ينعقد مساء اليوم اجتماع لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية للإعلان عن قرارها بشأن أسعار الفائدة والسياسة النقدية، وهو الحدث الأخير للفيدرالي الأمريكي في عام 2024، وسط توقعات واسعة بتخفيض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس.
ويأتي هذا الاجتماع في ظل تصاعد التحديات الجيوسياسية والاقتصادية، فيما تترقب الأسواق العالمية مؤشرات حول توجهات السياسة النقدية لعام 2025، بالتزامن مع تغيرات سياسية مرتقبة مع تولي دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة الشهر المقبل.
وأوضح محللون استطلعت "أرقام" آراءهم أن الفيدرالي قد يمضي في خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، ما يعكس استمراره في دعم الاقتصاد وسط بيئة عالمية غير مستقرة.
هل الخفض متوقع؟
وتوقع سعد آل ثقفان، محلل اقتصادي وعضو مجلس إدارة جمعية الاقتصاد السعودية، أن يتم خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، استناداً إلى استقرار التضخم بالقرب من الهدف البالغ 2%، وتباطؤ سوق العمل، والتأثير السلبي لارتفاع الفائدة على الاقتصاد.
من جانبه، أشار وليد الحلو، الرئيس التنفيذي في EL7 للاستشارات، إلى أن الخفض المتوقع بمقدار 25 نقطة أساس قد يكون "خفضاً تشديدياً" (Hawkish cut)، حيث قد يرفع الفيدرالي توقعات النمو ويقلل من البطالة، مع إبقاء التضخم على ارتفاع بسيط.
وأضاف أن أرقام التضخم الأخيرة جاءت مطمئنة للفيدرالي، مما يؤكد أن المخاطر انتقلت من التضخم إلى البطالة، كما توقع أكثر من ثلثي أعضاء الفيدرالي في الاجتماع الربع سنوي الماضي.
وأوضح الحلو أن رئيس الفيدرالي جيروم باول قد يمتنع في المؤتمر الصحفي عن تقديم خارطة طريق واضحة للمستقبل، مع إبقاء قرارات الفائدة خاضعة لتطورات السوق.
وتوقع وائل مكارم، كبير استراتيجي السوق لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في Exness، أن يخفض الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار 0.25 نقطة مئوية في اجتماعه اليوم، ليصل نطاق الفائدة إلى 4.25% - 4.50%.
وأوضح أن هذا الخفض مسعّر بالكامل في الأسواق، ويأتي في ظل توجه التضخم نحو المستهدف، رغم القراءات الأخيرة التي لم تكن متوافقة مع تطلعات الفيدرالي، بالإضافة إلى التراجع التدريجي في سوق العمل ما يتماشى مع توقعات السوق.
ومع ذلك، أشار إلى أن الفيدرالي قد يتبع نهجاً حذراً تجاه تخفيضات الفائدة المستقبلية، مع تركيزه على البيانات الاقتصادية والمخطط البياني النقطي، وكذلك الآثار المحتملة للتغيرات السياسية في ظل الإدارة الأمريكية الجديدة.
وأضاف مكارم أن نتائج الاجتماع والتوقعات الاقتصادية المحدثة، بالإضافة إلى تصريحات رئيس الفيدرالي جيروم باول، ستكون أساسية في تشكيل توقعات السوق للسياسة النقدية خلال عام 2025 وما بعده.
الأثر على الأسواق: ماذا سيحدث للأسهم والسلع؟
أكد سعد آل ثقفان أن خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس قد يكون مسعّرًا بالفعل، وبالتالي لن يشكل مفاجأة للمستثمرين. أما إذا كان الخفض أكبر من المتوقع، فقد يكون له تأثير إيجابي على الأسواق المالية وأسعار النفط والذهب، في المقابل، قد يؤدي تثبيت الفائدة إلى تأثير سلبي على هذه الأسواق.
وأضاف وائل مكارم أن المحرك الرئيسي للأسواق لن يكون قرار خفض الفائدة فقط، بل توجيهات الفيدرالي للعام 2025، إذا كانت لغة الفيدرالي أكثر تحفظاً وتوقعاته لتخفيض الفائدة أقل من المتوقع، فقد تتراجع الأسهم مع استمرار ارتفاع الدولار وضغوط إضافية على الذهب والنفط نتيجة ارتفاع عوائد السندات.
توقعات التخفيض في 2025: دورة جديدة؟
أوضح سعد آل ثقفان أن التوقعات تشير إلى تخفيضات تتراوح بين 3 إلى 4 مرات خلال العام المقبل، بمقدار 25 نقطة أساس لكل منها، في ظل تحسن سوق العمل واستقرار التضخم.
وأضاف وليد الحلو أن الأسواق قد تستوعب خفضاً بثلاث مرات فقط خلال العام المقبل، مقارنة بالتوقعات السابقة التي كانت تشير إلى أربعة تخفيضات.
من جانبه، توقع وائل مكارم أن يتوقف الفيدرالي مؤقتاً عن تخفيض الفائدة في يناير 2025 لتقييم البيانات الاقتصادية والتغيرات السياسية والاقتصادية مع الإدارة الأمريكية الجديدة، مشيراً إلى أن توقعات السوق الحالية تتماشى مع توجه الفيدرالي لتخفيض الفائدة بشكل محدود خلال 2025، مع استمرار مراقبة التضخم الذي لا يزال أعلى من المستهدف.
وأشار إلى أن قرارات الفيدرالي ستبقى متأثرة باتجاهات التضخم، وبيانات التوظيف، والنمو الاقتصادي، مع مراعاة التحولات السياسية المحتملة مع تولي الإدارة الجديدة مما يعكس تحديات كبيرة ستواجه الفيدرالي خلال العام المقبل.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}