أحد مصانع الشركة السعودية للصناعات الأساسية - سابك
قررت كلٌ من الشركة السعودية للصناعات الأساسية - سابك، وشركة سابك للمغذيات الزراعية، تعديل منهجيتهما في الإفصاح عن قرار مجلس الإدارة القاضي بتوزيع أرباح مرحلية في حال تم التفويض من الجمعية العامة العادية ابتداء من العام المقبل 2025.
وتوقع محللون استطلعت أرقام آراءهم، أن تدفع هذه الخطوة الشركات الأخرى في قطاع البتروكيماويات إلى تعديل منهجيتها في توزيع الأرباح، خصوصًا إذا كانت تواجه تحديات مشابهة، وقد تسعى هذه الشركات إلى تحقيق توازن بين مكافأة المساهمين والحفاظ على السيولة اللازمة لمواجهة التقلبات في السوق.
وأوضح المحللون أن شركة سابك تُعد من أكبر الشركات في قطاع البتروكيماويات، وبالتالي فإن سياساتها تؤثر بشكل مباشر على السوق.
منهجية التوزيعات الجديدة:
د. حسين العطاس مستشار مالي واستثماري
قال حسين العطاس المحلل المالي، إنه في ديسمبر 2024، أعلن مجلس إدارة سابك عن توزيع أرباح نقدية بنسبة 17% من رأس المال، أي ما يعادل 1.7 ريال للسهم، عن النصف الثاني من العام. بذلك، يصل إجمالي الأرباح الموزعة لعام 2024 إلى 3.4 ريال للسهم، مما يمثل 34% من رأس المال.
وبيَّـن أن شركة سابك للمغذيات الزراعية، قررت توزيع أرباح نقدية بنسبة 30% من رأس المال، بواقع 3 ريالات للسهم، عن النصف الثاني من عام 2024، ليصل إجمالي التوزيعات السنوية إلى 6 ريالات للسهم، أي 60% من رأس المال.
الدكتور سليمان الخالدي خبير اقتصادي ومحلل الأسواق المالية وعضو جمعية الاقتصاد السعودية
من جانبه أوضح سليمان الخالدي محلل الأسواق المالية العربية والعالمية، أن سابك قررت توزيع أرباح نقدية بقيمة 1.70 ريال لكل سهم عن النصف الثاني من عام 2024، وستكون أحقية الأرباح للمساهمين المسجلين في سجلات الشركة بداية عام 2025.
وأضاف أن سابك للمغذيات الزراعية، أعلنت عن توزيع 3 ريالات للسهم عن النصف الثاني من عام 2024، إضافة إلى توزيعات مماثلة عن النصف الأول، ليصل إجمالي التوزيعات إلى 6 ريالات للسهم خلال العام.
أسباب التغير في سياسة التوزيعات:
وأوضح العطاس أن سابك تواجه تحديات في الأسواق العالمية للبتروكيماويات، بما في ذلك انخفاض الطلب وارتفاع التكاليف وتراجع الهوامش الربحية. وعلى الرغم من هذه التحديات، حرصت الشركة على الاستمرار في توزيع الأرباح للحفاظ على ثقة المستثمرين.
أما بالنسبة لسابك للمغذيات الزراعية، قال العطاس، فإن التوزيعات السخية قد تعكس أداءً ماليًا قويًا ورغبة في مكافأة المساهمين، بالإضافة إلى تعزيز جاذبية السهم في السوق.
وأشار الخالدي إلى أنه بالرغم من التحديات الكبيرة التي يواجهها قطاع البتروكيماويات عالميًا، بما في ذلك المنافسة الشديدة وضعف الطلب، خصوصًا من الأسواق الصينية، تعكس هذه القرارات قوة واستقرار الشركتين في السوق السعودي.
وتوقع أن تساهم هذه التوزيعات في تعزيز ثقة المستثمرين ودعم الأداء السعري للأسهم على المدى الطويل.
حجاج حسن مدير وحدة أرقام بلس
وقال حجاج حسن مدير أرقام بلس، إن سياسة سابك الجديدة في التوزيعات النقدية والتي جاءت بكل تأكيد على نهج أرامكو المالك الجديد للشركة، جاءت لتطمئن مستثمري الشركة ومستثمري القطاع بشكل عام، وتؤكد قوة ومتانة المراكز المالية للشركة وشركاتها التابعة وتفاؤلها بمستقبل القطاع.
أداء الأسهم:
أوضح سليمان الخالدي، أن سهم سابك للمغذيات الزراعية شهد تحركات بارزة خلال السنوات الأخيرة، حيث بلغ سعره ذروته عند 209 ريالات قبل أن ينخفض إلى مستوى 103 ريالات، ثم ارتد إلى 111 ريالًا بعد الإعلان الأخير.
أما بالنسبة لسابك للصناعات الأساسية فقال الخالدي، إن الشركة تواجه تحديات تتعلق بارتفاع الديون، حيث تبلغ قيمتها الرأسمالية 20 مليار ريال، حيث يرى المحللون أن الإدارة بحاجة إلى اتخاذ خطوات استراتيجية مثل الاندماجات والاستحواذات لتعزيز الأداء والإنتاجية.
وأشار حسن إلى أن سابك قد وزعت خلال السنوات الـ 20 الأخيرة ما يعادل 76 ريالا لكل سهم، مع الأخذ في الاعتبار زيادات رأس المال عبر أسهم المنحة أو حقوق الأولوية، أي وزعت ما يتجاوز 7 أضعاف القيمة الاسمية.
انعكاسات التغير على قطاع البتروكيماويات:
وأضاف حسين العطاس، أن سابك تُعد من أكبر الشركات في قطاع البتروكيماويات، وبالتالي فإن سياساتها تؤثر بشكل مباشر على السوق.
وبين أن استمرار الشركة في توزيع الأرباح، رغم التحديات، قد يدفع شركات أخرى في القطاع إلى تبنِّي سياسات مشابهة للحفاظ على ثقة المستثمرين. ومع ذلك، فإن قدرة كل شركة على توزيع الأرباح تعتمد على أدائها المالي وظروفها الخاصة.
ومن جانبه، بيّـن الخالدي أنه رغم تباطؤ الأسواق العالمية، خصوصًا في شرق آسيا، يُتوقع أن يشهد قطاع البتروكيماويات نموًا على المدى البعيد. وتظهر شركة سابك للمغذيات الزراعية مرونة أكبر في سياسة توزيع الأرباح، مما يعزز مكانتها كمصدر موثوق للعوائد بالنسبة للمستثمرين.
وقال حجاج حسن، إن قطاع البتروكيماويات بالسوق السعودية من القطاعات التاريخية والمدعومة بشكل كبير من الحكومة من خلال أسعار اللقيم مقارنة بمثيلاتها بالمنطقة، وهناك ارتباط كبير بين شركات البتروكيماويات بمستثمري العوائد، خاصة أن معظم الشركات كانت تقوم بتوزيعات نقدية سخية لمساهميها، في مقدمتها سابك التي لم تتوقف عن التوزيع خلال الـ 20 سنة الأخيرة.
وتابع: لكنه بالأخير قطاع دوري مرتبط ارتباطاً كاملاً مع الدورة الاقتصادية والاقتصاد العالمي، وقد تكون عودة النمو بقطاع التصنيع في أمريكا والصين محفزاً قوياً للقطاع خلال العام القادم، لذلك من المتوقع أن نشهد نمواً بأرباح الشركات على المدى القصير والمتوسط.
احتمالية اتباع شركات أخرى لنفس النهج:
وقال حسين العطاس إنه من المحتمل أن تنظر شركات البتروكيماويات الأخرى في سياسات توزيع الأرباح الخاصة بها، خاصة إذا كانت تواجه تحديات مشابهة. وقد تسعى هذه الشركات إلى تحقيق توازن بين مكافأة المساهمين والحفاظ على السيولة اللازمة لمواجهة التقلبات في السوق.
التزام سابك بتوزيع الأرباح يعزز مكانتها ويدفع القطاع لمراجعة سياساته المالية:
بين العطاس أن سابك وسابك للمغذيات الزراعية تظهران التزامًا بتوزيع الأرباح على المساهمين، رغم التحديات التي تواجهها الأسواق العالمية.
وأضاف أن هذا النهج قد يؤثر على سياسات توزيع الأرباح في شركات البتروكيماويات الأخرى، ويعكس أهمية تحقيق التوازن بين مكافأة المساهمين والحفاظ على الاستدامة المالية في ظل ظروف السوق المتقلبة.
وأشار الخالدي إلى أن هذه القرارات تعكس التزام شركتي سابك وسابك للمغذيات بدعم مصالح المساهمين ومواصلة النمو في مواجهة التحديات العالمية، مما يعزز مكانتهما كركيزتين أساسيتين في الاقتصاد السعودي وقطاع البتروكيماويات.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}