ذلك على الدول التي تأثرت صادراتها بشكل مباشر، بل يمتد للدولة التي تفرض الحواجز التجارية أمام غيرها من البلدان.
 


 

وخلال الأشهر الستة المنتهية في يونيو 2018، انخفضت الأسهم الأمريكية بنسبة 4% وتراجعت نظيرتها الصينية بنسبة 13%، وخسرت السندات الأمريكية ما بين 2% و5%، وانخفض اليوان بنسبة 3% مقارنة بالدولار.
 

للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام

 

ولأن تلك الفترة شهدت تصاعد التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، مع فرض متبادل للقيود الجمركية، يجعلنا التاريخ (والذي يعيد تكرار نفسه غالبًا) بحاجة للنظر في الأثر المحتمل على الأسواق المالية حال تنفيذ "ترامب" وعوده الانتخابية، والتي تهدد بتجدد الضغوط التضخمية.
 

من يتحمل العبء الأكبر؟
 

- في عامي 2018 و2019، فرضت الولايات المتحدة رسومًا جمركية على واردات صينية بقيمة 350 مليار دولار، وردت الصين بفرض رسوم جمركية على واردات بقيمة 100 مليار دولار، وهو إجراء انتقامي تسمح به قواعد منظمة التجارة العالمية.
 

- أثرت الرسوم الجمركية الأمريكية على حوالي 18% من وارداتها، أي ما يعادل 2.6% من ناتجها المحلي الإجمالي، بينما أضرت إجراءات الانتقام الصينية بـ 11% من وارداتها، أي ما يعادل 3.6% من حجم ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
 

- أشارت ورقة بحثية من مركز أبحاث السياسة الاقتصادية البريطاني، إلى أن المستهلكين للسلع المستوردة، سواء من الأمريكيين أو الصينيين، تحملوا العبء الأكبر من الرسوم الجمركية من خلال ارتفاع أسعارها، وأن إجمالي الدخل الحقيقي في كل من الولايات المتحدة والصين انخفض بسبب ذلك.
 


 

حالات مدمرة من الحرب الأولى
 

- خلال الشهر الأول من فرض التعريفة الجمركية الجديدة بنسبة 30% على مكونات الألواح الشمسية المستوردة من الصين، انخفض مؤشرا الأسهم الصينية لأشباه الموصلات والمعدات الكهربائية بنسبة 9%، وتراجعا بنسبة 4% خلال الأسبوع الأول فقط.
 

- أثرت التعريفات الجمركية على مؤشري الأسهم الأمريكية المناظرين أيضًا، حيث انخفض كلاهما بنسبة 4% في شهر واحد، مع انخفاض بنسبة تتراوح بين 2% و3% في الأسبوع الأول.
 

- نقلت شركات صينية كثيرة من القطاع إنتاجها إلى مصانع أخرى في جنوب آسيا لتجنب التعريفات الجمركية، قبل أن تثير الإدارة الأمريكية في يونيو 2024 إمكانية توسيع القيود الجمركية على مكونات الألواح الشمسية المستوردة من تلك الدول.

 

- على إثر ذلك، فقد مؤشر الأسهم الصينية لأشباه الموصلات ومعداتها 12% في شهر واحد، كما خسرت أسهم الشركات الصينية الرائدة في هذا القطاع ما بين 15% و20% من قيمتها السوقية.
 

- أعلنت وزارة التجارة الأمريكية في 29 نوفمبر 2024 المزيد من القيود التجارية على الخلايا الشمسية المستوردة من ماليزيا وكمبوديا وفيتنام وتايلاند، مما أدى لانخفض مؤشر الأسهم الصينية لأشباه الموصلات ومعداتها بنسبة 4%، وتراجعت قيمة الشركات الرائدة في هذا القطاع بنسبة 15%.
 


 

- على صعيد السلع المعمرة الاستهلاكية، في الشهر الأول من فرض رسوم جمركية تبدأ من 50% على الغسالات الواردة لأمريكا، فقدت أسعار أسهم كبار مصدري الغسالات ما يصل إلى 7% من قيمتها، مع انخفاض بنسبة تتراوح بين 2% و5% في الأسبوع الأول.
 

- في مارس 2018، فرضت الولايات المتحدة رسومًا جمركية أيضًا على واردات الصلب بنسبة 25%، والألمنيوم بنسبة 10% من معظم البلدان، وخلال الشهر الأول، انخفضت المؤشرات الصناعية في العالم بنسبة 5% وعلى مدار الأشهر الثلاثة الأولى، تراجعت بنسبة 3%.
 

- في مايو من نفس العام، طبقت هذه التعريفات الجمركية على كندا والمكسيك وأوروبا، وفي الشهر الأول، انخفض مؤشر الأسهم الكندية للتعدين والمعادن وكذلك مؤشر صناعة الصلب بنسبة 6%، وتراجع مؤشر أسهم صناعة الصلب المكسيكية بنسبة 4%، فيما هبط مؤشر أسهم صناعة الصلب الأوروبية بنسبة 8%.
 

- على صعيد العملات، انخفض الدولار الكندي واليورو بنسبة أقل من 1% مقارنة بالدولار الأمريكي، فيما ارتفع البيزو المكسيكي بنحو 6% مقارنة بالدولار، خلال الشهر الأول من فرض الرسوم الجمركية الأمريكية.
 

 

ماذا عن الحرب الثانية؟
 

- يتوقع محللو "فاكت ست" انخفاضا بنسبة 5% في أسهم الصناعات المستهدفة، خلال فترة من أسبوع إلى 4 أسابيع بعد فرض الرسوم الجمركية، مع خسارة بنسبة تتراوح بين 10% و15% في القيمة السوقية للشركات الرائدة المتضررة بشكل مباشر.
 

- مع استيراد الولايات المتحدة جزءًا كبيرًا من السيارات ومكوناتها من المكسيك، يتوقع المحللون انخفاضًا بنسبة 9% في مؤشر أسهم صناعة قطع غيار السيارات في المكسيك، وتراجع بنسبة 4% في مؤشر أسهم الصناعة المناظر في أمريكا.
 

- حال تفاقم الإجراءات الانتقامية بين أمريكا وكندا، يرى محللو شركة البيانات أن ذلك سيؤدي لانخفاض بنسبة 5% في السوق الأمريكية، و10% للأسهم الكندية، مع هبوط مؤشرات السندات الأمريكية بنحو 5%، وتراجع بنسبة 3% في قيمة الدولار الكندي.
 

- أدت الحرب التجارية السابقة بين الولايات المتحدة والصين إلى زيادة الرسوم الجمركية على ما يقرب من 450 مليار دولار من التجارة الثنائية، وشكلت انتكاسة في أحد أركان الرأسمالية الغربية، وهي حرية انتقال السلع والخدمات والعمالة ورؤوس الأموال.
 

- مع ترقب الأسواق حفل مراسم أداء القسم الرئاسي في الولايات المتحدة الإثنين المقبل، هل يعيد "ترامب" تشكيل الخريطة التجارية، وتذعن دول العالم لمساعيه في فرض مزيد من الهيمنة الأمريكية أم تنتهي الحال ببلاده في معزل عن الدول، وتؤدي سياساته لدعم التخلي عن الدولار؟
 

المصادر: أرقام – فاكت ست - مركز أبحاث السياسة الاقتصادية البريطاني

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.