في ظل الضغوط المتزايدة على الشركات العالمية للالتزام بالمعايير البيئية، تواجه تسلا ورئيسها التنفيذي الملياردير إيلون ماسك أزمة جديدة تُسلّط الضوء على جانب مظلم من عمليات الشركة.
فقد كشف تقرير حديث أن مصنع تسلا في أوستن بولاية تكساس تورط في تسريب كميات ضخمة من مياه الصرف الصحي السامة إلى مجاري المدينة، فضلاً عن انتهاكات بيئية أخرى تتعارض مع سمعة الشركة كرائدة في مجال الاستدامة والطاقة النظيفة.
هذه التطورات قد تشكّل نقطة تحول في مسيرة ماسك الذي كان يُعتبر سابقاً أيقونة للابتكار الأخضر.
وكما هو مفصل في السجلات العامة التي حصلت عليها صحيفة «وول ستريت جورنال»، سمحت الشركة التي يقودها إيلون ماسك أيضاً لفرن صب ضخم بقذف السموم في الهواء بعد أن رفض بابه الإغلاق.
هل يتجاهل إيلون ماسك الأنظمة البيئية؟
وقال التقرير إن هذه المشكلات البيئية استمرت في كونها مشكلة لعدة أشهر، وبينما كان رؤساء تسلا على علم بها، فقد أجبروا الموظفين على التوصل إلى إصلاحات قصيرة المدى، كل ذلك في محاولة لتجنب تباطؤ الإنتاج.
وذكرت «وول ستريت جورنال»، أن هذه الأخبار تُسلّط الضوء على تجاهل إيلون ماسك للأنظمة البيئية، بعد انضمامه إلى فريق الرئيس المنتخب دونالد ترامب، بقيادته إدارة الكفاءة الحكومية (DOGE)، التي ستكون مسؤولة عن أداء الحكومة الأميركية.
واتهم التقرير شركة تسلا بتضارب المصالح، في ظل وجود أوجه القصور البيئية، ومحاولة ماسك الرئيس التنفيذي للشركة تفكيك القواعد البيئية التي يتعين على شركاته الالتزام بها حالياً.
كما أنه يمثل نقطة تحول بالنسبة للملياردير الذي كان يُنظر إليه ذات يوم على أنه رائد في مجال الطاقة المتجددة وحليف للقضايا البيئية.
انتهاكات قواعد تلوث الهواء
ووفقاً لصحيفة «وول ستريت جورنال»، تلقى مصنع تسلا في فريمونت بولاية كاليفورنيا تحذيرات بشأن انتهاكات قواعد تلوث الهواء أكثر من أي مصنع سيارات آخر في الولاية تقريباَ.
وعلى مدى السنوات الخمس الماضية فقط، انتهك المصنع تصاريح تلوث الهواء 112 مرة وفشل في معالجة أوجه القصور في المعدات المصممة لتقليل الانبعاثات.
وفي الوقت نفسه، في أوستن، كان الموظفون يخشون التحدث عن المخاوف البيئية، مشيرين إلى مخاوفهم من طردهم من العمل.
وقال أحد موظفي الامتثال البيئي، وفقاً لمذكرة عام 2024 حصلت عليها وول ستريت جورنال «طلبت مني تسلا مراراً وتكراراً الكذب على الحكومة حتى يتمكنوا من العمل دون دفع تكاليف الضوابط البيئية المناسبة».
ومنذ ذلك الحين، فتح قسم تنفيذ القانون الجنائي التابع لوكالة حماية البيئة تحقيقًا في مزاعم الموظف، وبينما كان الإنتاج يتزايد في مصنع تكساس، تم توجيه بركة ضخمة من مياه الصرف الصحي بمساحة ستة أفدنة ببطء إلى نظام الصرف الصحي في أوستن، دون الحصول على إذن من تسلا.
وفي خطته الرئيسية لعام 2006، وعد ماسك بالمساعدة في تسريع الانتقال من اقتصاد استخراج وحرق المواد الهيدروكربونية إلى اقتصاد الطاقة الكهربائية الشمسية، والذي أعتقد أنه الحل المستدام الأساسي، ولكن ليس الحصري.
وذكر التقرير أنه قد حُذفِت أي إشارات إلى الخطة من موقع تسلا على الويب في أغسطس الماضي، ما يُسلّط الضوء على التجاهل الجديد لشركة تصنيع السيارات الكهربائية ورئيسها التنفيذي للبيئة والقواعد التي تم إنشاؤها لحمايتها.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}