بذل "إيلون ماسك" قصارى جهده لاستخدام منصته "إكس" لدعم "دونالد ترامب" -منذ إعلان تأييده له في يوليو- في حملته الانتخابية، حتى أجرى معه محادثة صوتية واسعة النطاق بثت مباشرة وامتدت لأكثر من ساعتين تقريبًا عبر المنصة خلال أغسطس.
وبعد فوز "ترامب"، أشاد الرئيس المنتخب في خطاب إعلان النصر في الخامس من نوفمبر بـ "ماسك"، وقال: ولد نجم جديد - إيلون!
وحتى بعد ظهور نتائج الانتخابات استخدم "ماسك" المنصة عن طريق الترويج للإدارة الأمريكية القادمة، والحديث عن مدى إشراق المستقبل تحت قيادة "ترامب" البلاد في ولاية ثانية، ما يبرز كيف يعمل بصورة متزايدة على جعل "إكس" منصة للرئاسة.
جهود ماسك
أجرى الرجل الأكثر ثراءً في العالم العديد من التغييرات على "إكس" منذ الاستحواذ عليها مقابل 44 مليار دولار في أكتوبر 2022، أدى بعضها لمغادرة المعلنين للمنصة.
كما أعاد آلاف الحسابات التي تم حظرها نظرًا لمشاركتها خطاب الكراهية أو التحريض على العنف أو نشر معلومات مضللة خلال جائحة "كوفيد-19"، ومن بينها حساب "ترامب".
وبدأ الجمهوري "ترامب" في استخدام حسابه المعاد تنشيطه على المنصة بانتظام، بعدما كان يعتمد في السابق على منصته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشيال".
وبحلول يوم الانتخابات، كان مستخدمو منصات التواصل الاجتماعي الأخرى المشهورة بما يشمل "تروث سوشيال" و"جاب" يتجهون إلى "إكس" لمعرفة أخبار التصويت والنتائج.
حتى ذكرت "جيتا جوهر" الأستاذة بكلية كولومبيا للأعمال والتي تدرس سلوك المستهلك أن المنصة أصبحت موطنًا لدعاية "ترامب".
هل دعمت الانتخابات إكس؟
شهدت المنصة استخدامًا قياسيًا مرتفعًا خلال حملة الانتخابات الرئاسية، بسبب دورها المحوري الذي لعبته للترويج لتوجهات "ترامب"، وهو شيء كان "ماسك" فخورًا به للغاية.
وسارع -بعدما أصبح فوز "ترامب" واضحًا- لإخبار أكثر من 200 مليون متابع له على "إكس": أنتم وسائل الإعلام الآن.
وحسب منشور "إكس داتا"، فإن المنصة شهدت 942 مليون مشاركة قياسية حول العالم، وزيادة بنسبة 15.5% في تسجيلات المستخدمين الجدد في يوم الانتخابات واليوم التالي له.
لكن في الوقت نفسه، شهد التطبيق أيضًا إلغاء أكثر من 115 ألف حساب، وفقًا لشبكة "إن بي سي نيوز" وهو أكبر عدد منذ تولي "ماسك" الإدارة.
هل تنجح خطة ماسك؟
كان "ماسك" واضحًا بشدة بشأن خططه لمستقبل "إكس" منذ امتلاكها وتولي إدارتها، حتى تغيير تسميتها من "تويتر" كان يهدف لجعلها "تطبيق كل شيء"، بما يشمل منصة لنشر الرسائل والمدفوعات ومقاطع الفيديو وغيرها على غرار تطبيق "وي شات" الصيني.
وقد تزداد أهمية "إكس"، مع استعداد "ماسك" لتولي دورًا أكبر في السياسة الأمريكية بعدما اختاره "ترامب" إلى جانب المرشح الرئاسي الجمهوري السابق "فيفك راماسوامي" لإدارة "وزارة الكفاءة الحكومية" من أجل خفض الإنفاق الحكومي.
ونشر "ماسك" بالفعل أفكارًا واستطلاعات للرأي خلال الانتخابات حول خفض الإنفاق الحكومي، ومن يجب أن يكون زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ومقترحات إلغاء القيود التنظيمية.
لكن في الوقت نفسه تظهر العديد من الدراسات أن المعلومات المضللة تستمر في التزايد على المنصة بما يشمل الحديث عن السياسة الأمريكية.
وأعلنت "الجارديان" هذا الأسبوع أنها لن تنشر على "إكس"، لأن الانتخابات الأمريكية أكدت مخاوفها من أن "ماسك" كان قادرًا على استخدام "إكس" لتشكيل الخطاب السياسي.
تزايد شعبية منصات أخرى بعد الانتخابات
كانت هناك زيادة وجيزة في عمليات البحث عن "تروث سوشيال" في ليلة الانتخابات، ربما لأن المتابعين كانوا يبحثون عما يمكن أن يصرح به "ترامب" مع ظهور النتائج، لكن منذ ذلك الحين كان هناك زيادة في عدد الباحثين عن منصة "بلوسكاي".
ومع احتمالية التضليل، سعى بعض مستخدمي "إكس" للفرار من المنصة والبحث عن بدائل، وبدأ عدد مستخدمي المنصات المنافسة مثل "بلوسكاي" و"ثريدز" في التوسع.
اكتسبت منصة "بلوسكاي" التي بدأها في الأصل عام 2019 "جاك دورسي" -أحد مؤسسي "تويتر"- ولها واجهة وأسلوب مشابه لتطبيق "إكس" شعبية كبيرة.
ذكرت"إميلي ليو" المتحدثة باسم "بلو سكاي" أمس الخميس للصحيفة الأمريكية "يو إس إيه توداي" أن التطبيق شهد ما يقرب من 2.5 مليون عملية تسجيل جديدة في الأسبوع الماضي، ما رفع عدد المستخدمين إلى أكثر من 16 مليونًا.
كما أوضحت "ليو" أن التطبيق يشهد نشاطًا قياسيًا في كافة مقاييس المشاركة بما في ذلك الإعجابات والمتابعين.
وفي الأيام الأخيرة، كان "بلو سكاي" في بعض الأحيان التطبيق الأكثر تنزيلاً على كل من متاجر "آبل" في الولايات المتحدة وأمريكا.
وأوضح العديد من المستخدمين الجدد أن قرارهم بالانضمام إلى "بلوسكاي" كان مدفوعًا بـ "ماسك" الذي دعم حملة "ترامب" بشدة ويعتزم المشاركة في الإدارة الجديدة.
ورغم ذلك إلا أن حجم "إكس" لا يزال أكبر كثيرًا من "بلوسكاي" و"ثريدز" و"تروث سوشيال" بفارق كبير يزيد على 30 مليون زيارة يومية.
لذلك فقد تصبح عودة "ترامب" للبيت الأبيض نقمة لـ "إكس" على عكس ما كان متوقعًا، أو قد ينجح "ماسك" في إعادة جذب المستخدمين للمنصة.
المصادر: أرقام - نيويورك تايمز - ذا كونفرزيشن - يو إس إيه توداي - بي بي سي.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}