نبض أرقام
02:53 م
توقيت مكة المكرمة

2025/01/14
2025/01/13

كيف أصبح موظف شاب مليونيرًا قبل عمر الـ 30 بفضل تطوير الحفاضات؟

2025/01/13 أرقام

 يعتمد المبدأ الأساسي لأي مشروع ناجح على تقديم منتج أو خدمة تلبي احتياجات المستهلكين بتكلفة وجودة ملائمة للجمهور المستهدف، وفي عالم باتت تحكمه التكنولوجيا، قد يظن البعض أن أفضل سبيل لدخول عالم ريادة الأعمال في الوقت الراهن هو الابتكارات التقنية.

 

لكن هذا الاعتقاد ليس صحيحاً تماماً، إذ لا يقتصر النجاح في عالم الأعمال على المشروعات أو الشركات الناشئة التي تركز على الابتكارات التكنولوجية، بل يتعلق الأمر بالابتكار بمفهومه الواسع، بداية من تطوير آليات وطرق الإنتاج، وصولاً إلى تحسين منتجات موجودة بالفعل.

 

كان هذا المبدأ الذي ساعد "فرانك يو" على تأسيس شركة ناجحة تجاوزت إيراداتها السنوية 100 مليون دولار في غضون 8 سنوات فقط، بفضل التركيز على تطوير مُنتج بسيط للغاية، هو حفاضات الأطفال.

 

التقى "فرانك يو" بعض الأصدقاء عام 2016 في أحد فنادق طوكيو بعد حضورهم حفل استقبال مولود جديد، وتم إهداؤهم حفاضات ذات جودة عالية وملمس ناعم تُشبه قماش الكشمير، وليست مصنوعة من مواد بلاستيكية كتلك المتداولة في السوق الأمريكية.

 

 

جذبت الفكرة انتباه "يو" الذي يتمتع بعقلية تجارية بفضل دراسته بكلية لندن للأعمال، رغم أنه كان شاباً يبلغ من العمر آنذاك 25 عاماً وليس لديه أطفال بعد.

 

للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام

 

بداية العمل على الفكرة

 

بدأ "يو" العمل على ابتكار حفاضات تُشبه القماش تُستخدم لمرة واحدة فقط موجهة للسوق الأمريكية، واعتمد في تمويل المشروع على مدخراته التي جمعها بفضل عمله في أحد البنوك الاستثمارية بعد التخرج.

 

أسس "يو" مختبراً للعمل على المُنتج بمساعدة مُعلمه ومُرشده الشخصي "كارلوس ريتشر" الرئيس التنفيذي لشركة "دايبر تيستنج إنترناشيونال".

 

حاول "يو" و"ريتشر" الحصول على ترخيص لتكنولوجيا صناعة الحفاضات الخاصة بالشركة، لكنه رُفض بدعوى عدم امتلاكه علامة تجارية أو عملاء بعد.

 

لذا لجأ "يو" للسفر إلى الولايات المتحدة للعمل على تطوير منتجهما الخاص من مختبر مُعلمه في مدينة هيوستن، وركزا في هذه المرحلة على إعادة ابتكار كافة مكونات الحفاضات لتحسين جودتها وكفاءتها، بداية من الحشوة الأساسية، وطبقة امتصاص الرطوبة.

 

 

استغرقت هذه المرحلة 3 سنوات من العمل حتى عام 2019، واستثمر خلالها "يو" مليون دولار من ماله الخاص، ثم استطاع جمع تحويلات إضافية بقيمة 3.9 مليون دولار عن طريق الاستدانة وطرح سندات قابلة للتحويل للأصدقاء وأفراد عائلته.

 

إنتاج أول نموذج تجريبي وبناء العلامة التجارية

 

انتهت مرحلة التطوير بإنتاج أول نموذج تجريبي، وكان يتمتع بقدرة امتصاص أعلى مرتين من الحفاضات التي تُباع في السوق الأمريكية، وأكثر جفافاً بثلاث مرات.

 

وبعد ذلك، قرر "يو" بدء العمل على تأسيس علامة تجارية للمُنتج الرائد تعكس جودته الفخمة، وقادرة على تكوين رابط عاطفي مع المستخدم، لذا اختار اسم "كوتري – Coterie" الذي يبدو فرنسياً بعض الشيء، لكنه يعني مجموعة صغيرة من الأشخاص ذوي الاهتمامات المشتركة، ويمكن أن يرمز للأسرة.

 

وبعد مرور عام فقط على تأسيسها، وبحلول مارس 2020 اضطرت "كوتري" للتعامل مع أزمة الوباء التي استنفذت مخزونات الشركة تماماً في غضون 5 أشهر فقط بسبب ارتفاع الطلب على الحفاضات وورق التواليت.

 

 

أزمة الوباء وعقبة في التمويل

 

أدت أزمة الوباء إلى ارتفاع تكلفة شحن المواد الخام من اليابان إلى الولايات المتحدة 10 أضعاف، ما وضع الشركة أمام خيارين غاية في الصعوبة، إما التصفية، أو جمع تمويل طارئ.

 

قال "يو" في لقاء مع مجلة "إنك"، إن صعوبة جمع التمويل الطارئ كانت تتمثل في أن مُستثمري رأس المال المُغامر يعتمدون على مبدأ الشُهرة في تمويل أصحاب الأعمال الناشئة.

 

وأوضح أنه اعتمد على جهده الشخصي لجمع التمويل، واستغرق الأمر 8 أشهر كان أول مستثمر رئيسي خلالها هو أحد عملاء الشركة ويستخدم أطفاله مُنتجاتها على نحو يومي.

 

ومن هنا أثبتت الشركة مدى نجاح مُنتجها الرائد الذي ساعدها على تجاوز أزمة نقص التمويل في فترة الوباء، حتى أصبحت إيرادات "كوتري" السنوية أكثر من 100 مليون دولار، وباتت تستحوذ على قرابة 4% من سوق الحفاضات في الولايات المتحدة.

 

ترك "يو" منصب الرئيس التنفيذي للشركة في يوليو الماضي، واحتفظ بكرسي العضو التنفيذي بمجلس الإدارة، وتم تعيين "جيس جاكوب" مدير العلامة التجارية خلفاً له.

 

المصدر: إنك

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.