نظرة على أداء السوق السعودي لهذا الأسبوع (آراء محللين بالداخل)

شاشة تداول السوق السعودي

أنهى مؤشر السوق السعودي جلسة الخميس الماضي على تراجع بنسبة 0.1 % ليغلق عند 11886 نقطة (- 16 نقطة)، وبتداولات بلغت قيمتها الإجمالية نحو 4.4 مليار ريال.

وفيما يتعلق بالنفط.. انخفض خام برنت القياسي يوم الخميس الماضي بنسبة 0.8% أو 58 سنتًا، فيما ارتفع يوم الجمعة الماضي بنسبة 2.25% أو 1.67 دولار إلى 76.05 دولار للبرميل، ليحقق مكاسب أسبوعية بنسبة 4.1%.

وتراجع خام نايمكس يوم الخميس بنسبة 0.8% أو 58 سنتًا، فيما صعد يوم الجمعة الماضي بنسبة 2.25% أو ما يعادل 1.59 دولار إلى 71.78 دولار للبرميل، ليرتفع خلال الأسبوع بنسبة 4.5%.

وفيما يخص الأسواق العالمية، انخفض مؤشر داو جونز الصناعي الخميس الماضي بنسبة 0.35% أو 140 نقطة، فيما تراجع الجمعة بنسبة 0.6% أو 259 نقطة عند 42114 نقطة، لينهي المؤشر الصناعي سلسلة مكاسب 6 أسابيع، مسجلًا خسائر بنسبة 2.7% خلال تعاملات الأسبوع.

وصعدت أسعار عقود الذهب يوم الخميس الماضي بنسبة 0.7% أو 19.5 دولار، فيما ارتفعت يوم الجمعة بنسبة 0.2% أو 5.7 دولار عند 2754.60 دولار للأوقية، ليحقق المعدن الأصفر مكاسب للأسبوع الثالث على التوالي، بعد ارتفاعه خلال الأسبوع بنسبة 0.9%.

وقال المحلل الدكتور سليمان الحميد الخالدي، إن التراجع في المؤشر العام يعود إلى هبوط مستويات التداول والسيولة، التي بلغت 4.3 مليار ريال من إجمالي التداولات البالغة 25 مليار ريال، في مقابل 35 مليار ريال خلال الأسبوع الأسبق متأثراً بالوضع الجيوسياسي الراهن في المنطقة، بالإضافة إلى التوترات الحاصلة التي تؤثر على نفسية المستثمرين.

وأضاف الخالدي في لقاء مع أرقام، أن السوق يترقب إعلان النتائج المالية للربع الثالث 2024 التي تنتهي في 11 نوفمبر القادم، متوقعاً أن تكون إيجابية وتنعكس بشكل مباشر على أداء المؤشر، وأن تسهم في تعزيز ثقة المستثمرين، خاصة بعد أن حققت بعض الشركات الكبرى أداءً جيداً فاق التوقعات.

وأشار إلى عدة نقاط دعم ومقاومة أساسية يجب أخذها بعين الاعتبار خلال هذا الأسبوع؛ إذ تبقى نقطة 12000 نقطة كمستوى مقاومة هام للمؤشر، بينما توجد نقاط دعم عند مستويات 11850 و11795 و11625، وصولاً إلى 11500 و11457، مع استبعاده للوصول إلى نقاط الدعم الأدنى في الوقت الحالي.

وتوقع أن يتعافى المؤشر ويحقق ارتفاعًا يتراوح بين 7.5% و8% خلال الشهر القادم، مدعوماً بأداء الشركات الإيجابي وارتفاع نسب توزيعات العوائد في السوق السعودي، التي تُعد من بين الأعلى عالميًا بحسب التقرير الأخير لاتحاد البورصات العالمية.

وأضاف أن التوقعات تشير إلى أن المؤشر قد يصل إلى مستوى 13000 نقطة قبل نهاية العام 2024، ما يعكس ثقة المستثمرين في السوق وقدرتها على تحقيق نمو مستدام، خاصة في ضوء التوقعات الإيجابية لنتائج الشركات المدرجة للربع الثالث من هذا العام.

وأوضح أن الارتفاع في أرباح بنكي "الإنماء" و"البلاد" يمثل فرصة مغرية للمستثمرين، حيث تجاوزت أرباح بنك الإنماء التوقعات لتصل إلى 1571 مليون ريال، بزيادة 22% خلال الشهور التسعة الأولى من 2024 مقارنة بنفس الفترة من 2023.

وأضاف أن السعر الحالي لبنك البلاد عند 28 ريالًا يُعد جذاباً للمستثمرين، وكذلك بنك الإنماء الذي يتميز بتوزيعات منتظمة للعوائد كل ثلاثة أشهر، وهو ما يُعد استثناءً بين البنوك العالمية ويُحفز شهية المستثمرين المحليين والأجانب للاستثمار في السوق السعودي.

وتوقع أن يحقق مصرف الراجحي أرباحاً تصل إلى 4.5 مليار ريال، مما يعزز من جاذبيته الاستثمارية.

وحول توقعات أسعار الفائدة، أشار الدكتور الخالدي إلى أنه من المحتمل أن يتم تخفيض الفائدة بـ 25 نقطة أساس من قبل الفيدرالي الأمريكي في 17 نوفمبر القادم، الأمر الذي قد يدعم السوق خلال الفترة المتبقية من العام.

وقال جوزيف ضاهرية كبير استراتيجيي الأسواق في TickMill، إن سوق الأسهم السعودي شهد أداءً سلبياً طفيفاً هذا الأسبوع بنسبة 0.18%، مواصلاً بذلك تراجعه للشهر الحالي. وعلى الرغم من أن السوق بدأ الأسبوع على ارتفاع مدفوعاً بتفاؤل حيال نتائج أعمال الربع الثالث الجيدة عموماً، فإن هذه المكاسب تلاشت لاحقاً مع تعرض الأسواق الإقليمية لضغوط ناجمة عن تصاعد التوترات الجيوسياسية. لكن لا تزال إمكانية التعافي قائمة، مدعومةً باستمرار صدور نتائج أعمال الشركات المتوقعة الأسبوع المقبل. كذلك، فإن تقلبات أسعار النفط، التي عادةً ما تؤثر على السوق، تُقدم توقعاتٍ متباينة، حيث إن إمكانية عودة الأسعار لمستويات أعلى تواجه توقعات تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، خاصة في الأسواق الرئيسية مثل الصين. في حين أن أي تصعيد أكبر في التوترات الجيوسياسية من الممكن أن يدعم الأسعار مجددًا.

من الناحية الفنية، أغلق مؤشر "تاسي" عند مستوى 11,886 نقطة، منخفضاً بشكل طفيف عن مستوى 11,907 نقطة الذي بلغه الأسبوع الماضي. وفي حال استمرار التراجع، يتواجد الدعم عند مستوى 11,800 نقطة، يليه 11,760 نقطة في حال كسر مستوى الدعم الأول، ثم مستوى 11,500 نقطة كدعم رئيسي. أما في حالة عودة السوق إلى الأداء الإيجابي، فإن المقاومة تتواجد عند مستويات 12,100 و12,400 نقطة، وهي مستويات حاول السوق اختراقها مراراً في الفترة الأخيرة دون جدوى. ويُعتبر تجاوز هذه المستويات مفتاحاً للوصول إلى مستوى المقاومة التالي عند 12,800 نقطة.

كذلك اتسم أداء القطاعات بالتنوع هذا الأسبوع مع استمرار الشركات في الإعلان عن نتائجها المالية للربع الثالث. وقد أظهرت غالبية الشركات التي أعلنت عن نتائجها أرباحاً صافية إيجابية، مع توقع المزيد من الإعلانات التي في الغالب ستسهم في تحقيق نتائج قوية للربع الثالث. وحظي القطاع المصرفي باهتمام خاص هذا الاسبوع، حيث ساهمت النتائج الإيجابية في الغالب في انتعاش القطاع. وشملت الإعلانات البارزة العديد من المؤسسات المالية الكبرى، بما في ذلك مصرف الإنماء، والبنك السعودي للاستثمار، وبنك البلاد، والبنك السعودي الفرنسي، والبنك الأهلي السعودي، والبنك العربي الوطني، وبنك الرياض.